فتح باب التقديم لوظائف معلم مساعد مادة لغة إنجليزية    الجامع الأزهر يعقد ملتقى التفسير بعنوان"الهجرة بين الإعجاز البلاغي والعلمي"، اليوم    متحدث البترول يؤكد عودة حقل ظهر للإنتاج وإدخال 220 مليون قدم من الغاز    انخفاض أسعار الفراخ اليوم الأحد 22 يونيو 2025    توتر أمني في بغداد.. العراق يعلن استنفارا أمنيا لحماية السفارة الأمريكية    وزير التموين: لا نية لتحريك سعر رغيف الخبز المدعم    الجيش الإسرائيلي: إيران أطلقت موجة جديدة من الصواريخ على إسرائيل    دمار كبير في مواقع إسرائيلية جراء القصف الإيراني    بيلوسى: ترامب تجاهل الدستور وأشرك جيشنا فى حرب دون إذن الكونجرس    كأس العالم للأندية، فلومينيسي يخطف فوزا قاتلا أمام أولسان    قائد باتشوكا عن مواجهة ريال مدريد: لسنا مرهقين مثلما كنا في نهائي إنتركونتيننتال    مدرب الوداد: سنعذب خصومنا.. ولدينا القدرة على مجاراة أقوى الأندية    "يبقى انت لسه بتتعرف عليها".. رد ناري من سيد عبد الحفيظ على أحمد حسام ميدو    تعرف على القنوات المجانية الناقلة مباراة الأهلي وبورتو في كأس العالم للأندية 2025    «زحمة الهجوم» تُطيح بنجم الأهلي.. أحمد حسن يكشف مفاجأة    توافد طلاب الثانوية العامة بقنا على اللجان لأداء امتحان اللغة العربية وسط إجراءات مشددة    تسريب كشوفات نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة الشرقية قبل اعتمادها رسميًا، والتعليم تحقق    بعد 48 ساعة، انتهاء رحلة البحث عن ضحايا أسفل عقارات حدائق القبة المنهارة    درجات الحرارة اليوم الأحد في مصر    محمد حماقي يرفع علم المغرب ويتفاجأ بهدية خلال حفله بمهرجان موازين (فيديو)    ابنة نسرين أمين عن دخولها مجال التمثيل: «ماما بتشجعني لكن مساعدتنيش»    كشف أثري جديد في منطقة تل الفرعون بالشرقية| الآثار تعلن التفاصيل    روجينا تنضم لنجوم دراما رمضان 2026    في بداية فصل الصيف، نصائح لضمان بقاء الجسم رطبا    منظمة الطاقة الذرية الإيرانية :لن نسمح بوقف التطوير النووي    برلماني يطالب بإحالة مقيم الطعن ضد "جمعية الرسوم القضائية" للتأديب    حدث منتصف الليل|تفاصيل مكالمة الرئيس السيسي ونظيره الإيراني.. وسيناريوهات تعامل الحكومة مع الحرب    دون إصابات.. السيطرة على حريق داخل شقة في البساتين    محاكمة 111 متهمًا بقضية "خلية حسم الإرهابية".. اليوم    إيران: " فوردو" النووية لا تحتوي على مواد مشعة    خبير صيني: الذكاء الاصطناعي له نتائج مبهرة فى تشخيص الأمراض الوراثية والمستعصية    مدرب يوفنتوس يحذر من قوة الوداد ويؤكد: المفاجآت واردة بمونديال الأندية    ترامب: عملنا مع إسرائيل كفريق واحد وأخذنا على عاتقنا حمايتها    مخرج «لام شمسية» يكشف رد فعل رئيس الرقابة بعد مشاهدته أول خمس حلقات    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟.. أمين الفتوى يجيب    ممثل المستأجرين: تعديلات قانون الإيجار القديم تفتقر إلى العدالة وتتجاهل ظروف البسطاء    صديقة طبيبة طنطا الراحلة: خدمت مرضى كورونا وتوفيت أثناء عملها    براتب 9200 جنيه.. 200 وظيفة للشباب في مجال الأمن و الحراسات    بدء الموسم الصيفي ينعش فنادق البحر الأحمر والإسكندرية    «مدبولي»: ملتزمون بتأمين إمدادات الغاز الطبيعي محليًا    «نيويورك تايمز»: «خامنئي» يتحصن فى مخبأ تحت الأرض.. ويسمى 3 لخلافته    وسائل إعلام إيرانية: تم إسقاط عدة قنابل من طراز GBU-57 يبلغ وزنها 14 طنا على منشأة فوردو النووية    30 يونيو.. تأكيد وحدة مصر    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟    الراتب الكبير يمنع الزمالك من التعاقد مع بينتو    محسن صالح يطالب بعدم إشراك زيزو في مباراة بورتو بكأس العالم للأندية    «المصري اليوم» ترصد عودة ظاهرة نواقص بعض الأدوية خاصة «الأمراض المزمنة»    التعجل في المواجهة يؤدي إلى نتائج عكسية.. حظ برج الدلو اليوم 22 يونيو    يقتلان شقيقهما بعد إدعاء زوجته تعديه جنسيًا على ابنته في بنى سويف    ب 1450 جنيهًا من البيت.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل إلكترونيًا (رابط مباشر)    من غير مكملات.. أهم الأطعمة الغنية بفيتامين د    ابعد عنها بعد الساعة 10مساءً.. 6 أطعمة تسبب الأرق    بسبب حكم غيابي.. احتجاز زوجة مدرب منتخب مصر في الإسكندرية    د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!    صبحي موسى ومأزق التنوير العربي    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الريدي : نحتاج بشدة لمجلس أمن قومي
نشر في الوفد يوم 04 - 10 - 2011

السفير «عبد الرؤوف الريدي» خبرة كبيرة وعطاء في الدبلوماسية المصرية ما يقرب من نصف قرن، كان عضواً في بعثة مصر لدي الأمم المتحدة بنيويورك في منتصف الخمسينيات، وشارك في وفد مصر المصاحب للرئيس عبد الناصر
الي مؤتمر دول عدم الانحياز.. شارك مع وزراء خارجية مصر خلال حربي يونيو 67 وأكتوبر 73، كما كان عضواً في وفد مصر الذي صاحب الرئيس السادات الي مؤتمر كامب ديفيد 1987 شغل منصب سفير مصر في باكستان ثم عين سفيراً لمصر في واشنطن منذ 1984 وحتي 1992.
أكد في حواره ل «الوفد» أن حرب أكتوبر كانت زلزالاً للعالم، وإعصاراً لاسرائيل ورد الاعتبار للمصريين علي ما حدث لهم في 1967، وكانت بداية الدور الامريكي، وانحساراً للدور السوفيتي في الشرق الأوسط، مضيفاً أن ثورة 25 يناير بهرت العالم بعد أن أزاحت عن مصر نظام حكم قمعياً سلطوياً، وأنها ستعطي مصر دوراً اقليمياً ودولياً لائقا بها، واسرائيل أن تعرف جيداً الرأي العام في مصر أصبح يلعب دوراً مهماً في صياغة توجهات الدولة وسياستها الخارجية.
من خلال عملك في الخارجية المصرية خلال حرب اكتوبر.. ماذا غيرت هذه الحرب في المحيطين العالمي والاقليمي؟
- خلال العشرة ايام الاولي من اكتوبر كانت زلزالاً في العالم وإعصاراً بالنسبة لاسرئيل، واعادة الثقة للمصريين، ورد اعتبار لما حدث في يونيو 67، وكانت الحدث الأكبر الذي كان له تأثير اقليمي ودولي، وفتح الطريق لمرحلة جديدة تماماً في الصراع العربي الاسرائيلي.. ولكن علينا أن نلاحظ ان مصر في هذه الحرب التاريخية لم تحرر الا جزءاً من سيناء وبدخول الثغرة أصبحت القوات المصرية والاسرائيلية متشابكان، فكان لابد من فض هذا الاشتباك والبدء في عمل دبلوماسي كبير يبني علي حرب أكتوبر ويستكمل تحرير سيناء بالكامل، بالاضافة الي ابعادها الدولية واستخدم فيها سلاح البترول لأول وآخر مرة، وأدت الي اعادة شكل التحالفات في المنطقة.
هل استفادت امريكا من هذه الحرب؟
- كانت حرب أكتوبر بداية لدور أمريكي في المنطقة لم يكن موجوداً، وكانت البداية في انحسار نفوذ الاتحاد السوفيتي، وكانت لها دور في انهاء العلاقة بين الاتحاد السوفيتي والعالم العربي من انحسار دور السوفيت كقوي عظمي ما لبثت بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان أواخر السبعينيات أن انتهي دور السوفيت في العالم كقوي عظمي منافسة للولايات المتحدة، وانتهي الأمر في أواخر الثمانينيات بانهيار حائط برلين واختفاء الاتحاد السوفيتي وتفككه مما جعل الولايات المتحدة هي القوي الكبري الوحيدة في العالم.
البعض يتهم مصر بأنها عجزت عن استثمار النصر العسكري؟
- لا، مصر استثمرت هذا الانجاز العسكري في تحرير أراضيها بالكامل وخالية من المستوطنات، ولم يكن توجد طريقة أقرب الا بالعمل الدبلوماسي، ولنذكر تفجير اسرائيل لمستعمرة «ميت يا ميت» بنفسها حتي لا تعطل تنفيذ الاتفاقية، ثم تم تحرير آخر كيلو متر مربع من سيناء وهو «طابا» من خلال التحكيم وهذا كان انجازاً عظيماً، ولكن لم تستمر الوحدة التي تحققت في العالم العربي والتي كانت أساسها مصر وسوريا، ولم نبن اقتصاداً عربياً أو قاعدة علمية لإحداث نهضة اقتصادية كبري، خاصة وأن العالم العربي حقق فوائض كبيرة من خلال الارتفاع الهائل في سعر البترول نتيجة لحرب اكتوبر وتبعثرت الجهود العربية بل وتعميق الانقسام العربي الذي كان بدايته مع مصر وسوريا، وتمثل هذا الخلاف في رفض سوريا حضور مؤتمر السلام في «جنيف» ديسمبر 1973 والذي كان المفترض انه اشارة البدء في عملية السلام التي تشمل كافة الاطراف العربية، وايجاد حل للقضية الفلسطينية.
كيف بدأ يتسع هذا الانقسام؟
- للأسف كان الخلاف في الرؤية حول عملية السلام، ثم بدأت سوريا بالانغماس في القضية اللبنانية وكأنها فضلت ان يكون دورها في لبنان «كسينجر» الذي عمق الخلاف بين «السادات» و«حافظ الأسد» ثم بدأت الحرب الأهلية في لبنان لمدة 10 سنوات، وبدأ «السادات» تحركه الدبلوماسي غير مبال بتأمين الجبهة العربية، ولم يكن التضامن العربي في ضوء هذا الانقسام جيداً وربما كان علي مرام الدول البترولية التي وجدت فيه فرصة لتجنب قيامها بدور رئيسي من دعم مصر اقتصاديا ومساعدتها في اعادة البناء.
كيف عادت العلاقات المصرية - الأمريكية بعد أكتوبر؟
- الرئيس «السادات» قبل حرب أكتوبر كان علي اتصال بأمريكا!! ويعمل علي انشاء علاقة قوية معها ويركز في هذه اللقاءات حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومي المصري مع كيسنجر وقد قابله مرتين قبل الحرب، وفي أثناء حرب أكتوبر خاصة للعمل علي فض الاشتباك بين القوات المصرية والاسرائيلية في شرق وغرب القناة، وأوضاع الجيش الثالث، وقرارات مجلس الأمن بوقف اطلاق النار، واتفاق كل من الامريكان والسوفيت علي بدء التفاوض وكان كل ذلك هو الارضية التي من خلالها، بدأت مرحلة العلاقة بين مصر وأمريكا تكتسب بالتدريج أهمية كبري، وبدأت الرحلات المكوكية ل «كسينجر» بدءا باتفاق النقاط الست في نوفمبر 1973 ثم اتفاق الفصل الأول بين القوات يناير 1974 ثم اتفاق الفصل الثاني في 1975 ثم فتح قناة السويس.
وعلي أي أساس قامت هذه العلاقات؟
- كانت علي رؤية الرئيس السادات بأن امريكا في أيديها 99٪ من أوراق اللعبة، وربما كان في ذهنه أيضاً الدور الذي قامت به أمريكا في اجبار الدول الثلاث المعتدية علي مصر في 1956 فقد كان مؤمنا بأن أمريكا هي القوة القادرة علي مساعدته في تحقيق التسوية واستعادة سيناء.
وماذا من ناحية الولايات المتحدة الامريكية؟
- كان كسينجر يري من وراء علاقته مع مصر ودوره في ترتيب الاوضاع في المنطقة الي تهميش دور الاتحاد السوفيتي في هذه المنطقة، عن طريق مصر بما أنها أكبر دولة في الشرق الأوسط، وبدء «السادات» يطبق سياسة الانفتاح وفتح قناة السويس وقام بزيارته الي الولايات المتحدة، واستقبل «نيكسون» شعبياً، وبالرغم من انتهاء دور كسينجر بانتهاء حكم الجمهوريين فإن كارتر عندما جاء البيت الأبيض 1976 أظهر اهتماما كبيراً بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأين دور الخارجية وكيف كانت تدار السياسة الخارجية؟
- كانت تدار من خلال السادات الذي كان شاغله وهاجسه الأكبر هو استعادة الأرض، وبدء سياسة الانفتاح، وبطبيعة الحال كان يوجد دور كبير للولايات المتحدة آخذاً في الاعتبار أنها هي التي ستقود المعسكر الرأسمالي وهي صاحبة التأثير الأكبر علي اسرائيل، والتي يمكنها ادارة ترتيب عملية السلام.
ومن هنا بدأت شن حملة دبلوماسية عربية علي مصر؟
- طبعاً لأنه كان هناك من يريدون ان يرثوا دور مصر وعلي وجه الخصوص «صدام حسين» الذي كان يطمع فيه ولذلك تزعم ما سمي جبهة الصمود والتصدي، ودعا الي اجتماع عربي، وتم نقل الجامعة العربية الي تونس، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر احتجاجاً علي اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع اسرائيل وتم تبادل الاتهامات والألفاظ الجارحة بين الجانبين.
كيف بدء التحول من الحرب الي السلام؟
- بدأت من اتصالات «السادات» و«اسماعيل فهمي» مع «نيكسون» و«كسينجر» لتدخل امريكا من أجل ايصال المواد الغذائية والطبية الي الجيش الثالث.. ثم جاء «كسينجر» للقاهرة، والتقي «بالسادات» و«اسماعيل فهمي» وعم الاتفاق علي النقاط الستة، الذي نظم وصول المواد الغذائية والطبية الي الجيش الثالث، ثم كانت النقطة السادسة هي تبادل الاسري بين الجانبين، وهذه النقاط الست كانت بداية الاتفاقات التي أرست عملية السلام من خلال الوسيط الأمريكي.
وهل بدأت الهيمنة الامريكية علي القرار السياسي في مصر؟
- امريكا أصبح لها نفوذ كبير في المنطقة وهذا النفوذ نتج عن عملية السلام ودورها فيها باعتبارها مهندساً هذه الاتفاقية التي سمحت لها بأن يكون لها نفوذ كبير في المنطقة وبالتالي علي مصر!!
من أين يبدأ الأمن القومي المصري؟
- مصر دولة اقليمية كبري والسياسة الخارجية لها أمر بالغ الحيوية، اذاً فالسياسة الخارجية المصرية أهم مكون في الأمن القومي المصري لأن مصر في موقع استراتيجي في غاية الأهمية، ولذلك إذا أدارت مصر سياستها الخارجية بشكل جيد ومدروس حققت خيراً كثيراً، وإذا لم تدرها بشكل جيد وبحكمة تكون النقطة التي تهاجم مصر منها، ولذلك فإذا نظرنا شرقاً لأمن مصر القومي نجد الشام وفلسطين ومنهما كانت تأتي الغزوات لمصر نحو سيناء.. وإذا اتجهنا جنوباً نجد مياه النيل والبعد الافريقي وبوابتنا لأفريقيا، ومن حولنا نجد البعد العربي بعداً رئيسياً في سياسة مصر الخارجية، كما أصبحت قضية فلسطين قضية مصرية تنافس قضايا مصر الوطنية ذاتها بل أصبحت قضية فلسطين هي قضية العرب الأولي ومشكلة الشرق الأوسط الرئيسية.
وما هي تحديات الأمن القومي المصري؟
- بالرغم من أن مشاكل مصر كثيرة، ويمكن أن تستوعب كل طاقتنا، الا أن التاريخ يؤكد حقيقة لا مراء فيها وهي أن الشأنين الداخلي والخارجي بالنسبة لمصر شأن واحد ولا تقتصر التحديات التي تواجهها مصر اليوم علي الحفاظ علي أرضها، وعلي حصتها العادلة من مياه نهر النيل، أو علي اهمية ان تكون لها قوة رادعة في مواجهة القوي الاجنبية، من بينها قوة تملك ترسانة السلاح النووي «اسرائيل» ولكن مصر تواجه أيضاً تحديات داخلية كبري في توفير الغذاء والبيئة والطاقة التي وصل الدعم الخاص بها 100 مليار جنيه ومعظم الدعم يذهب الي من لا يستحقه كمصانع «أحمد عز» وغيره من رجال النظام السابق وظهر تحد آخر يتعلق بتزايد الاحتقانات في الوحدة الوطنية، وذلك في الوقت الذي يزداد فيه عدد السكان بما يجعل مصر غير قادرة علي توفير احتياجات مواطنيها الا من الخارج.. بالاضافة الي الاضرابات الفئوية والمطالبة بزيادات في الاجور.. إذاً مصر تحتاج الي مواجهة مشاكل المياه، والطاقة والبيئة، والتعليم الذي أصبح متدنياً، وتحتاج الي حماية عقول أبنائها مما يجري بثه ليلاً ونهاراً في وسائل الاعلام ويفعل الكثير في تسطيح العقول.. بعد أن تخلفت مصر في البحث العلمي، فأصبح مطلوباً ان توضح الاستراتيجيات المتكاملة التي تضم كل الخبرات التي تتعامل مع تحديات الأمن القومي كما أصبح التخطيط لا غني عنه في وضع هذه الاستراتيجيات.
ولهذا طالبت بإنشاء مجلس مصري للأمن القومي؟
- نعم وتوجد دول كثيرة تبينت أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الأمن القومي الذي يرأسه رئيس الجمهورية ويشارك في عضويته الوزراء مثل الذين يتصل عملهم بالأمن القومي مثل وزارة الدفاع، والداخلية، والمالية، حتي تتكامل منظومة الأمن القومي المصري بوجود مجتمع مدني يتسم بالحيوية والتعدد ويظهر فيه الخبراء المتمرسون في القضايا المختلفة ليقدموا الأفكار والرؤي التي تساعد أهل الحل والعقد عن التعامل مع التحديات في اطار مفهوم متكامل للأمن القومي في الداخل والخارج، وفي ظل إطار أجواء حرية الفكر والإبداع والتعبير.
كيف تري ثورة 25 يناير؟
- ثورة 25 يناير كانت محل انبهار العالم، وجعلت صورة مصر بعد أن كانت دولة منكرة لأن شعبها يحيي في نظام قمعي وسلطوي، فجأة ظهرت مصر وقد نفضت عنها هذا النظام، وأصبحت تعمل علي بناء نظام قائم علي الديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية والشفافية، وكل هذه المبادئ التي نهضت بها دول العالم واستطاعت ان تحتل مراكز مرموقة في العالم هذه هي صورة مصر التي رآها العالم خلال ثورة 25 يناير.
كيف تستفيد مصر من هذا الانطباع الموجود في الخارج؟
- هذا في حد ذاته يعطي لمصر الفرصة لكي تمارس دوراً اقليمياً ودولياً لائقا بها ومن خلاله تكتسب قوة ونفوذا، خاصة لو نظرنا الي المنطقة العربية نجدها تموج بما سمي ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن وسوريا فالشعوب العربية الآن تنفض عن نفسها هذا الذي جثم علي صدورها عشرات السنين، ومصر من حقها ان يكون لها دورها في صياغة مستقبل هذا الاقليم وعليها ان تستعيد مصدر حياتها «نهر النيل» وأن تستعيد ما فقدته من أرض دبلوماسية في افريقيا، وأن تعيد علاقاتها مع دول افريقيا من أجل المصلحة المصرية، والاسواق والصادرات في افريقيا.
وكيف تقوم مصر بهذا الدور من خلال سياستها الخارجية؟
- بعد أن نفضنا عن انفسنا هذا النظام القمعي من حقنا ان نبني الداخل سواء علي المستوي السياسي الاقتصادي، وأن نقوم بالدور النشط في السياسة الخارجية ليتكامل ويخدم الوضع في الداخل وكما قلت إن الأمن القومي يبدأ من السياسة الخارجية.
بعد ثورة يناير الشعب يرفض الهيمنة الأمريكية؟
- الشعب المصري يشعر بالاحباط والأسف الشديد لما صارت عليه الأحوال الامريكية في عهد مبارك وخاصة بعد مجيء «أوباما» وكنا نتصور أن هذا الرئيس سيكون هو الذي يعيد صورة أمريكا في شكلها الذي نعرفه ويأخذ موقفاً عادلاً يدعم به كفاح الشعب الفلسطيني، وحقه في الحصول علي دولته المستقلة فإذا به يفاجئنا بأنه يأخذ موقفاً متخاذلاً ومن يستمع الي خطبته في الأمم المتحدة يتأكد من ذلك، وأيضاً عندما حضر «أوباما» وخطب خطابه في جامعة القاهرة ولم نر أي كلمة في بيانه أبدت أي تعاطف مع الموقف الفلسطيني وقضيته التي مر عليها 63 عاماً ولكنه تحدث عن اسرائيل وكأن اسرائيل هي التي تخضع للاحتلال وليس هي التي تمارسه وتبني المستوطنات في الأرض الفلسطينية وتجعل تحقيق السلام بعيد المنال.
كيف ستكون العلاقات المصرية - الأمريكية بعد ثورة 25 يناير؟
- يجب أن تكون 25 يناير نقطة انطلاق نحو سياسة خارجية نشطة اقليمياً وأري أن مصر تستطيع أن تدرس التحالفات الاقليمية في المنطقة، وامكانية ان تدعو مصر حتي ولو علي مستوي المجتمع المدني لعقد مؤتمر تحضره القوي الاقليمية بما فيها تركيا وايران لوضع ترتيبات في المنطقة ولا تكون قضية السلام معنية بالادارة الامريكية والرباعية التي مرت عليها سنوات طويلة دون انجاز شئ وأي نستعيد نحن زمام المبادرة، وهناك مجال كبير للتنسيق مع تركيا في هذا الشأن، ونضع مبادئ لهذا النظام الاقليمي الذي لا يستطيع أن تكون اسرائيل جزءا منه الا بعد ان تكون قد أثبتت بالعمل وليس بالكلام استعدادها لأن تعيش بسلام في هذه المنطقة، وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته طبقاً لحدود 4 يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس وأن تقبل التصديق علي الانضمام الي معاهدة حظر الأسلحة النووية، حتي يكون اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل جزءا من السياسة لوضع اسس جديدة في المنطقة.
وأين تفعيل سلاح المقاطعة؟
- أري اسرائيل بسياستها الحالية أصبحت في عزلة ولا تستطيع دولة في العالم أن تعيش في عزلة تامة، وهذا يذكرني بنظام حكومة جنوب افريقيا عندما كان عنصرياً فعاشت جنوب افريقيا في عزلة ولم تجد أمامها مفراً الا بالاستجابة لحقوق الشعب الافريقي، وأنهت سياستها العنصرية.. واسرائيل تواجه هذه العزلة ولا أعتقد أن الولايات المتحدة قادرة علي أن تعوضها عن هذه العزلة بل أري أن قوة الولايات المتحدة في انحسار وعلينا ألا نعول علي أمريكا، ولكن علينا بناء مخالفات مع القوي الكبري سواء أوروبية أو الصين أو الهند والعمل علي ترتيبات جديدة تلعب فيها الدول الاقليمية دوراً وتكون مصر هي الداعية الي ذلك، مع الأخذ في الاعتبار الدول الكبري الصاعدة ولكن كل هذا مع عمل جاد لا يكل ولا يمل من أجل بناء سياسة خارجية قوية تعود بالنفع علي الاقتصاد المصري.
كيف سيتم التعامل مع المعونة الأمريكية؟
- إذا كانت مصر لا تحتاج اليها فلترفضها ولا يقبلها وتتحرر منها ولكن اتصور ان مصر بدورها وقيمتها تستطيع أن تحصل علي المعونة لو أرادت، وفي ذات الوقت لا تكون خاضعة لأي شروط، ولا تصبح المعونة سيفاً مسلطاً عليها، وأعتقد انه كلما استطاعت مصر أن تبني اقتصادها وتستخدم امكانياتها ومواردها كما يجب فلن تكون في حاجة الي تلك المعونة.
كيف ستتحدد العلاقة مع اسرائيل بعد مبارك؟
- علاقتنا مع اسرائيل ستظل ملتبسة طالما أن المشكلة الفلسطينية لم تحل، ولكن مصر ستظل حريصة علي استمرار حالة السلام في المنطقة، وعدم الاستدراج الي حرب مرة اخري.. ويجب ان تبني نفسها، واسرائيل تعرف جيداً أن الوضع في مصر أصبح مختلفاً، وأن الرأي العام في مصر الآن يلعب دوراً مهماً في صياغة توجهات الدولة والسياسة الخارجية، وأنه يتعين علي اسرائيل أن تعيد حساباتها فيما يتعلق بسياستها الخارجية المرتبطة بالتعالي والغرور تجاه القضية العربية المشتركة ولا تحاول عرقلة تعديل معاهدة السلام بما يسمح بتحقيق الأمن في سيناء بعدما أصبحت تعاني من الانفلات الأمني للوقوف أمام المخططات الأجنبية التي من أهدافها توريط مصر في حرب مع اسرائيل.
كيف تري عصر الرئيس مبارك؟
- عصر مبارك للأسف الشديد هو عصر الفرص الضائعة، لأننا وصلنا الي برنامج اقتصادي جيد ونجحنا في توفير احتياطي نقدي وصل الي 20 مليار دولار، وتخلصنا من الديون وعبئها هذا العام 1991 بعد حرب تحرير الكويت وفي هذه الفترة مبارك قال لي شخصيا في واشنطن «إنه يعمل في أسوأ وظيفة حصل عليها في حياته ولا يمكن أن يجدد لولاية ثالثة!!» ثم جدد ولاية رابعة وخامسة، وكان ينوي أن يكمل الولاية السادسة، بل وجهز ابنه للتوريث ولم يبن قاعدة اقتصادية أو علمية، بعدما حكم مصر وهي في حالة سلام، وهذا لم يتح ل «عبد الناصر» أو «السادات» حيث دخلت مصر حروب 56 و62 «اليمن» و67 والاستنزاف في عصر «عبد الناصر» و «السادات» تولي الحكم ومصر محتلة فخطط لحرب 73 ولكن «مبارك» أضاع فرصة نهضة مصر، وكان المفترض أن تصل مصر الي مستوي «ماليزيا» أو دول أمريكا اللاتينية أو الارجنتين أو البرازيل.. وحدث الانهيار لأنه انشغل بحالته واستمراره في السلطة وتوريث مصر وشعبها لابنه فعاشت مصر ثلاثين عاماً من الفرص الضائعة.
ما هو المشروع القومي الذي تحتاجه مصر حالياً؟
- اعادة بناء التعليم، والبحث العلمي ووجود ديمقراطية حقيقية فاعلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.