«الغيطي».. معارض ليبرالي بقلم : وجدي زين الدين منذ 1 ساعة 36 دقيقة في زمن الحرية والعدالة ليست هناك مفاجآت، وفي زمن الديمقراطية وحرية التعبير، لا تكون هناك مفارقات في أي شيء، ويصبح صوت الحق عاليا مدوياً وتختفي لهجة «مصمصة» الشفاه أو ما شابه ذلك ولذلك لم يكن قرار تولي الصديق محمد الغيطي رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون مفاجأة لي... المفاجأة فقط أن هذا القرار تأخر كثيرا عن «الغيطي» وأمثاله الكثيرين الذين يتمتعون بوطنية عالية ورفاهة حس ليبرالي- إن صح التعبير- ومعارضة شديدة ضد القهر والظلم وإهدار حقوق الإنسان وآدميته، وإيمان صادق وعميق بالكلمة، وضرورة توظيفها لخدمة الإنسان في كافة المجالات. صديقي محمد الغيطي من الشخصيات الصحفية التي تؤمن بأن الكلمة تعبير صادق وعميق عن تجربة إنسانية أكثر صدقاً وعمقاً.. وهذا ما يمارسه بالفعل قولا وعملا، لا ينحاز إلا للحق ونصرة المقهورين والمطحونين، يؤمن بأن الكلمة تعبير ليبرالي حر يجب توظيفه في صالح الإنسان وخدمة مصالحه، ولديه قناعات مهمة بأن بناء المواطن المصري هو الأساس قبل أن نطالبه بالإنتاج والعمل.. وقد بأن محمد الغيطي كاتبا معارضا بل شديد المعارضة ليس فقط من خلال مقالاته التي يقوم بنشرها في «الوفد» كل اثنين، وإنما أيضا من أعماله الأدبية وإنتاجه المسرحي.. تولي صديقي محمد الغيطي رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، يعني إعادة بعث من جديد لمنبر إعلامي كانت الصراعات قد دبت فيه لفترة طويلة، بعد مغادرة الزميل ياسر رزق وتوليه رئاسة تحرير «الأخبار»... وعندما يتولي رئاسة تحرير هذه المجلة شخصية معارضة مثل الغيطي فهذا يعني أن المجلة ستشهد تحولا كبيرا أو لنقل انقلابا في سياسة تحريرها وستشهد منبراً جديداً من منابر الليبرالية المصرية.. بالإضافة إلي أن «الغيطي» من الشخصيات صاحبة الحضور في الرأي والفكر، ويتمتع بعلاقات طيبة في الأوساط السياسية والصحفية بل والإعلامية. علي كل حال اختيار «الغيطي» جاء متأخرا، ومن المتوقع أن نري صوتا إعلاميا جديدا يصدح بالحرية والديمقراطية ونصرة حقوق الإنسان والوقوف إلي جوار المطحونين والمقهورين في هذا البلد.. ولا أعتقد أبدا أن تكون هذه المجلة لسان حال «ماسبيرو» فقط، أو أن تكون صوتا للأخوة الفنانين، بل إنها ستتعدي كل ذلك لتكون بحق إضافة إعلامية علي طريق الحرية والديمقراطية التي تعد جزءاً من تكوين محمد «الغيطي». وسنري قريبا أن الصراعات الداخلية داخل هذه المجلة ستختفي وتزول لإيمان الجميع بأن «الغيطي» شخصية جديرة بالاحترام والتقدير، وصوت مصري وطني يصدح بالحق ويقاوم الظلم والبغي، وأمثال «الغيطي» كثيرون في الصحف القومية الذين صب عليهم النظام البائد جام غضبه وأبعدهم عن تولي المسئولية.. وفي زمن الحرية والديمقراطية والثورة المصرية الرائعة سيسترد هؤلاء حقوقهم المسلوبة التي تعمد سدنة النظام السابق إهدارها أو ضياعها.. ستعود هذه الحقوق إلي أصحابها مثلما ستعود كافة الحقوق إلي أبناء الشعب المصري. مرحبا بالغيطي المعارض الذي تولي رئاسة تحرير أول مجلة حكومية.. مرحبا بالليبرالي الذي نادي طويلا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والانتصاف للمقهورين والمظلومين، وأدعو الله أن يوفقه في مهمته الجديدة وأن ينهض بصوت إعلامي عاني الكثير خلال الفترة الماضية.. وأعانه الله علي هذه المهمة الثقيلة.