تقدم طلاب التأهيل التربوي بجامعة الأزهر، ل"مركزي القاهرةوالجيزة"، بمذكرة للدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر؛ احتجاجا على تجاوز نسبة رسوب الدارسين بمادة "القضايا المعاصرة" ال50% من غير الأزهريين، المقرر عليهم ست مواد شرعية، بجانب المواد التربوية. وأوضح الطلاب في مذكرتهم، أنهم بعد انتهاء الامتحانات ومع ظهور النتيجة؛ فوجئوا بارتفاع أعداد الراسبين في مادة القضايا المعاصرة، وكان أستاذها، الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية التربية، والذي تعرض الكثير منهم- وبالأخص الإناث- بالمدرج الكبير، لاضطهاد شديد وسوء معاملة من جانبه خلال فترة الامتحانات، بطريقة غير مبررة ولا مقبولة أخلاقيا أو اجتماعيا. وأشاروا إلى أن الدارسين ب"التأهيل التربوي" أعمارهم متفاوتة، وكثير منهم من كبار السن، وبينهم أيضا معلمين لهم مكانة واحترام، تخرج من تحت أيديهم أجيال تحمل عنهم العلم، إلا أن للعلم يصبح بلا قيمة؛ إن لم يحمل معه الاحترام والأخلاق، لافتين إلى أن هذا ما افتقدوه من سوء معاملة من جانب أستاذ المادة. وأكدوا أنهم ظلموا في مادة "القضايا المعاصرة" بشكل متعمد، مع سبق الإصرار، وسوء النية المبيتة، بدءًا من وضع الامتحان على النحو التالي. بداية.. قام الدكتور إمام رمضان- قبل امتحان مادته- بالمرور على أكثر من لجنة، وبشهادة أكثر من دارس ودارسة بالتأهيل، وقال بالحرف: "وقعتكم سودة في مادتي". وأوضحوا أن الدكتور إمام رمضان، مرر- قبل امتحان مادته- معلومات عن أن الامتحان سيأتي في قضايا خارج الواردة بالكتاب الذي تم استلامه، وحدد مصروفات خاصة لتلك الكتب، وجعل شراءها "إجباريًا" على الجميع، إلا أنهم فوجئوا- رغم سدادهم لتلك المصروفات-؛ أعلن بأن الامتحان سيكون من خارج هذه القضايا. ولفتوا إلى أن دكتور المادة، وضع الامتحان، في شكل سؤالين إجباريين، الأول.. عن قضية الإلحاد والإسلام، والثاني.. يشتمل على 5 قضايا تتعلق بموضوعات الإرهاب والعنصرية والمرأة والجبرية والتواكل، طالبا أن يتخير الممتحن أحد هذه القضايا ومناقشتها نقاشا علميا. وتابعوا بأن هذا الامتحان كان في صورة رائعة تفتح أمام الدارس كافة الطرق للكتابة من المخزون المعرفي والثقافي، لافتين إلى أنهم لو جاءوا بشخص بسيط يسير في الطريق وطلبوا منه الحديث عن أحد هذه القضايا؛ سيتكلم بكل طلاقة واستفاضة، فكيف بالطلاب أنفسهم الذين تتنوع علومهم وثقافاتهم ما بين خريج جامعة وشخص مثقف ومعلم. وقالوا إن الدكتور إمام رمضان، قام بالمرور على جميع اللجان- أثناء الامتحان- وطلب منهم مناقشة القضايا من خلال عرض القضية، وأسبابها، وشبهاتها، والرد على هذه الشبهات، لافتين إلى أن هذا كلام لا يصعب فهمه، وأن الدارسين التزموا به، وكتبوا بالطريقة التي طلبها منهم في ورقة الإجابة. وكانت المفاجأة لهم، بعد ظهور النتيجة، بأن عدد الراسبين بمركز القاهرة- 200 دارس.. وبمركز الجيزة 300 دارس- مؤكدين أن ذلك يتنافى مع العقل والمنطق أن يرسب هذا العدد الكبير، مما يشير إلى تعمد حدوث ذلك، فهذا يترتب عليه دفع مصروفات أخرى، وإهدار مزيد من الوقت في سبيل انتظار ظهور نتائج الدور الثاني، ثم الحصول على شهادة التأهيل التربوي، وهذا يعود بالضرر على الكثيرين ممن يحتاجون لهذه الشهادة من أجل تعيينهم. وعلى جانب آخر، أوضح العديد من الدارسين، بوقوعهم ضحية للظلم والتعسف في العديد من المواد الأخرى. كما وعد الدكتور إبراهيم الهدهد - رئيس جامعة الأزهر، ببحث المذكرة وإحالة من يثبت تقصيره للتحقيق، وإيجاد الحلول في أقرب وقت.