يمر نادى الاتحاد السكندري بأزمة مالية طاحنة تهدد مسيرة الفريق الكروى بمسابقة الدوري، حيث تواجه الإداره تحديات عدة أهمها مستحقات اللاعبين التي تشكل العبء الأكبر على خزينة النادي لاسيما أن الإيرادات التي كان مجلس الإدارة يأمل في تحصيلها من اشتراكات العضوية خلال شهر يناير، التي تقدر بحوالي 800 ألف جنيه لم تفِ ولو بجزء ضئيل من مديونياته في ظل عزوف أعضاء النادي عن سداد الاشتراكات في موعدها. تخشى الإدارة تذمر اللاعبين بسبب التأخر في صرف القسط المستحق في أول يناير، وكذلك مكافآت الفوز والتعادل في آخر سبع مباريات. وكثرت في الآونة الأخيرة شكاوى اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني من تجاهل الإدارة صرف المكافآت، بل وهدد مجموعة من اللاعبين بمقاطعة التدريبات لحين وفاء الإدارة بوعودها وقيامها بصرف ولو جزء من تلك المستحقات وجدولة الجزء الآخر في مواعيد قريبة ومحددة. يذكر أن الأزمة المالية الشديدة التي يعاني منها نادي الاتحاد دفعت الإدارة إلى ترشيد الإنفاق إلى أقصى درجة ورفض مجلس الإدارة طلب البرتغالي بونتيش، المدير الفني للفريق، بإقامة معسكر مغلق بالقاهرة قبل مواجهة وادي دجلة، كما حرمت الفريق من دعم صفوفه بلاعبين على المستوى المأمول خلال فترة الانتقالات الشتوية المنقضية، حيث اكتفت الادارة بالتعاقد مع محمد سمير الظهير الأيسر السابق لإنبي الذي لم يشارك مع الفريق البترولي ولو لدقائق معدودة وأُعير لنادي الرجاء وهبط معه الى القسم الثاني، وقبل ساعات قليلة من غلق باب الانتقالات الشتوية أضافت الإدارة صفقة أخرى لفريقها بالتعاقد مع المهاجم الايفواري هيرمان كواو، الذى رحل عن صفوف سموحة فى بداية الموسم بسبب انخفاض مستواه وانتقل للعب ضمن صفوف أحد أندية الدرجة الثانية بالإمارات. وكان البرتغالي بونيتش، المدير الفني للفريق، طالب الإدارة بجلب صفقات سوبر لدعم صفوف الفريق وسد العجز في الكثير من المراكز الشاغرة لاسيما خط الهجوم الذي يعاني بشدة بعد انتقال طارق سالم للرجاء ورمزي خالد للزمالك والاستغناء عن الثنائي الإفريقي بلاتيني وباولو سيزار لعدم قناعة المدرب بإمكاناتهما، ولكن فشلت الادارة في الوفاء باحتياجات الفريق وظلت أزمة خط الهجوم صداعًا في رأس المدير الفني الذي قد يتخذ قرارًا مفاجئًا بالرحيل لاسيما انه قدم مردودًا طيبًا مع الفريق حتى الآن واستطاع ان يسبح ضد التيار ويعبر بسفينة الاتحاد إلى بر الأمان. من ناحية أخرى واستمرارًا لتوابع الأزمة المالية التي يعاني منها الاتحاد توجه وفد من النادي السكندرى يضم شريف إبراهيم وسالم الحسينى عضوي مجلس الادارة وجودة شلبى مدير الكرة، وإيهاب جابر مدير شئون اللاعبين إلى نادى الرجاء بالضبعة لعقد جلسة صلح مع سعد أبو صندوق رئيس النادى لحل أزمة المليون و350 ألف جنيه قيمة شيكات اللاعبين الثلاثة الذين تعاقد معهم الاتحاد من الرجاء فى بداية الموسم ولم يسدد القيمة المادية المستحقة لهم حتى الآن. وتم الاتفاق على عودة طارق سالم إلى الرجاء بقيمة 450 ألف جنيه، إضافة إلى 200 ألف جنيه نقدًا يحصل عليها الرجاء وجدولة باقى المبلغ على ثلاثة شيكات أخرى، وكان الرجاء أقام دعوى قضائية ضد محمود مشالى رئيس النادى، ولكن بعد الاتصالات التى دارت بين الطرفين تم الاتفاق على تسوية الأمور، حرصًا على العلاقات الطيبة بين الناديين. ويعاني رئيس نادي الاتحاد من أزمة قضائية أخرى بعد قيام التوأم حسام وإبراهيم حسن برفع دعوى قضائية ضد الدكتور محمود مشالي بصفته الشخصية لتحريره شيكًا من دون رصيد نظير مستحقاتهما خلال فترة قيادتهما للاتحاد الموسم الماضي. وهكذا تزداد الأمور تعقيدًا داخل قلعة الشاطبي الخضراء، ولابد من تدخل الدولة لدعم النادي السكندري الفقير في ظل فشل الادارة في إنقاذه من عثرته المالية، وعلى المجلس الحالي أن يتنحى مادام غير قادر على انتشال النادي من عثرته تاركًا الأمور تدار بواسطة أشخاص قادرين على تصحيح الأوضاع قبل أن تتفاقم الأزمة وتؤثر سلبًا على فريق الكرة الذي يسير بخطى ثابتة نحو احتلال مكان لائق بجدول الدوري.