لم يكن الشعب المصرى خاملًا على الإطلاق كما ادعوا عليه، بل عهده التاريخ مناضلاً يطالب بحقوقه المشروعة ويقف ضد الظلم مهما كان الامر . لم تنشب الثورات التى قام بها المصريون على مر سنوات طويلة حتى وقتنا الحالى من فراغ أو بشكل عشوائي بل على العكس كانت لها جذور وطيدة تمتد إلى ما نظمه أجدادنا الفراعنة فى عصرهم من احتجاجات ومظاهرات تدل على أن الثورة كلمة نكررها دائما ولا نكترث بمعناها. كانت البداية عند ثورة الشعب المصري ضد الملك بيبى الثانى، ثم ثورة عرابى والتفاف الشعب المصرى حوله وكلمته الشهيرة: "لقد خلقنا الله أحرارا"، وثورة سعد زغلول الجارفة ضد الاحتلال البريطاني، إلى أن فاض به الكيل فى ثورة يونيو. ثورة الملك بيبى الثانى عرفت مصر أول ثورة بشرية فى التاريخ، فهى من الأحداث الموثقة بكل تأكيد عن تاريخ الثوارت فى مصر القديمة، وهى تلك الثورة الكبرى التى قامت فى عهد الملك بيبى الثانى، وأكدتها وثيقة الحكيم إيبور، الذي عاصر أحداث هذة الثورة الكبرى. واستطاع الشعب المصري أن يطرق باب القصر الملكى ويواجه الملك مباشرة وأشعل لهيب الثورة فى البلاد وخاصة فى العاصمة، وواجه الملك بما الت اليه البلاد من خراب ودمار ومظالم لم تشهدها البلاد من قبل، في أول ثورة اجتماعية ضد الإقطاع وضد الظلم. الملك بيبى الثانى، هو خامس ملوك الأسرة السادسة، فى عصر مصرالفرعونية القديمة، ويعتبر أكبر ملك حكم فى التاريخ، تجاوزت مدة حكمه ما يقارب 93 عامًا، حتى هو نفسه كان قد بلغ من العمر أرذله. وفى عهده أصيبت البلاد بتدهور كبير من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، فكان نتيجة ضعف الحكومة بدأ المصريون تضجر وتمل، واندلعت ثورة اجتماعية بسبب ضيق ظروف المعيشة وتركز كل الثروات فى يد حاشية الملك والكهنة وكبار رجال الدولة. هبّ الشعب المصرى غاضبا ضد الظلم وضد فساد الملك نفسه وما حوله من حاشية ظالمة فاسدة، ونظموا إضراب عام شمل البلاد لكى يشل حركة الاقتصاد لاجبار الملك على تنفيذ مطالب الشعب. وكان المتظاهرون يعتصمون فى أكبر معابد مصر لكى يلفتوا النظر اليهم، ويقومون ببعض الاعمال التى من شأنها اجبار الملك على سماع مطالبهم كزلزلة بوابة المعبد والعصيان المدنى مثلما يفعل بعض المحتجين الآن. ثورة عرابى 1882 ونصرًا لكرامة المواطن المصري، ثار الجيش المصري بقيادة أحمد عرابى، عامي 1881 و1882، ضد إيثار العناصر غير المصرية على العنصر المصرى فى سلك الجندية، وفى سلك الإدارة على السواء. ومن المثير للدهشة أن المصريين الذين ثاروا على الأتراك ليأتوا بمحمد على، ثاروا على حفيده توفيق لأنه كان يفضل عليهم الترك وغيرهم فيخصهم بالوظائف والمناصب والرتب والعطايا. واندلعت ثورة عرابي فى 9 سبتمبر 1881 ولم تكن في نطاق عسكري فقط بل شملت أيضا المدنيين من الشعب المصرى، بكامل طوائفه مع الجيش بقيادة "عرابي" الذي أعلن مطالب الشعب للخديوي توفيق مثل: زيادة عدد جنود الجيش إلى 18000 جندي، وتشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي، وعزل وزارة رياض باشا. استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة الجديدة، فألف وزارته في 14 سبتمبر1881م، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد بإرسال المذكرة المشتركة الأولى في 7 يناير 1882، التي أعلنتا فيها مساندتهم للخديوى، وتأزمت الأمورحيث تقدم "شريف باشا" باستقالته في 2 فبراير 1882 بسبب قبول الخديوى تلك المذكرة. وتشكلت حكومة جديدة، برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل "عرابي" فيها منصب وزير الحربية، وقوبلت وزارة "البارودي" بالارتياح من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها جاءت تحقيقًا لرغبة الأمة، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في7 فبراير1882 م، وسميت هذه الوزارة باسم وزارة الثورة لأنها حققت رضا الشعب والجيش. وعلى الرغم من أن ثورة "عرابى" كان لها الفضل فى تكوين نواة لجيش عربي من الأسرى العرب والضباط المصريين، كما ساهمت الثورة العربية في غرس المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية العثمانية، إلا أن الثورة التي لم تقم علي أساس من التنظيم، منيت بفشل ذريع إذ أعقبها احتلال بريطاني لمصر دام لأكثر من سبعين عاماً جثم على صدور أبناء الشعب المصري. ثورة سعد زغلول 1919 شهد القرن العشرين ثورتين غاية في الأهمية، فالأولى كانت ثورة 1919 التى اندلعت بقيادة سعد زغلول، زعيم الحركة الوطنية المصرية، واستمدت روحها من نضال زعيمين عظيمين قادا بدايات الثورة ضد المحتل البريطاني، وأثارا شعور المصريين في التطلع نحو الحرية والعدالة، لقد كان كل من مصطفي كامل، ومحمد فريد، بمثابة الشعلة التي أنارت الطريق لثورة 1919 بقيادة زعيم الأمة سعد زغلول محتاجاً ضد المعاملة القاسية التي عاني منها المصريون من قبل الاحتلال البريطاني والأحكام العرفية التى صدرت ضدهم، بالإضافة إلى رغبة المصريين فى الحصول على الاستقلال. تفجرت شرارة الثورة نتيجة مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصري بالمشاركة في مؤتمر الصلح بباريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة رغم إصرار سعد زغلول عليها، اضطرت إلى نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة، فانفجرت الثورة في كل مكان بمصر واشترك فيهاجموع الشعب المصري. وكانت أول ثورة تشترك فيها النساء في مصر، بقيادة صفية زغلول وطالبت بالإفراج عن الزعيم سعد زغلول، فاضطرت السلطات البريطانية إلى الرضوخ للمطلب الشعبي وأفرجت عنه. ومن الأسباب الرئيسية للثورة: تعرض الجماهير الفقيرة من الفلاحين المصريين للظلم والاستغلال خلال4 سنوات أثناء الحرب العالمية الأولي، وإجبارهم على زراعة المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وبيعها بأسعار قليلة، ومصادرة جميع ممتلكاتهم فضلا عن تجنيدهم بشكل قسري. ولكن بعد محاولات عدة لإفشال الثورة، ارتضت بريطانيا بالواقع وأعلنت إلغاء الأحكام العرفية التي كان يحكم من خلالها الانجليز مصر، والوعد بحصول مصر على الاستقلال بعد ثلاث سنوات، وأصدر تصريح 28 فبراير 1922 بالغاء الحماية، ولكن مع ابقاء قوات بريطانية في مصر. ثورة 23 يوليو 1952 وفي عام 1952، كانت ثورة بيضاء نجحت في تغيير وجه التاريخ المصري تماماً، ثورة الجيش المصري التي نقلت مصر من عهد الملكية إلى عهد الجمهورية، في ثورة أيدها الشعب المصري بكل قوة، وتفاعل معها ومع ما صدر عن رجالها من قرارات غيرت وجه الأحداث في البلاد. قامت ثورة يوليو، بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، على مبادئ ستة هي: القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة اجتماعية. وكانت هذه الثورة عبارة عن انقلاب عسكري قام به ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في 23 يوليو 1952، وعرف في البداية بالحركة المباركة ثم تحول إلى ثورة شعبية. ونجح تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصرى في السيطرة على المرافق الحيوية في البلاد، وأجبار الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952. وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش لكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطا برئاسة اللواء محمد نجيب، ثم الغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953. وكانت لثورة 23 يوليو إنجازات تصدرتها الإنجازات السياسية ومن أهمها: تأميم قناة السويس، والتوقيع على اتفاقية الجلاء بعد أكثر من 70 عاما من الاحتلال، وقيام النظام الجمهورى وإلغاء النظام الملكي، بالإضافة إلى إنجازاتها العلمية، وإقرارالتعليم المجانى. وقضت الثورة على الاقطاع، وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري حيث قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل. ثوره التصحيح وفي حقبة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، شهد عام 1971 تصحيحاً ذاتياً، أو بمثابة ثورة داخل الحكم،أقصي بموجبها السادات ما سمي بمراكز القوي، فانطلق الشعب لتأييده، قبل أن يثور الشعب في انتفاضه شعبيه فى يومى 18و19 يناير 1977، علي قرارات رفع الأسعار فتراجع السادات عن قراراته هذه نزولاً عن رغبة الشعب. ثورة 25 يناير 2011 شهدت بدايات القرن الواحد والعشرين ثورة يناير 2011، ثورة ثار فيها الشعب علي نظام الرئيس مبارك الذي حقق بعض الانجازات الداخلية المحدودة طيلة ثلاثين عاماً من الحكم، مقابل انتشار الفساد، والرشوة، والمحسوبية، والقهر، والعديد من الأمراض الاجتماعية كالفقر، وتدني الخدمات التعليمية والصحية، والنقل، فضلاً عن انتشار العشوائيات، والاستخدام المفرط للقوة من قبل رجال الشرطة. يطلق عليها ثورة الغضب المصري أو الثورة البيضاء وتعتبر ثورة شعبية سلمية التى بدأت الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق عيد الشرطة بمصر، وهو اليوم المحدد من قبل عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين، بينها حركة كفاية وشباب الإخوان المسلمين وكذلك مجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي ،و أشهرها مجموعة (كلنا خالد سعيد) ومجموعة (الرصد). وأدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم مساء الجمعة 11 فبراير 2011، وأعلن نائبه عمر سليمان في بيان قصير تخلي الرئيس عن منصبه وتكليفه المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. وحصدت هذة الثورة أكثر من 300 شهيد و5000 جريح من أجل الدفاع عن وطنهم والتمتع بالحريات والديمقراطية ،وكى يثبتوا للعالم أن الشعب المصرى استطاع أن يغير مجرى بلاده الى الافضل . تظاهرات 30 يونيو أما عن التظاهرات الأقوى في تاريخ مصر، فكانت ثورة 30 يونيو 2013 في مصر في محافظات عدة، نظمتها أحزاب وحركات معارضة للرئيس محمد مرسي، توقيت المظاهرات كان محددًا مسبقًا منذ أسابيع، غن طريق حملة تمرد التى استطاعت خصد اكثر من 30 مليون توقيغ في اقل من شهر . وطالب المتظاهرون برحيل الرئيس محمد مرسي، الذي أمضى عامًا واحدًا في الحكم. في يوم 3 يوليو، أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلي منصور، لتمر الايام ويعود الاستقرار مرة اخرى بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي.