بقلم : غادة فاروق منذ 2 ساعة 39 دقيقة استقل العالم الفيزيائي الشهير «آينشتاين» أحد القطارات من جامعة برنستون، وكان مشهورا بكثرة النسيان، ولما صعد المفتش لفحص تذاكر الركاب، سأل آينشتاين عن تذكرته، فبدأ يبحث عنها في جيوب سترته، ولكنه لم يجدها، ففتش في جيوب البنطلون، وحقيبته اليدوية الصغيرة، وعندما لم يجدها، بدأ بالبحث علي الكرسي المجاور له، وهنا قال المفتش: - د. آينشتاين، لا داعي أن تتعب نفسك، فأنا أعرفك، كذلك الجميع هنا يعرفونك، وأنا متأكد أنك اشتريت تذكرة فلا تهتم للموضوع. هز آينشتاين رأسه امتنانا للمفتش الذي استمر في بحث تذاكر الركاب، وعندما كان يهم بالانتقال إلي العربة الأخري، شاهد آينشتاين جاثيا علي ركبتيه، ويده تحت المقعد يبحث عن التذكرة. فعاد إليه المفتش، وقال له: - سيدي.. كما قلت لك أنا والجميع هنا نعرفك، وليس هناك مشكلة، فلا تشغل نفسك بموضوع التذكرة رجاء. نظر إليه قائلا: - أشكرك أيها المفتش، أنا أيضا أعرف من أكون، ولكن الذي لا أعرفه هو إلي أين أنا ذاهب. ولذلك يجب أن أستمر في البحث عن التذكرة. وهذا ما يجب أن يشغلنا نحن أيضا.. نبحث عن تذكرتنا حتي نعرف وجهتنا.. يجب أن نقف وقفة صريحة مع النفس.. نسأل أنفسنا. إلي أين نحن ذاهبون؟ ما الذي حققناه من ثورتنا سوي البلطجة.. وسياسة الصوت العالي. يجب أن نمتلك من الشجاعة ما يجعلنا نعترف أننا لم نجن من هذه الثورة التي ضحي الكثير بأرواحهم من أجلها سوي البلطجة.. بلطجة صارخة علي كل المستويات.. بلطجة أمنية تساعد بلطجة سياسية.. مازالت تتفنن في حماية النظام السابق، وكسب غير مشروع يطالعنا بقرار حبس يوم الثلاثاء، وإفراج يوم السبت.. بلطجة فئوية تختار الوقت الخطأ.. بلطجة في الشارع.. في الإعلام.. بلطجة التحول، فبقدرة قادر نجد من كان مع أصبح ضد.. والكل يتسابق علي الصوت الأعلي، ولا هم له سوي نفسه ومصلحته. لذا يجب ألا ننساق وراء هذه البلطجة.. عفوية كانت أم مدبرة.. نضع مصلحة البلد فوق مصلحتنا .. وبما أنه لا أحد سيوزع علينا خرائط لطريق لم يسلكه الكثيرين قبلنا، يجب علينا القيادة فقط.. يجب أن نجتاز هذه الأزمة بهدوء، وروية.. نتصدي لهذه البلطجة بحكمة.. نكسر صوتهم العالي بحائط فهمنا حتي لا يغلبونا.