بمناسبة البيان الرائع الذى سطره شيخ الأزهر مخاطباً به العالم كله للوقوف بجانب الحق والعدل والقانون من اجل الاعتراف بدولة فلسطين.. وعاد به الى سابق عهده نصيراً لحقوق بنى البشر. قضية فلسطين اخذت منحى جديداً هذه الأيام سواء على الصعيد الدولى فى أروقة هيئة الأممالمتحدة أو بيننا على الساحة العربية والاسلامية فى ظل ذلك التحول التاريخى الذى اطلق عليه ببلاغة منقطعة النظير «ربيع الحياة العربية».. والأمل كل الأمل ان ترتدى فلسطين ثوباً قشيباً يليق بتاريخها فى «صراعها مع اسرائيل» ليكون فجراً جديداً «لربيع فلسطين»... وكل البشائر تبشر به.
ماذا قال شيخ الأزهر، قالها فى حماس وفى بلاغة أخاذة؟؟ أولاً: تولت الصحافة المحلية ونقلاً عنها الصحافة العالمية ماقاله الشيخ الجليل تحت عنوان: «الأزهر على لسان الإمام الأكبر يدعو دول العالم للتصويت لصالح دولة فلسطين وأبطال الفيتو الأمريكى». وجه فضيلة الإمام الاكبر د. احمد الطيب شيخ الأزهر نداء الى الدول العربية والإسلامية «والدول الشريفة فى العالم» للوقوف بجانب الشعب الفلسطينى والتصويت لصالح اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وقال الامام الأكبر فى بيان أصدره من قلب الأزهر الشريف ان الأزهر يتوجه الى كل دول العالم الحر للوقوف بجانب فلسطين من اجل ان تنعم بالاستقرار مثلها مثل باقى دول العالم وذلك بالتصويت لصالحها فى أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بها. وجدد الإمام الاكبر دعوته للعالم الحر للوقوف ضد الإرادة الأمريكية بعد اعلانها استخدام حق «الفيتو» مطالباً رؤساء الدول فى العالم الاسلامى وكل دولة ذات تأثير بالضغط على الأممالمتحدة للاعتراف بفلسطين ومساندة القيادة الفلسطينية في مهمتها والوقوف ضد الإرادة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيونى ومن والاها. وأشار فضيلته مؤكداً أن : «فلسطين تريد أن تعيش فى سلام واستقرار مثلها مثل باقى الدول متسائلاً: فلماذا تحرم من هذا الحق»؟ وهكذا برهن شيخ الإسلام على بعث الدور الفعال الايجابى والإنسانى لما يجب ان يكون عليه الأزهر الشريف: كعبة العلم والدين والارتباط ما بين صالح الشعوبوحقوق الإنسان اياً كان مكانه.. وبهذا يعود الأزهر فى ظل هذا الشيخ العالم الفقيه الجليل الى سابق دوره: ديناً ودنيا علماً وعملاً نظرية وتطبيقاً وهو وكما نعرف عنه منذ قيامه برسالته عالية المقام، حاملاً لرسالة الدفاع عن حقوق الانسان فى ضوء تعاليم الاسلام الحنيف، ورسالته الانسانية والأخلاقية والعالمية،«وما أرسلناك الى رحمة للعالمين.. بشيراً ونذيراً». وكم كان للأزهردور فعال ضد الاعتداء على حقوق البشر ورأينا ذلك على جسر تاريخه المجيد فى كل المجالات والمناسبات التى سجلها التاريخ بالنور ورأينا كيف وقف الأزهر فى وجه المماليك،وضد الحملة الفرنسية، وضد الاحتلال الانجليزى وكان صوته قوياً هادراً كم سقط منه الشهيد بعد الشهيد وموقفه لصالح القضية الفلسطينية يكتب بحروف من نور.. لأنها شهادة حق وصلاح واصلاح..والشيء بالشيء يذكر كم كان للأزهر موقف الريادة فى «ثورة 19» بزعامة الزعيم الأزهرى سعد زغلول، وكم واجه الأزهريون بصدورهم رصاص الانجليز وكم وقفوا دعاة حق فى وجه الظلم والاستعمار من فوق منبر الأزهر،. وكان عنان حق لصالح المواطنة المصرية وتدعيم الرباط المقدس بين المسلمين والمسيحيين وقال قائل منهم إبان تلك الثورة: متضامنون على الجهاد فما ترى إلامسيحياً يؤازر مسلماً هش المقدس للمؤذن داعياً وحنا الهلال على الصليب وسلما واليوم عاد الأزهر الشريف الى رفع راية الحق والعمل فى دنيا السلام. مخاطباً فى وجه الدنيا كلمات حق من اجل عودة الوطن لأصحابه،ومن هنا صدقت فيه «التحية» تلك التى رتلها أمير شعرائنا شوقى: قف فى فم الدنيا وحيى الأزهرا! وانتشر على سمع الزمان الجوهرا والحق يقال كان لعودة فلسطين فى العقيدة الأزهرية شأن عظيم وفعال وهى رسالة حق فى جه العربدة الإسرائيلية كتبها وسجلها خطباء وشعراء بل وشباب الأزهر فى كل الأزمنة: وقبل شهيداً على أرضها دعا باسمها الله واستشهدا والجهاد فى سبيل الله فريضة متوضئة بمياه قدسية «إسلامية أزهرية»... وفى ضوء عودة الدور الفعال والايجابى الانسانى والأخلاقى والعالمى للأزهر الشريف نؤكد انه اضحى من المستحيل ان تواصل اسرائيل عربدتها فى الأراضى الفلسطينية المقدسة ونتوج هذا الاتجاه بما قاله شاعر الشريف «الدرعمى نسبة الى دار العلوم» على الجارم،وهو يخاطب الطبيعة جبالها وأنهارها وبحارها ان تقف فى وجه الظلم الإسرائيلى «بنى صهيون» ماذا قال فى وجه الزمان...؟ فياجبال اقذفى الأحجار من حمم وياسماء امطرى ويلا وغسلينا وياكواكب أن الرجم فانطلقى ان انت لم ترمى الشياطينا ويابحاراً اجعلى الماء الأجاج دماً إذا علت راية يوماً لصهيونا وأما بعد: أقول قولى هذاوصوت الزعيم الفلسطينى فى أروقة الجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة، أمام ممثلى ومندوبى العالم طالباً فى «ظل الربيع العربى» ربيعاً فلسطينياً والاعتراف بدولة فلسطينة العظمى» ودائماً وأبداً... وإلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان