خلع المشير محمد حسين طنطاوي بدلته العسكرية ونزل إلى الشارع ببدلة مدنية، وتجول وسط الناس، قامت الدنيا ولا أظنها ستقعد قريبا، وبدأت التكهنات والحوارات والمناظرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وإليكم بعضا منها: المعارضون: يسقط يسقط حكم العسكر.. من بلوفر شفيق إلى بدلة طنطاوي.. الشعب المصري أول شعب يقوم بانقلاب عسكري.. من مبارك لطنطاوي يا قلبي لا تحزن. المؤيدون: نعم لطنطاوي رئيسا لمصر.. نعم لبطل حرب أكتوبر.. مصر محتاجاك يا طنطاوي.. نعم لصاحب الأجندة الوطنية. بين المعارضين والمؤيدين يقف المتفرجون أمثالي كالعادة وهم في حالة "قرف" و"هم" و"غم" مما يرونه ويسمعونه، وأقولها الآن صراحة ودون مواربة: أنا آسف يا نظيف.. سامحني يا سليمان. منذ سنوات قليلة قال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق وسجين سجن طره حاليا إن الشعب المصري غير مستعد للديمقراطية، ونفس الجملة تقريبا قالها اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق بعد اندلاع الثورة وقبل تنحي أو خلع حسني مبارك. في الحالتين تعرض الرجلان إلى هجوم عنيف، وبغض النظر عن الرجلين وكونهما "نظام سابق أو بائد"، فقد ثبت بالدليل القاطع بعد 8 شهور على الثورة أن كلامهما "عين العقل والمنطق"، بأمارة مصطلحات بدلة طنطاوي وبلوفر شفيق أبو بونبوني وفلول عمرو موسى والثورة المضادة وأعداء الثورة، والإسلاميون هيودونا في داهية. قامت الثورة، على ما أعتقد وحسب علمي المتواضع، من أجل الحرية والديمقراطية. أول مبادئ الحرية والديمقراطية أن يكون الشعب هو مصدر السلطات، الشعب يختار من يمثله في البرلمان، والشعب يختار رئيسه ويكون قادرا على محاسبته، وبيننا وبينكم الصناديق، كما قالها يوما الشيخ محمد حسين يعقوب. من حق المشير طنطاوي والفريق شفيق وعمرو موسى والدكتور البرادعي والشيخ حازم أبو إسماعيل والدكتور العوا وغيرهم أن يرشحوا أنفسهم لمنصب الرئيس، وطالما أن الانتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية فإن الشعب هو من يختار ويتحمل مسئولية اختياره، وعلى الجميع أن يعلن احترامه لهذا الاختيار، سواء كان ثوريا أو فلوليا أو إسلاميا أو عسكريا، أما أسلوب الإملاءات والشعارات الرنانة والوصاية على الشعب فهو أسلوب دكتاتوري جديد أراه لا يختلف كثيرا عن أسلوب مبارك ونظامه، وربما يكون أسوأ. أهلا بالديمقراطية إذا كان الشعب هو من سيحدد مصيره، وتسقط الديمقراطية إذا كانت النخبة هي التي ستحدد مستقبل مصر رغم أنف شعبها.