"شبكتي مش أقل من 200 ألف جنيه، وأفراحنا مكلفة جدا".. برغم وجود 9 ملايين فتاة "عانس" فى مصر؛ إلا أن "المغالاة" في تكاليف الزواج والشبكة والمهر لا تزال عادة موجودة عند بعض الفتيات أو أهلهن.. وبالرغم من حالة الغلاء، وارتفاع سعر الذهب، وتخطي فتيات كثيرات لسن ال 30 دون زواج، إلا أن هناك فئة من البنات تصررن على اختيار شريك الحياة ب"مواصفات خاصة"، لا يتنازلن عنها مهما كانت الأسباب. الشقة 300 متر "إسراء"، 25 عاما، خريجة كلية الصيدلة بإحدى الجامعات الخاصة، تضع مواصفات "فارس الأحلام" بقولها: "أهم حاجة عندي الشقة، مش ممكن أوافق أبدا أسكن فى شقة أقل من 300 متر وفي شارع رئيسي، أما بالنسبة للشبكة عندنا في العيلة أقل شبكة كانت 180 ألف جنيه، أما أنا فشبكتي مش أقل من 200 ألف جنيه، أما الفرح فإحنا أفراحنا مكلفة جدا علشان كده هو ممكن يدفع اللى معاه وبابا يكمل". وتكمل: "مش ممكن أوافق بشخص غير كده حتى لو سني كبر، ولو أنا وافقت بأقل من كده أهلي مش حيوافقوا أبدا، وعندنا مثال على كده بنت عمتي عندها 31 سنة ومش متزوجة. وكمان الحب مش كل حاجة فى الدنيا ومش هو اللى حيعيشنى". "زي إخواتك البنات" أما رانيا، 29 عاما، وهي مدرسة إعدادى فى إحدى مدارس محافظة كفر الشيخ، ولم تتزوج، تقول: "أنا بيتقدملى كتير بس أهلي هما اللى بيصمموا على شروط معينة؛ منها إن الشبكة لا تقل عن 40 ألفا مثل إخواتى البنات، وكل أما أقولهم إنهم متجوزين من زمان وكان سعر الدهب أقل بكتير من دلوقتي لا يقتنعوا، هذا غير طلباتهم الزايدة فى الفرح والشقة". وأضافت: "أنا ممكن أوافق بشروط أقل، لكن أهم حاجة بالنسبة لي أخلاقه، ولازم يكون دكتور أو ظابط". 100 مهر و100 شبكة ريم، تدرس بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية، ومخطوبة لمحام، تقول: "أنا عمرى ما كنت حاتنازل عن شبكة أقل من 100 ألف جنيه، وكان فيه شباب بيتقدمولى وبابا كان بيرفض لأن مستواهم مش عالي، خطيبي الحالي جاب لي كل اللى أنا عاوزاه، هو دفع 200 ألف (100 مهر و100 شبكة)". تكمل: "أنا كنت مخطوبة قبل كده لإبن عمى وكنت بحبه جدا، وكنت متنازلة عن حاجات كتير لكن بعد الخطوبة ما فشلت عرفت إن مفيش حاجة إسمها حب، وإن لازم أخد واحد يجيب لي إللى أنا عاوزاه حتى لو سني كبر". تقليد الزميلات حول المغالاة في طلبات الزواج، يقول رأى الدكتور محمد ياسر، أستاذ علم الإجتماع بجامعة طنطا: "نشأت هذه الظاهرة فى فترة الإنفتاح الإقتصادى، ويعتبر الإنفتاح من أهم أسباب إنتشارها وإرتفاع تكاليف الزواج بشكل عام، وثاني أهم الأسباب التى ساعدت فى إنتشار هذه الأزمة المحاكاة، فنجد أن البنات تقلد زميلتها أو إحدى البنات أقاربها". يكمل: "من الأسباب أيضا تعليم الفتاة، فنجد أن الفتاة المتعلمة لها مهر خاص بها ويختلف على حسب درجة تعليمها من دكتورة أو مهندسة إلى أى مستوى تعليمى آخر، ومن الأمور الأخرى التى تؤثر على الزواج أيضا وتجعله أمرا صعبا حرص الأسرة على كتابة (القائمة)". ما الحل؟ ويوضح أستاذ علم الإجتماع أن إنتشار هذه الظاهرة يكون في الريف أكثر من المدينة وفي الطبقات الغنية أكثر من المتوسطة. وأنه بالرغم من تفاقم الأزمة الإقتصادية وتزايدها يوما بعد يوم فالمهور وتكاليف الزواج تزداد أكثر بشكل مخيف. ويبين أن حل هذه المشكلة يتطلب عدة أمور؛ أولها معالجة الجذور الأساسية، "لازم الإثنين يرتضوا ببعض وهم على إقتناع كامل"، ولابد أن يعتمد الشباب على أنفسهم وليس على الأهل. كما أن الإعلام له دور فعال فى تزايد هذه الأزمة، فعلى البرامج والدراما ألا تغالي فى المهور والأفراح، وأن تخصص البرامج الدينية وقتا لناقشة هذه الموضوعات، فمثلا الشبكة والمهور بدعة لا تستند لأصول دينية، فهي هدية من العريس وليس لها مدلول ديني.