"إنهم أٌناس يتطهرون"، هذا هو لسان حال حزب النور حالياً، بعدما تم إشعال فتيل الأزمة بداخله، عقب ما تواتر من أحداث وكشف لممارسات من بعض قياداته تؤكد مخالفاتهم الجسيمة، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وتغليب المصلحة الخاصة بطريقة نفعية ولو على حساب ما يتشدقون به من مبادئ يصدعون بها ليلاً ونهاراً. جاء القرار بالأغلبية من قبل الهيئة العليا لحزب النور بإقالة "نادر بكار" من منصبه كمتحدث رسمي للحزب، وإقالة أشرف ثابت وأعضاء آخرون من الهيئة العليا للحزب بعد ثبوت اتصالهم بالفلول من رموز الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، مع حصر التصريحات المعتمدة إعلامياً على محمد نور ويسري حماد. وتأتي إقالة أشرف ثابت لتؤكد ما حاول أن يروغ منه الشيخ ياسر برهامي، النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية، حينما تمت مواجهته بأنه وأشرف ثابت قاما بزيارة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر في منزله عشية إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة لإعداد طبخة سياسية ملائمة تضمن لهم بعض المصالح وعدم التنكيل بهم، بعدما ظنوا أنه الناجح في الانتخابات الرئاسية. ولم ينف برهامي هذا الكلام، واستغل معاريض الكلام بالزعم أن ما جرى بينه وبين المرشح الخاسر كان مكالمة هاتفية أجراها الفريق من منزله على حد قوله، ولكنه لم يكذب ما واجهه به الإعلامي وائل الإبراشي عبر فضائية دريم ببرنامج العاشرة مساء الثلاثاء، بأن الفريق شفيق نفسه اعترف بأنه التقاه في منزله. وبرر برهامي مكالمته لشفيق أنها جاءت لغرض تحذير شفيق بأنه في حالة وصوله لسدة الحكم أن يقوم بتصفية جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن شفيق وعده بدعم الفريق المنافس. وخرج علينا الشيخ سعيد عبد العظيم، النائب الثاني لرئيس الدعوة السلفية، يصف الاتصال الهاتفي لياسر برهامي، النائب الأول للدعوة، ليلة إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بالفريق أحمد شفيق، بالاجتهاد الشخصي من بُرهامي، وقال :"يجوز أن المسألة جاءت لإحساسه أن شفيق لديه فرصة للوصول للحكم، وله شعبية عبر مؤسسات دعمته للوصول لكرسي الرئاسة، وأن برهامي سمع أن شفيق قد يقوم باستئصال فصيل سياسي مثل الإخوان المسلمين لو أصبح رئيسًا، ما دفعه للاتصال به لنصحه وتحذيره من خطوة مدمرة كتلك". ولفت عبد العظيم إلى أن كل يؤخذ منه ويرد، والشيخ ياسر بُرهامي قد يكون لديه معلومات مُعينة فهو شاهد على ما حدث، ونحن غبنا عن المشهد وقتها، وبُرهامي لديه معلومة بما تم ودار، وعندما تكلم مع وائل الإبراشي قال :"إنه نصح شفيق، لكن هل هناك معلومة أكثر من ذلك"، على حد قول عبد العظيم. وأكد عبدالعظيم أن العبرة ليس بلقاء شفيق أو غيره، العبرة بماذا قلت له، ممكن نلتقي، كل الناس الليبراليين أو الشيوعيين أو رجال الكنيسة، لكن الأمر يُقاس بما نقوله، والدين النصيحة، فهو نصحه ألا يقمع الإخوان، وأنا مُمكن ألتقي بكل التيارات، وأنا ثابت على الحق فليس في الأمر أي حرج. وردا عما يتردد عن أن الاتصال كان نوعا من التحالف أو التواطؤ أو المواءمة أو الاتفاقات من جانب التيار السلفي مع شفيق كنوع من حسم العلاقة معه، قال عبد العظيم :"لو كان ذلك على حساب الحق فأنا أرفضه، وصول شفيق يُضعف المشروع الإسلامي، وأنا رفضت وصوله، واخترت مُرسي في الجولتين الأولى والثانية للرئاسة". واختتم قائلا "توقيت اتصال برهامي كان فيه شُبهة، وهو توقيت حساس، يلقي بظلاله حينها على فرصة أحمد شفيق، وقد غلب الظن حينها وصوله للحكم، لكنه خالف الظنون ولم ينجح". ويتناقض كل هذا مع ما جاءت به مبادئ الجماعات السلفية وحزب النور وتصريحاتهم المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحاتهم الرسمية التي تؤكد أن كل من يثبت أنه تعاون مع أحمد شفيق ليس له مكانا بيننا، مع السعي للتطهير، ونبذ الخلافات الداخلية من أجل الاستعداد البرلمانية بشكل جيد".