لم يمر قليلاً بعد الإطاحة برجل الحزب الوطني المنحل أحمد عز والمحتكر الأول لسوق الحديد في مصر عقب سقوط نظام مبارك، حتى بدأ الشارع المصري يشهد حديثاً جديداً عن عز بديل يتمثل في أحمد أبو هشيمة رجل الأعمال المعروف والذي استغل الفرصة ليدخل سوق الحديد. بدأت الإمبراطورية الجديدة تظهر عقب كمية الإعلانات الكثيفة التي شهدتها وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية خاصة بعد موافقة البنوك على تمويل مصنع حديد المصريين المملوك له بمشاركة قطرية، حيث طلب أبو هشيمة الحصول عليه بالنظام الإسلامي , مما أثار العديد من التساؤلات علي رأسها .. هل يتحول أبو هشيمة إلى عز جديد؟ وكان رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة رئيس مجلس إدارة حديد المصريين- زوج الفنانة هيفاء - رفض فى برنامج كرسى فى الكلوب مقارنته برجل الأعمال أحمد عز، وقال إنه لا يحب السياسة ولا ينتمى إلى أى حزب سواء فى النظام السابق أو إلى الحرية والعدالة الآن , مشيراً إلى أنه التقى بالرئيس مرسى من خلال اجتماع مع رجال الأعمال والقيادى بجماعة الإخوان حسن مالك الذى قال إنه يحترمه ويحترم أفكاره لكنها كانت المرة الأولى التى يلتق فيها بقيادى فى جماعة الإخوان . وبرر أبوهشيمة لجوءه إلى الحصول على قروض من البنوك الإسلامية بأنه لم يكن مغازلة للنظام السياسى الحالى ولكن لمصلحة اقتصادية بحتة وتسهيلات قدمتها له هذه البنوك . وعن نشاطه الاقتصادي، قال إن لديه استثمارات بأربعة مليارات بمشاركة قطرى وإنه التقى فى باريس أمير قطر الذى قال إنه أعطى تعليماته بدعم الاقتصاد المصرى بكل قوة، وقال إن الضمان السياسى مهم جدا لجلب الاستثمارات إلى مصر وإن هذا كان مفقودا قبل الثورة وإن ما ينقصنا الآن هو تشريعات لتنظيم الاستثمار وأننا بحاجة إلى خطة اقتصادية طويلة المدى لا تتوقف على شخص الرئيس أو نظام سياسى . كما أرجع مشاركته بحصة بنسبة عشرين بالمائة فى جريدة -اليوم السابع- إلى أسباب اقتصادية وأسباب زرع التفاؤل والمشاركة إيجابيا فى الأحداث الحالية ونفى آية تدخلات من جانبه فى سياسة التحرير . في المقابل، حذر العديد من الاقتصاديين من العودة إلي زمن رجال الأعمال مجدداً إلى الأسواق واحتكار السلع والمنتجات مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم نتيجة زيادة الأسعار أمام جشع التجار، وهو ما يجعل المواطن البسيط يظل في معاناة طيلة حياته. ورغم أن شركات عز لازالت تكسب الملايين يوميا وهو في داخل السجن، حيث يمارس إدارة مجموعة شركاته في غرفته المكيفة وبواسطة جهاز اللاب توب الخاص به إلا أن الخوف من ظهور إمبراطورية جديدة بجانبه باتت شعوراً جماعياً في الوسط التجاري ليطالب الجميع بضرورة وضع تشريعات تحد من التجاوزات السابقه والعودة إلى الوراء مجدداً. وفي الوقت نفسه، قال د. رشاد عبده الخبير الاقتصادي المعروف أن "وضع تجارة الحديد في مصر عموماً هو وضع خاطئ ويشجع على الاحتكار خاصة وأن نظام الخصخصة جعل الدولة ترفع يدها تماما عن المصانع وجعلها في أسوأ حال بعد بيعها وتسريح العاملين فيها وما يفعله أحمد أبو هشيمة من وجهة نظري كرجل أعمال حقه تماما أن يتوسع ويجذب استثمارات ووضعه أفضل من وضع خيرت الشاطر الذي يستثمر في السوبر ماركت والسلع الاستهلاكية". وأضاف أنه يجب على الدولة أن تدعم مصانع الصناعات الثقيلة وتبعث فيها الحياة من جديد لتستطيع أن تدعم وتنافس القطاع الخاص في نفس الوقت ولكن الخوف هو أن يصبح لأحمد أبو هشيمة دور سياسي وهو ما نفاه عن نفسه أكثر من مرة ولكن تحركاته والتسهيلات التي تمنح له في استثمارته الفترة الأخيرة تقول عكس ذلك وتؤكد وجود دعم له.