زوجة الباز: رفض التوريث سبب خروج زوجي من مؤسسة الرئاسة

توقع صعود الإخوان باعتبارهم الفصيل الوحيد في مصر محدد الأهداف

قالت السيدة أميمة تمام، زوجة الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك، أن خروج زوجها من مؤسسة الرئاسة لم يكن إلا بسبب رفضه الشديد للتوريث وتحذيره المستمر لمبارك من رجال الأعمال وتوغل المال داخل أروقة السلطة.
وأضافت أميمة في حوار أجرته مع جريدة "الوطن"، أن مبارك قرر عام 2005 خروج الباز من مؤسسة الرئاسة، بناء على نصائح مَن حوله فى تلك الفترة، الذين أوهموا مبارك أن الدكتور أسامة سيكون العقبة الحقيقية فى ملف التوريث، وأن خروجه سيسهل عليهم تمرير سيناريو وصول جمال للحكم.
وتابعت :"أسامة كان يتنبأ بحدوث ثورة شعبية بسبب حالة الاقتصاد السيئة والظروف التى عاشها المواطن فى السنوات العشر الأخيرة وكان يعلم أنه فى حالة توريث جمال مبارك للحكم كانت هناك خطة انقلاب عسكرى من قبل الجيش المصرى الذى كان يرفض توريث الحكم لنجل مبارك، إلا أن المحيطين بمبارك فى ذلك الحين كانت مصالحهم الشخصية تحتم عليهم تولى جمال الحكم، ليظلوا محافظين على هذه المصالح الشخصية، وكان الباز يردد دائما مقولة "الأيام حبالى"، أى أنها تحمل الكثير وأنه ستحدث انفجارات وكان دائم التحذير لمبارك من أحمد عز وحسين سالم.
وأكدت أميمة أن زوجها كان يقوم بدور الوساطة بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة أو بالأخص مبارك، لأنه كان مقتنعا بأن المساواة بين المصريين كافة هى التى تؤدى إلى نهضة حضارية واقتصادية، ولم يكن يقصد الإخوان المسلمين فقط بل كان يريد المساواة بين المسلمين والمسيحيين، وكان يحضر مع جماعة الإخوان المسلمين اجتماعات كثيرة ويطرح كل الاقتراحات ليؤكد على أن الجماعة ليست محظورة كما كانت وقتها، ومع صعود الجماعة توقع وصول الإخوان إلى كرسى الرئاسة، لأنهم الأكثر تنظيما، ويرى أن حزبهم "الحرية والعدالة" هو الوحيد فى مصر محدد الأهداف، وعملوا بالسياسة فترات طويلة، رغم الاعتقالات والسجن لعدد كبير من عناصرهم.
وحول علاقته الإنسانية بمبارك قالت "انقطعت علاقة الباز الإنسانية بعائلة مبارك تماما بعد وقت قليل من خروجه من مؤسسة الرئاسة، وكان السبب فيها مبارك نفسه، لأنه خلال الفترة الأخيرة لم يكن يستمع إلى الباز ولا نصائحه، وكان المحيطون به يريدونه ألا يسمع شيئا يضر بمصالحهم الشخصية، وكان من مصلحتهم أن يكون الباز بعيدا عن مبارك، حتى ولو بشكل إنسانى، وبعد ثورة يناير كان من الطبيعى ألا تعود العلاقة المفقودة بين الباز ومبارك خاصة أن الدكتور أيّد الثورة ومطالبها المشروعة منذ اليوم الأول".