بدأ الرئيس محمد مرسي في كلمته التي ألقاها للأمة من جامعة القاهرة بقول "الله أكبر فوق الجميع" ثم وجه اعتذارا خاصا لطلاب جامعة القاهرة الذين تم تأجيل امتحاناتهم وطلب منهم أن يتقبلوا اعتذاره، قبل أن يتلو نص يمين القسم للمرة الثالثة بعد ميدان التحرير والمحكمة الدستورية العليا. وقال مرسي إن مصر تشهد انطواء صفحة بغيضة وفتح أخرى مضيئة يسطر فيها المصريين تاريخا جديدا يتصل بتاريخهم الشامخ من آلاف السنين حيث عاشت مصر عصور ازدهار يفخر بها المصريون والعرب والمسلمون ، موضحا أن مصر عانت أحيانا لحظات انكسار ، مشيرا إلى أنه لا عودة للوراء أبدا. وأضاف أن الشعب المصري أنجز بفضل الله ثم شهدائه إنجازات سيتم الحفاظ عليها وأنه لن يتم التفريط فيها أبدا لأنها ولدت من رحم المعاناة. كما تعهد بعودة المؤسسات المنتخبة لممارسة دورها، وقال "لقد فرض الشعب ارادته وسيادته ومارس سلطته الكاملة فانتخب مجلسا للشعب ومجلسا للشورى بانتخابات حرة ونزيهة عكست تمثيلا حقيقيا لكل مكونات المجتمع واختار البرلمان المنتخب جمعية تاسيسية لصياغة دستور جديد لمصر، بدأت عملها وستسعى بكافة الخبراء ليأتي الدستور معبرا عن التوافق الوطني ومرسخا للدولة الوطنية الديمقراطية. وقال مرسي إن الدستور سيكون مطلقا لحرية الفكر والإبداع ، مشيرا إلى أن الدستور الجديد سيحقق العدل الاجتماعي وينقل مصر لمصاف الدول الحديثة التي يكون الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب وهذه أولى مهامي. وأشار إلى أن الشعب أولاه المسئولية عبر انتخابات نزيهة أشرف عليها القضاء وبحماية القوات المسلحة والشرطة. ووجه الشكر للمؤسسة العسكرية على دورها في المرحلة الانتقالية، مشددا على أنه آن الأوان لعودة إلى الجيش لثكناته لحماية حدود الوطن، مشيرا إلى أنه "من تمام المحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه الحفاظ على القوات المسلحة والشرطة والقضاء وكل أبناء مصر وشعبها ، موضحا أنه سيبذل كل الجهد للحفاظ على الأمن القومي لمصر وحماية حدود الوطن مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه. وتعهد مرسي بالحفاظ على المؤسسة العسكرية وأن يحافظ على أبنائها وأن يعلي من شأنها وأن يدعمها وأن تكون أقوى مما كانت وتستمر راسخة وأن يكون الشعب معها في كل ما تعمل . وقال "لقد وفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده بألا يكون البديل عن الشرعية وأن تعود المؤسسات المنتخبة لأداء دورها ويعود الجيش المصري ليتفرغ لمهمته لحماية الوطن وحدوده، والحفاظ على قواتنا المسلحة. وقال :تحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عنت" . كما تعهد الرئيس المنتخب بأن يكون أمن البلاد واستقرارها نصب عينيه ومسؤوليته مع رجال الشرطة الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لحماية الأرواح والمنشآت. وتعهد أيضا باستكمال استقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل وأن يحصل كل المصريين على حقوقهم أمام منصة العدالة، وأن يستعيد حق الشهداء. وقال رئيس الجمهورية إن النهوض بمصر هي مسئولية الشعب بأكمله ، موضحا أن مصر بحاجة لكل يد تبني مستقبلها المشرق. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد فتح الآفاق لتمكين المجتمع بكل فئاته وتوسيع المجتمع المهني والمدني للمساهمة في كل قضايا الوطن ، متعهدا بأن تقوم الدولة بكامل مسؤلياتها تجاه الجميع وتجاه أمن الوطن وأن ترعى كل فئات المجتمع وأن يدعم وسائل المحبة بين المصريين وتفعيل المواطنة. وأشار مرسي إلى أن مصر بحاجة ماسة لإزالة آثار الفوضى في كافة المجالات خاصة في المجال الاقتصادي ، موضحا أن هذه الفوضى أسهم فيها النظام السابق على مدار عقود وأنه لابد من تحقيق عدالة اجتماعية ليتحقق الأمن والاستقرار للمجتمع المصري. وقال إن الشعب المصري قادر على تقويم نظامه إن حدا عن الحق وأن هذا الشعب أسقط السلطة الظالمة بشكل سلمي حضاري ضاربا بذلك أروع النماذج التي عرفتها الأمم . ولفت مرسي إلى أن الشعب اختاره من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم وأنه لن يقبل بالخروج عن تلك المسيرة ولا يريد الشعب أن يقبل. وتعهد مرسي أن يبذل كل طاقاته للحفاظ على مؤسسات الدولة والنهضة بها ، وأن تعمل أجهزة الدولة على حماية ورعاية مصالح المواطنيين في الداخل والخارج ، مشيرا إلى أن النظام السابق فرط في أمن مصر القومي ولكننا نقول اليوم إننا سنبني مصر القوية بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقي في العالم. وقال الرئيس "نحمل رسالة سلام للعالم ونحمل رسالة حق وعدل ونؤكد على احترام التزامات الدولة المصرية ، مشيرا إلى أن مصر سلطة وشعبا تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كافة حقوقه وأنه سيعمل على إتمام المصالحة بين الفلسطينيين". وأشار مرسي إلى أن مصر لا تصدر الثورة وأنه لن يتم التدخل في شؤون الدول الأخرى ولن يسمح لأي أحد بالتدخل في شئون مصر الداخلية. وقال إن مصر لا تنفصل عن أمتها العربية والإسلامية ولا تعادي أحدا ، معلنا تأييده للشعوب بأن تحكم نفسها بنفسها ، وأن مصر اليوم داعمة للشعب الفلسطيني وأيضا الشعب السوري . وأشار إلى أن مصر في عهدها الجديد لن تقبل بأي انتهاك للأمن القومي العربي وستكون في صف السلام الشامل والعادل وستقف قوية صلبة في وجه التحديات والأخطار التي تهدد الأمة العربية وستعمل على تشجيع الاستثمار في كل قطاعاته واستعادة السياحة لدورها بما يعود بالخير على اقتصاد البلاد. وأضاف أنه سيتم رسم مستقبل أفضل لأبناء مصر وأحفادها من المسلمين والمسيحيين لتعود عزيزة قوية وتستكمل أهداف الثورة ، متعهدا بألا يخون الوطن والأهل وأن يكون عند ظنهم ورغباتهم ، وأن تكون دماء الشهداء في رقبته حتى يتم القصاص لهم.