كشف الهجوم الذي شنه الصحفي والنائب السابق مصطفى بكري، على المجلس العسكري عقب فوز مرشح الإخوان محمد مرسي برئاسة الجمهورية، طبيعة شخصيته المتقلبة، وفيما يلي تقرير مدعم بالفيديوهات يسقط ورقة التوت الأخيرة عن بكري: "الرئيس مبارك ذو أياد بيضاء عليّ"، تعود بكري على التفوه بتلك العباراة السابقة في حق الرئيس المخلوع، وهي تكشف بجلاء الدور الذي كان مرسوما له بمهارة، وهو اللعب على أوتار المعارضة الزائفة، في محاولة فاشلة من النظام البائد لتخفيف مرارة الفساد التي كانت تزكم أنوف الشعب المصري، فهل كان من الطبيعي أن يمدح بكري مبارك رأس الأفعى السامة في الوقت الذي يكشف فساد بعض الشخصيات البارزة أمثال سمير رجب وإبراهيم نافع، وغيرهما، وصراعه المفتعل مع سيد مشعل، الذي اتخذ كغطاء لستر نواياه الحقيقية، بالإضافة إلى دغدغة مشاعر المصريين البسطاء بترديد شعارات تمثيلية مثل "رفع الظلم عن كاهل الفقراء" و"المساواة الاجتماعية" وغيرها من الأقوال الرنانة التي خدعت الكثير من المصريين وصنفت بكري في قائمة المعارضين بينما هو في الواقع جزء لا يتجزأ من أركان النظام. ولعل الفيديو النادر القادم يدلل على حقيقة بكري حيث يقول خلاله :"مصر جميعها تقف وراء مبارك في مشروعه الوطني والقومي، ودفاعه عن الطبقات الفقيرة، وتأكيده الدائم المستمر على حرية الصحافة وحرية التعبير، هنالك حالة من الارتياح الشديدة بين أوساط الشعب المصري حول حكم مبارك، ما نراه في مصر صورة مختلفة وجديدة للرئيس". http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=EkVvkNr7QzY#at=133 وجاءت ثورة 25 يناير ليستمر بكري في ممارسة دوره الأصلي، ويأتي نزول بكري إلى ميدان التحرير في أول أيام الثورة لإقناع المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم ليعضد ذلك الاتجاه، إلا أنه فشل في مهمته، ورجع يجر أذيال الخيبة، بعد أن تيقن أنها ثورة حقيقية، تختلف تماما عن شعاراته الزائفة. وجن جنون بكري، فاتصل بقناة الجزيرة يوم موقعة الجمل، متهما من يدافع عن ميدان التحرير بكونهم ممولين من الدكتور محمد البرادعي،والزعم بوجود قوات أجنبية تؤجج الثورة، وهي المزاعم التي أصبحت مرادفات أساسية في قاموس الفلول، وتجاهل بكري الاعتداءات الآثمة على المتظاهرين. http://www.youtube.com/watch?v=cJ1ll7MGaCs&feature=player_embedded#at=68 وفى يوم 10 فبراير2011 قبيل خطاب تنحي المخلوع بيوم واحد، حاول مصطفى بكرى خداع المتظاهرين عبر ترويجه مزاعم وجود مبارك في روسيا، مطالبا الثوار بالعودة لمنازلهم لعدم جدوى بقائهم في ميدان، إلا أن الثورة استمرت رغم أنفه، وتحقق حلم الثوار بتنحي الدكتاتور الذي جثم على صدورهم ما يناهز ثلث قرن من الطغيان والفساد الذي وصل للركب باعتراف زكريا عزمي أحد أركان النظام البائد. ويبدو أن بكري يتوق دائما لمغازلة الحاكم، فأخذ يبحث عن مبارك آخر يستميله ويتقرب إليه، واختار التودد إلى المجلس العسكري الحاكم المؤقت للبلاد، وهو ما ضمن له مقعدا في برلمان بعد الثورة، وأخذ ينفث سمومه نحو الثوار ويهاجم رموزها، ولم تمض جلسة من الجلسات دون ن يسهب بالمديح في عظمة العسكري، والأيادي البيضاء لرجاله على مصر، ولتذهب أهداف الثورة إلى الجحيم، حسبما تظهر خطبه الرنانة، الذي تذكرك بالطبلة الجوفاء على الرغم من دويها الهائل، ويظهر رابط اليوتيوب التالي الدور السلبي الذي يلعبه في قبة البرلمان. http://www.youtube.com/watch?v=VXyprVNyJyA&feature=player_embedded ولكي يرسخ بكري مخططه لهدم الثورة، اتخذ من برنامجه على قناة الحياة الفضائية المملوكة لسيد بدوي، أحد أعوان نظام المخلوع، منبرا له تتواصل عبره وصلات الثناء على عبقرية المجلس العسكري،و يحرض الشعب ضد الثوار، وهو ما يتضح في الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=WskzEBee22A&feature=player_embedded وبعد أن تيقن بكري من فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، هاجم المجلس العسكري و اتخذ بكري حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نافذه يُعلن من خلالها حربه على المجلس العسكري، مُتهماً قادته بعقد "صفقة" مع جماعة الإخوان المُسلمين، بناء عليها انسحب الإخوان من ميدان التحرير، لاسيما بعد إيقاف برنامجه التليفزيوني "منتهى الصراحة" الذي كانت تبثه فضائية "الحياة" وختاما فإن أبرز منجزات ثورة 25 يناير هي قدرتها على كشف الأقنعة الزائفة، ونزع ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي من يرقصون على الحبال، وكما قال أحد الحكماء: " إذا استطعت أن تخدع بعض الناس بعض الوقت فلن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت".