أكد الكاتب الأمريكي دايفيد إجناتيوس، أن صعود مرسي إلى مقعد الرئاسة في مصر يعني أننا سوف نكون أمام اختبار جديد للديمقراطية الإسلامية على غرار النموذج التركي في مصر، والذي تمكن من تحقيق قدر من التوازن بين الدولة والجيش. وأضاف في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى تصاعد الدور التركي، لتصبح تركيا أحد أهم القوى الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، ولعل أهمها الدور الذي لعبته المؤسسة العسكرية في تركيا كضامن لهوية الدولة المدنية الديمقراطية، والتي نص عليها الدستور التركي، وهو ما قد يثير التساؤل حول الدور الذي قد يلعبه الجنرالات في المشهد السياسي المصري خلال المرحلة المقبلة. وأضاف الكاتب أنه بالرغم من أن جنرالات المجلس العسكري الحاكم في مصر قد تعثروا كثيرا خلال المرحلة الانتقالية ، والتي تولوا خلالها مقاليد الحكم في البلاد ، والتي بدأت منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، موضحا أن جهودهم قد انصبت خلال تلك المرحلة لحماية أنفسهم ومصالحهم ، إلا أنهم الآن قد أعلنوا رئيسا جديدا للبلاد تمهيدا لإجراء انتخابات برلمانية جديدة. وأكد إجناتيوس أن موقف مرسي وجماعة الإخوان المسلمين سوف يكون مفاجئا بالنسبة له، في حالة رفضهم لدور قوي وبارز للمؤسسة العسكرية في مصر خلال المرحلة الحاسمة المقبلة ، خاصة وأن الجيش المصري سوف يلعب دورا محوريا في إنقاذ الوضع الاقتصادي المتردي من خلال طمأنة المستثمرين وجذب السائحين ، موضحا أن تلك الأمور لا يمكن أن تتحقق دون دور بارز للمؤسسة العسكرية في المشهد السياسي المصري . وقال الكاتب الأمريكي إن القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر يدرك أن أهمية تحقيق ما أسماه شراكة أمنية، وهو ما أعرب عنه الشاطر خلال لقائهما بالقاهرة قبيل انطلاق جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في يومي 16 و17 يونيه الجاري ، موضحا أن مرسي سوف يحتفظ بمعظم القيادات العسكرية والاستخباراتية، حتى تكون إشارة لكافة الحكومات الأجنبية تعكس حالة الاستقرار في مصر. وأضاف الكاتب أن المؤسسة العسكرية في مصر ينبغى أن تستعيد دورها الرئيسي وهو حماية الدولة وحماية الدستور، في حين أنه يترك قيادة المشهد من الخارج للمدنيين، وهو ما يشبه إلى حد كبير ما شهدته تركيا حيث لعب الجيش التركى دورا رئيسيا فى حماية السلوك العلمانى للدولة التركية والذى أرساه مصطفى كمال أتاتورك سنة 1919. واختتم إجناتيوس مقاله بأن مصر في حاجة إلى حكومة مدنية قوية يمكنها تحقيق أهداف الثورة المصرية، إلا أنها تحتاج كذلك إلى تحقيق الاستقرار من خلال تحقيق شراكة ديمقراطية بين المؤسسة العسكرية والدولة، على غرار النظرية التي سبق وأن أرساها السياسي الشهير صموئيل هنتنجتون في أحد كتبه.