إحدى رياضات ألعاب القوى لعبة تسمى «الوثب الطويل». في هذه اللعبة، لكي يتمكن اللاعب من تحقيق أعلى درجات، عليه أن يرجع خطوات إلى الخلف حتى يكون اندفاعه في الوثب أقوى وأسرع لتحقيق الهدف المطلوب. هل يفعلها الإخوان؟! هل يفعلونها خاصة بعد نتيجة المرحلة الأولى من الجولة الإنتخابية؟! هل لديهم الاستعداد أو القناعة للرجوع إلى الخلف خطوتين لحل تلك الأزمة التي تسببوا فيها بشكل أساسى بداية من الموافقة على التعديلات الدستورية المشبوهة مما أدى إلى وجود برلمان بدون صلاحيات كاملة والتي أعتقد— بل أنا على يقين— أنه فى حالة إعلان فوز شفيق—لا قدر الله–- فلن يبقيَ عليه. سوء الأداء البرلمانى وعدم الظهور القوي على مستوى الثورة التى حملت بآمال وأحلام عظام، جعلت الكثيرين للأسف يندمون على اختيارهم للإخوان، وأصبح البديل هو العودة إلى النظام السابق ممثلا فى شفيق، خاصة مع عدم وجود بديل ثالث قوي، يعول عليه تصحيح المسار والعودة بالثورة إلى مجراها الطبيعي، وهو خطأ الثورة الأول والرئيس. بعد تواتر نتائج جولة الإعادة بين أحد قواعد النظام السابق وبين مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وبعد قبول الجماعة خوض الإعادة، وتكثيف حملات الدعاية لها، يصبح من العبث التهديد بالنزول إلى ميدان التحرير حالة إعلان فوز شفيق. طالما قبلت بالإعادة، وقمت بالحشد لها، إذن فقد قبلت النتيجة أيا كانت، وإلا ستكون اللاعب الوحيد في الميدان، وسوف تنفض عنك جميع القوى والتيارات الثورية، ومن الأفضل أن ترفض تلك الجولة، وتصمم على تفعيل قانون العزل والضغط القانونى والقضائى لفتح تحقيقات فى البلاغات المقدمة فى حق أحمد شفيق، وهي إحدى الخطوتين إلى الوراء، والتى لم يستغلها الإخوان كما ينبغى مع حالة الرفض الشعبي والثوري للأحكام القضائية في حق المخلوع وذراعه الأمنية، خاصة أنه لا أمان مع وجود المادة (28) ومع رفض الطعون التى قدمت من قبل مرشحي الرئاسة والخاصة بالتجاوزات وحالات التزوير التي تم اكتشافها، وضرب بها عرض الحائط من قبل اللجنة العليا للإنتخابات. أول من سيدفع ثمن صعود شفيق هم الإخوان أنفسهم مع الهجوم الضارى حاليا على الإخوان والاتهامات التي يتداولها فلول النظام السابق مع تشجيع اعلامى مليء بأعداء الثورة و(مصلحجية) النظام السابق الراغبين فى عودة الأوضاع السابقة، لأنه فى الثورة الحقيقية لا مستقبل لهم. أول من سيدفع الثمن هم الإخوان بحل مجلسي الشعب والشورى، وهما المجلسان اللذان تخلت فيهما الجماعة عن الكثير والكثير من مطالبات الثورة، وشردت فيه عن صراطها المستقيم، الذي لو كان اتبعه الإخوان، لأصبحوا فرسانها بلا منازع. أما الخطوة الثانية إلى الخلف، فهي طمأنة الجماعات والقوى الثورية، وأن يفعلوا بحق المشاركة لا المغالبة في مجلس رئاسي على قمته د. محمد مرسى وشركاء من الفصائل الأخرى ورئيس وزراء تكنوقراط خارج نطاق الجماعة. الوقت لم يفت بعد ولكن هل يستجيبون؟!