وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الجمعة إلى العاصمة الأفغانية كابل في زيارة مفاجئة لبضع ساعات يتفقد خلالها القوات الفرنسية، ويجري محادثات مع الرئيس حامد كرزاي. ووصل الرئيس الفرنسي الليلة الماضية والتقى بالجنود الفرنسيين الموجودين بكابيسا في شمال العاصمة الأفغانية. ويرافق هولاند وزيرا الدفاع جان إيف لو دريان والخارجية لوران فابيوس ورئيس أركان القوات الفرنسية الأدميرال دوار غيو. وأعلن هولاند أن سحب القوات الفرنسية من أفغانستان سيتم بشكل "منظم" وبالتنسيق مع الشركاء في ائتلاف الحلف الأطلسي، وقال متحدثا من قاعدة نغراب بولاية كابيسا حيث ينتشر معظم العسكريين الفرنسيين الموجودين بأفغانستان، إن سحب القوات سيتم "بالتوافق مع حلفائنا لاسيما الرئيس الأمريكي باراك أوباما". وقررت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وضع منطقة كابيسا ضمن المرحلة الثالثة من بين خمس مراحل لتسليم المهام الأمنية للجيش الأفغاني والتي تنتهي بنهاية 2014 حين يكون غالبية الجنود الغربيين قد غادروا البلاد. وقدر مسؤولون أفغان المدة التي ستستغرقها المرحلة الثالثة بما بين ثلاثة وستة أشهر بينما قالت قوات المساعدة على حفظ الأمن (إيساف) إنها ستستغرق ما بين 12 و18 شهرا. وكان هولاند، الذي يقوم بزيارته الأولى لأفغانستان منذ انتخابه رئيسا في السادس مايو الجاري، قد قرر تسريع عملية سحب القوات الفرنسية المقاتلة من أفغانستان لتنتهي بحلول نهاية 2012، أي سنة قبل الموعد الذي كان قد وضعه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أن هولاند حرص على زيارة أفغانستان من أجل أن "يشرح بنفسه" للجنود الفرنسيين لماذا قرر تسريع انسحابهم. وأعلن هولاند عن سحب القوات بصورة مبكرة منذ بدء حملته الانتخابية، ودافع عن قراره الأسبوع الماضي أمام أوباما خلال قمة مجموعة الثماني بكامب ديفيد، ثم قمة الناتو بشيكاغو، مؤكدا مرارا أن هذا الموقف "غير قابل للتفاوض". وتنشر فرنسا حاليا 3350 جنديا بأفغانستان، وفقدت 83 عسكريا منذ نهاية 2001.