1. خلال الثلاثين عاما الماضية، كانت كل التيارات داخل حجراتها لا تتواصل مع غيرها، والسبب الرئيس هو تربص النظام بالمعارضة بكافة أشكالها. 2. بدأت المظاهرات يوم 25 يناير 2011 للرد على انتهاكات الشرطة، وتصاعدت الأحداث إلى حد طلب أن يرحل مبارك نفسه ولا تفاوض قبل الرحيل دون طرح البديل. 3. على مدى ثمانية عشر يوما، ذابت كل التيارات والتوجهات في بعضها، وأعاد الجميع النظر في جاره، واكتشاف رفيقه على أسفلت ميدان التحرير بشكل مذهل. 4. الهدف كان واحدا وهو رحيل كنز اسرائيل الاستراتيجي. دون طرح بديل لأن كل تيار وتوجه كان يرى البديل طبقا لحلمه ومشروعه، وهو ما أدى لاحقا إلى عدم انتشار روح التحرير لتعم مصر كلها بعد التنحي. 5. لم ينتبه الجميع إلى أن هناك الكثير من نقاط التلاقى لا تعد ولا تحصى، لكن الكل كان يبحث عن نقط الخلاف وتضخيمها وعدم السماع للآخر، ويطال الجميع من الجميع اتهامات الخيانة والعمالة والعمل للمصالح الشخصية. ويظل الموقف معقدا وبلا بديل يلتف حوله كل الفصائل في ترفع على المصالح الشخصية ويكون توافقيا بحق. 6. بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وما تلاها من إعلان دستوري، وكما هو متوقع لدى الجميع (باستثناء الأغبياء فقط)، تنامى التيار الإسلامي كأغلبية، شرعت التيارات المخالفة كالمعتاد (بدلا من دراسة أسبابه والعمل في الشارع بشكل احترافي) في الجهاد عبر فضائيات التليفزيون ووسائط الفيسبوك والتويتر والتوتر فى ذات الوقت. 7. مع تصاعد الأحداث والصدامات بداية من فض اعتصام التحرير بالقوة أول شهر رمضان، مرورا بأحداث مسرح البالون وماسبيرو ومحمد محمود وأخير العباسية، وعلى كافة الأصعدة فشلت كافة التيارات في طرح بديل مقبول شعبيا. لكن إحقاقا للحق، كانت النتائج إيجابية، وهي فعالية الضغط الشعبي، وأعنى بذلك أن مصر بمعظمها حتى حزب الكنبة منهم كان مؤيدا للطلبات، وكان دائما يتسبب هذا الضغط فى صدور قرارات تصب لصالح الثورة، لكن لم يتم الإستفادة أو التعلم على الوجه الأكمل فى تبنِ طلبات تمس عامة الشعب المصري، وتؤثر فيه بشكل مباشر. 8. مع بداية الدورة البرلمانية، ومع سوء أداء النواب وانشغالهم بالتوافه على حساب مصالح الناس اليومية (قانون الخلع – المواقع الإباحية – تدريس اللغة الإنجليزية – مسألة الأذان أثناء عقد الجلسات ...) بدأ رصيد الإخوان يقل لدى المواطن العادي. وبسبب غياب البديل الثوري المناسب، أصبحت أسمع كثيرا عبارة: «نار المخلوع .. ولا مستقبل مجهول مع فصيل لا يعي طلبات الشعب الذي يمثله». 9. لم تكن المسألة صعبة إذن أمام المجلس العسكري، ليصول ويجول وينتقل من فشل إلى فشل، إذا افترضنا حسن النية أو تفريغ الثورة من محتواها ومعناها بفرض التواطؤ. 10. تكشفت وجوه كثيرة كانت تخفي خلف مقالاتها أو ظهورها الإعلامى إما فساد عقلي وفكري أو أطماع في الثورة والدولة الوليدة. تكشف لنا غياب الرؤية والوعي لدى ما يطلق عليهم خبراء النخبة الذين لا يشق لهم غبار في التحليل والتنظير. لكنهم فشلة في وضع حلول عملية أو حتى التأثير بما يتجاوز الشاشات أو لوحة مفاتيح الحاسوب. للأسف، من الصعوبة بمكان أن تجد أحدهم لديه نظرة ولو بسيطة للأمام .. للغد .. للمستقبل، فلا تجد نظرعم يتجاوز موضع القدمين! هل يعنى هذا أنه لا أمل؟ على النقيض تماما الأمل موجود والحل في البحث بموقع اليوتيوب عن فيديو لقاء أجرته قناة النهار فى برنامج «آخر النهار» لمحمود سعد عن جامعى القمامة.