كانت الحركة الاسلامية وكذلك الدعوة الإسلامية ستزدهر وتجد لها أنصارا أكثر وإقبالا جماهيريا أوسع، بعد أن تتاح للعلماء والدعاة حرية ممارسة الدعوة والتعريف الصحيح بالدين الحقيقي والإسلام الحق في ظل حكم إنسان مثل الدكتور محمد البرادعي. نعم على الجانب الآخر، سيتيح حكم البرادعي (أو غيره من غير الإسلاميين) ممارسة أمور وحريات أخرى قد لا يقبلها المتدينون والمحافظون، لكن متى كان أصحاب الدين والإيمان الحقيقي يتأثرون بمثل هذه الأمور؟ بل إنه حتى فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي مارس كل السبل الممكنة للقضاء على الحركات الإسلامية، وحارب الدعوة بكل ما أوتى من قوة، فقد ظل الإسلام مزدهرا في صدور أتباعه وأنصاره المؤمنين. فمنذ متى كان التضييق على المؤمنين والدعاة يحول دون قيامهم بدعوتهم حتى الرمق الأخير. بل إن تاريخ الدعوة الإسلامية يشهد بأن الدعوة كانت تبلغ أوجها وذروة سنامها في عصور الطغيان والقمع والكبت، وذلك منذ بدء البعثة النبوية التى استمرت سرية في سنواتها الثلاث الأولى في مكةالمكرمة، وبرغم االتضييق والحرب الضروس التى شنها كفار مكة على النبي الكريم (ص) والمسلمين معه. بيد أنه، إذا جاء نظام حكم إسلامى سياسي، وأخفق فسيحكم الناس جميعا على فشل النظام الإسلامى (والإسلام) فى إدارة أمور الدنيا، وسيعزز هذا من فكرة أن الدين يقتصر على علاقة الإنسان بربه أو الدين في المساجد أما خارج المساجد فلا دور له، وبالتالي: «دع ما لقيصر لقيصر لقيصر .. وما لله لله»! الإسلام ودعوة الإسلام لا يحتاجان إلى حكومة إسلامية أو دينية كي يزدهرا و يعودا إلى سابق عهدهما، كل ما يحتاجانه مناخا نقيا، فيه حرية ممارسة العبادات، ثم إن الدعوة كفيلة وحدها بأن تجعل الإسلام ينمو من جديد على صورة حميدة فى صدور المسلمين الذين عبثت بعقولهم أيديولوجيات الغرب وأفكاره وأيديولوجياته. ستزدهر الحركة الإسلامية والدعوة الإسلامية حتى لو كانت الحكومة علمانية أو ليبرالية أو ملحدة، بشرط أن تكفل للدعاة والمؤسسات الدينية أن تمارس دورها بحرية دون قيود.