في حوار أجراه عثمان عثمان لبرنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة الفضائية، تناول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي قضية "الثورة .. فتنة أم رحمة؟"، وغطى الحوار قضايا: الخطاب الديني الرسمي ومفهوم الفتنة في القرآن، مفهوم الخروج في التراث، الإسلامي، الحاكم الذي يجب الخروج عليه، لا إمارة مدى الحياة، سد الذرائع وفتح الذرائع، مظالم عند النظام. الخطاب الديني الرسمي ومفهوم الفتنة في القرآن عثمان عثمان: مولانا الخطاب الديني الرسمي اليوم يصف الثورات التي تجري في الوطن العربي بأنها فتنة، بدايةً ما مفهوم الفتنة في القرآن الكريم؟ يوسف القرضاوي: فرحنا بانتصار ثورتين الثورة التونسية التي لها الفضل وكما يقول العرب الفضل للمبتدي وإن أحسن المقتدي، صحيح أن ثورة مصر كانت ثورة كبرى وثورة معلمة، 18 يوماً تركت دروساً وعظات يفخر بها العرب ويفخر بها المسلمون وتتعلم منها الدنيا كلها، ولكن هذه الثورة أيضاً كان لها فضلها في إشاعة ثوراتٍ أخرى عربية حتى يقال ربيع الربيع العربي، ربيع الثورات العربية قامت ثورة ليبيا التي هي الآن على وشك النصر النهائي إن شاء الله، سيزول القذافي نهائياً بعد 42 سنة، وبعدها ستقوم الثورة السورية سيزول بشار كما زال القذافي وكما زال مبارك وكما زال زين العابدين، وسيزول أيضاً علي عبد الله صالح من اليمن، 5 ثورات عربية من الله بها على أمتنا وكانت هذه من أعظم النعم التي أعطاها الله لهذه الأمة، فنحمد الله على ذلك نهنئ الإخوة في العالم الإسلامي وفي العالم العربي وفي العالم الخليجي وفي دولة قطر بالذات التي اهتمت بهذه الثورات وكانت لها نعم المولى ونعم النصير كانت ظهيراً لهذه الثورات كما سأل الله سيدنا موسى ربه فقال}قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ {[القصص: 17] وأنا إن شاء الله لن أكون ظهيراً للمجرمين لن أكون عوناً لهم ولا مسانداً لهم وكذلك قطر وكذلك الجزيرة، فقد كانت الجزيرة نعم اللسان لهذه الثورات العربية ونعم المعبر عنها ونعم المدافع عنها، أسأل الله أن تدوم هذه الصلات وأن تظل هذه النعمة وافرة إن شاء الله اللهم آمين، نعود إلى سؤالك.. عثمان عثمان: مولانا الخطاب الديني الرسمي بمجمله أوقع الناس بحيرةٍ كبيرة، يصفن هذه الثورات التي تتحدثون عنها وتباركونها يصفها بأنها فتنة، لو أردنا أن نوصل هذا المفهوم ما مفهوم الفتنة في القرآن الكريم؟ يوسف القرضاوي: أن نعمم هذا ونقول أن الخطاب الديني، ما أنا كان خطابي خطاب ديني ولكن ما قلت هذا، أنا وقفت ضد الذين قالوا هذا الكلام ورددت عليهم في الصحف ورددت عليهم في الجزيرة ورددت عليهم في خطبة الجمعة ورددت عليهم في البرامج المختلفة، فليس كل الخطاب الديني هنالك ناس يعني حوروا الخطاب الديني وقالوا هذا الكلام، أرادوا أن يجعلوا من هذه الثورة أو الثورات فتنة في الجملة، حتى إن بعضهم بدأ حديثه بقولة إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها)) وليس هذا بحديث له قيمة علمية أو دينية، فالثورة نعمة إذا وضعت في موضعها وصدرت من أهلها، أن تصدر من أهل الثورة الحقيقيين الذين يعرفون متى نثور أي وقت نثور نثور من أجل شيءٍ كبير لا من أجل شيءٍ تافه، أحياناً ناس تعمل مشكلة من أجل أمر صغير لا يستحق هذا، إنما الثورة يجب أن تكون من أجل شيءٍ كبير فحينما تكون الثورة من أجل إحقاق حق من أجل إبطال باطل، من أجل تحليل حلال من أجل تحريم حرام، من أجل إيجاد فرائض منسية من أجل هذه الأشياء تكون الثورة واجبة في هذه الحالة، والثورة جنس الثورة التي يقول عليها الناس فتنه فتنة دي شيء آخر، الفتنة في اللغة العربية هي أصلها وضع الذهب على النار، إنك تفتن الذهب تحطه على النار ليظهر زيفه ويبقى الذهب الصحيح، الصفيح والحديد والنحاس والحاجات دي حتنزل ويبقى الذهب، إذا كان ذهب فالصو حيبقى شيء قليل جداً ولا يبقى وربما لا يبقى شيء خالص لأنه يمكن يكون شيء أصفر بقولوا عليه الذهب القشرة والحاجات دي ولا يكون ذهباً، الذهب الحقيقي يوضع على النار ليفتن ويمتحن، ولذلك الفتنة هي اختبار وامتحان الله سبحانه وتعالى يختبر الناس بالفتن الفتن المادية والفتن المعنوية ولذلك قال }وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ{[الأنفال:28] وذكرت الفتنة في القرآن بهذا المعني كثيرا فاتخاذ أي ثورة، ما معنى ثورة أن تقول كلمة حق أو يقوم جماعة من الناس ينكروا، ينكرون هذا الظلم وينكرون الباطل ويقولون لا لهذا الأمر فيجعلون من هذا فتنة، هذا في الحقيقة تضييع للحقائق ومن الواجب على أهل البيان أن يتدخلوا في هذا الأمر ويبينوا الحقيقة ما هي الفتنة، فالذين يريدون أن يجعلوا كل من يقف ضد الباطل، كل من يأمر بالمعروف، كل من ينهى عن منكر، كل من يدعو إلى الله عز وجل، كل من يقول للمبطلين قفوا عند حدكم، يجعلون هذا فتنة من قال هذا. مفهوم الخروج في التراث الإسلامي عثمان عثمان: ما علاقة الثورة أو الاحتجاجات أو التظاهرات مع مفهوم الخروج الموجود في التراث الإسلامي؟ يوسف القرضاوي: الخروج المفهوم في التراث الإسلامي هو الذي أُتهم به جماعة الخوارج وجماعة الخوارج جماعة معروفة خبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تظهر، وأخبر أنهم خوارج يخرجون على الأمة وهؤلاء خرجوا فعلاً في زمن علي ابن أبي طالب، أول ما ظهروا أرسل إليهم سيف ابن عبد الله ابن عباس ليناقشهم ويحاجهم فحاجهم وجادلهم ورجع منهم عدة آلاف وبقي عدة آلاف أخرى ظهر عليهم علي ابن أبي طالب وقاتلهم وانتصر عليهم فهؤلاء الخوارج الذين يخرجون على الأئمة بغير حق، هؤلاء هم الذين يسمى أمرهم الخروج أي الخروج المسلح على الحاكم وليس الخروج بالكلام، لابد أن يكون خروجاً بالسلاح، إما أن يخرجوا يرفعون السلاح وليسوا أهلاً فيعرضون أنفسهم للقتل وكذا أو يخرجون على حاكمٍ حق لأنه ارتكب خطأ معيناً أو كذا أحياناً هم ينظرون إلى الأشياء نظرة غير حقيقية فمثلاً الخوارج هؤلاء يكفرون بالكبيرة، يقولون من ارتكب كبيرة فقد كفر، ومعنى كفر يعني خرج من الإسلام، كلمة كفر تأتي في النصوص الإسلامية ويُراد بها أحياناً المعصية يقال أن المعصية هي الكفر، فهؤلاء يجعلون كلمة كفر ترك الصلاة يعني كفر يقصدون بالكفر كفرا بالإسلام كله، فهؤلاء يقولون إن من ارتكب معصيةً وخصوصاً الكبيرة فقد كفر أي خرج من دينه كما يخرج السهم من الرمية، فهؤلاء الذين يقولون بهذا الخروج على كل حاكم، لا هؤلاء مخطئون لأن الثورة استعمال القوة، القوة العسكرية في غير موضعها هذا خطر عظيم فعلاً، تعريض الأمة فعلا لفتنة. الثورة وأنواع الجهاد عثمان عثمان: هل تعتبر الثورة نوعاً من أنواع الجهاد؟ يوسف القرضاوي: قد تصل لأن تكون كذلك هو نوع، الجهاد طبعاً أنواع، هناك جهاد عملي، وهناك جهاد لساني، وهناك جهاد قلبي بالقلب. عثمان عثمان: تحت أي مسمى تأتي الثورة؟ يوسف القرضاوي: فالثورة قد تكون جهاداً باللسان وقد تكون جهاداً بالقلب، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال فيما رآه أحد الصحابة طارق ابن الشهاب، قال النبي عندما سئل عن الجهاد فقال: " أفضل الجهاد كلمة حقٍ عند سلطانٍ جائر" هذا مش بس نوع من الجهاد، أفضل الجهاد ولذلك كان له قيمة عند الأوائل من الصحابة والتابعين والسلف في الأمة. عثمان عثمان: ما حكم هذا الجهد هنا؟ يوسف القرضاوي: هذا الجهاد واجب على من يقدر عليه ومن يعرض نفسه له لأنه أحياناً لا يكون له دواء إلا القتل، سيد الشهداء حمزة ابن عبد المطلب ورجل قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره ونهاه فقتله، فيمكن الواحد أنه يقول للحاكم حرام عليك ما تفعله وتفعل كذا فيضرب عنقه أو يقتله بأي طريقة، ولهذا كان الجهاد المطلوب باللسان، في باليد يعني ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) فمشي اليد، اللسان، القلب، وهذا ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أنه قال أنه سيظهر أناس يفعلون كذا، يفعلون مالا يأمرون ويقولون ما لا يفعلون وكذا وكذا وبعدين قال فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس رأى ذلك من الإيمان حبة خردل بعد جهاد القلب، جهاد القلب آخر حاجة، الواحد يجاهد باليد عند القدرة، إذا كان يجاهد ابنه، مراته، بنته، كذا، واحد شغال عنده لا ما تعملش كذا، اترك كذا، هذا جهاد باليد وبعدين فيه باللسان يأمر وينهى وبعدين فيه بالقلب وليس هذا واقع لا أرضى به، ليس رأي ذلك من الإيمان حبة خردل. أنا من قبل أيدت المظاهرات السلمية وهي أصل الثورات كلها، مظاهرات سلمية لم يحمل أحد عصا ولا حجراً ولا سكينة، والناس خرجوا بدون أي شيء ليقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ويطلبون الحق ويقاومون الباطل، فلا يجوز لأحد أن يقول لهم لا ليس هذا من حقكم، ليس من حق الناس أن تعترض على الكفر، أن تعترض على الفسوق، أن تعترض على العدوان، ولذلك أنا مع الأخ الكريم أؤيده في هذا أقف ضد الذين يقولون أن معظم هذه الأشياء للأسف هي تحريف للكلم عن مواضعه وسقوط من حيث لا ينبغي السقوط، إذا كان في أحد عنده شبهة، ينبغي أن يدارس إخوانه أن يراجع المواثيق ويراجع الكتب الكبيرة، حتى يتبين له الحق، بينما يظل مشدوداً إلى الباطل ويضل يدافع عنه ويدافع القذافي ويدافع عن بشار الأسد، بعض المشايخ للأسف في سوريا، مشايخ كبار يدافعون عن بشار الأسد الذي قتل الآلاف من الناس، ناس ليس معهم قوة يخرجون بأنفسهم وينادون بالحق، يقتل هؤلاء الناس، وبعدين يعني للأسف اللي يضرب الجثة برجليه وإللي يدفعها دفعاً هؤلاء ليس لهم حجة عند الله. الحاكم الذي يجب الخروج عليه عثمان عثمان: سيدي من هو ولي الأمر الذي لا يجوز الخروج عليه، متى تجب طاعته متى تخلع هذه الطاعة. يوسف القرضاوي: ولي الأمر الذي لا يجوز الخروج عليه هو الذي اختاره الناس بحرية وبرضا على أساس من التزام الإسلام، يؤمن بالله ورسوله ويحكم كتاب الله وشرع الله عز وجل، فإذا خرج الناس على هذا الأمير أو هذا السلطان أو الرئيس، يكون هذا بغياً منهم، أما الذي يأتي يعني رغم الناس، الناس لا يحبونه ولا يريدونه ولكن يفرض نفسه على الناس كمعظم هؤلاء الذين أصبحوا أمراء في البلاد العربية، رؤساء جمهوريات وهم ملوك وليسوا ملوكاً في الحقيقة، ولكن أصبحوا ملوكاً لأنهم أصبحوا مستمرين ثم لا يكفي هذا الاستمرار إنه يريدون أن يظل هذا في أولادهم من بعدهم، كلهم، هذه الجمهوريات الخمس كلها كانت تعمل على توريث هذا الحكم لأبنائهم وأصحابهم، فهؤلاء ليسوا ولم يلتزموا بالإسلام، هل بشار الأسد ملتزم بالإسلام، ملتزم بحزب البعث، الحزب الوحيد الذي يحكم الأمة لا التزام بالقرآن ولا بسنة، ما فيش في الدستور السوري كلمة قرآن ولا كلمة سنة ولا كلمة شريعة، هذه كلها مرفوضة، فهذا. لا إمارة مدى الحياة عثمان عثمان: هذا في مجمل الأنظمة العربية. يوسف القرضاوي: مجمل هذه الأنظمة بهذا النوع، وثم استمروا يعني اللي استمر كذا وثلاثين سنة واللي استمر كذا و40 سنة، هذا نظام جمهوري، ومع هذا يريدون أن يستمروا أكثر، وإذا ذهبوا فيأتي أولادهم إلى أن جاءت الثورات، خلاص خلاص ليس هناك إمارة مدى الحياة، جاي تقول هذا الآن، فهؤلاء ليسوا الأمراء الذين تجب طاعتهم، وإنما الطاعة في المعروف، كما جاء في حديث إنما الطاعة في المعروف، والقرآن يقول للنبي عليه وسلم ((ولا يعصينك في معروف)) فمن أمر بغير المعروف لا يطاع، وهؤلاء أوامرهم بمعصية الله للخروج عن الشرع ما فيش فيها أمر بتحكيم كتاب الله أو بتحكيم سنة رسول الله، أو بتحكيم شرع الله، فليسوا ممن تجب طاعتهم باستمرار كما هو شأن الحاكم الشرعي الحقيقي الملتزم بما أمر الله والمنتهي عن ما نهى الله والمحل ما أحل الله والمحرم ما حرم الله. عثمان عثمان: مولانا الذين حرموا التظاهرات استندوا إلى ذرائع أو إلى اعتبارات دينية هي مثلاً التظاهر فتنة، سد الذرائع مبدأ طاعة ولي الأمر، تحدثنا في الموضوع، هناك مستندات سياسية أيضاً استند إليها كالحديث عن التأمر، الدعوة عن الحوار مع النظام القائم، اتهام المتظاهرين والحثالة والتخريب وغير ذلك، ما مصداقية مثل هذه المطروحات. يوسف القرضاوي: ليس لها أي قيمة إذا قيل يعني في هؤلاء إنه مبدأ. سد الذرائع وفتح الذرائع عثمان عثمان: سد الذرائع. يوسف القرضاوي: سد الذرائع، سد الذرائع أيضا كما يجب سد الذرائع يجب فتح الذرائع، سد الذرائع أحياناً قد يكون سبباً من أسباب الشرور، إذا الناس اتخذوا كل حاجة سد الذرائع سد الذرائع، سد أبواب الخير تسد الذرائع فيما يجلب شراً كبيراً على الناس أما سد ذرائع الخير في هذا لا يقول به دين ولا تقول به شريعة جاءت لإقامة مصالح العباد في المعاش والمعاد، من قال أن سد الذرائع يراد به أنك تسد على الناس كل الأبواب، لا يأتي شرعاً بهذا فالكلام اللي بيقولوه لترويج هذا الباطل ليس فيه شيء يقبله العقل المنطقي، العقل الذي له حجة، العقول العوام التي تأخذ الأشياء وتضرب بعضها ببعض ليس هذا عقل عالم. عثمان عثمان: نعم، مولانا ما صحة القول إن العيش في ظلم ولي الأمر خير من الخروج عليه إذا كان هذا الخروج يؤدي إلى فتنة. يوسف القرضاوي: هذا لا يقال هكذا، هذا يقال أحياناً عندما يتقاتل الناس ولا يعرف فيهم المحق من المبطل، فالناس في هذه الحالة يقولون لك سلطان ظلوم خير من فتنة تدوم، الناس بتقاتل بعضهم مش عارفين مين اللي معاه الحق ومين اللي معاه الباطل، هذا ليس في موضوعنا، موضوعاتنا الحمد لله ثورات قامت تدعو إلى إقامة الحق وإلى إبطال الباطل وإلى أن تكون الشعوب هي القائمة على أمور الناس، لا يأتي أناس من خارج الشعب ويتفننون في السيادة عليه والشعب بعيد عن كل شيء، لا الشعوب هي صاحبة الأمر إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، الشعب هو الذي يغير ما بنفسه فيتغير كل شيء، ولذلك رد الأمر إلى الشعوب هذا أمر مهم جداً ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يشدد في هذا الأمر ويرى أن المعصية إنما تكون في غير طاعة الله، السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره حديث ابن عمر في الصحيحين، السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة اللي بيؤمر بقتل الناس، ماذا يجري الآن في هذه الثورات هؤلاء الحكام يقتلون البشر يقتلون الناس. عثمان عثمان: الجندي الذي يؤمر بالقتل فيقتل، الجندي أو العسكري يؤمر بالقتل من قائده أو ضابطه فيقتل الناس. يوسف القرضاوي: لا يجوز. عثمان عثمان: ماذا يفعل؟ يوسف القرضاوي: لا يجوز، لأنو لا يوجد قانون في أي بلد يأمر بقتل الناس، قتل الناس ده أمر يعني.. ولذلك هذا أمر لا ينبغي أن..، ومن هنا نحن ندعو الأخوة، جاءتني أسئلة كثيرة من الأخوة في سوريا. عثمان عثمان: وصلتنا نسخة عنها، نعم. يوسف القرضاوي: نعم، فهؤلاء يطالبون الجنود أن لا يسمعوا لهؤلاء الأمراء والحكام وأن ينضموا إلى الشعب، وأنا أدعو هؤلاء الجنود أن ينضموا إلى إخوانهم، الشعوب الشعوب هي معظم الجيوش، الجيوش يعني فيها ضباط، ضباط كثير منهم موالي، ولكن كثيرين ليسوا موالين، والجيوش عامة الجنود عامة من أبناء الشعب هؤلاء يجب أن يتركوا هذه الجيوش وينخرطوا بالجملة بيتفقوا مع بعض ويروحوا يسلموا أنفسهم لهؤلاء المجاهدين بالآلاف أنا أدعوهم كل من يحمل سيفا ويضرب إخوانه هو مشارك آثم، الأمة قادرة أن تفعل شيئا إذا استعمل الإنسان القوة النفسية القوة الروحية، إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تترددا، وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا فإن فساد العزم أن يتقيدا، هؤلاء الأخوة في الجيش السوري أو الجيش اليمني أو الجيش الليبي، كتائب القذافي كما يسمونها هؤلاء ندعوهم أن يتركوا هؤلاء وأن ينضموا إلى الشعب، هذا واجب عليهم وإلا أثموا كانوا آثمين، إذا أصابوا إنسانا بسيف أو ببندقية أو بأي شيء فهو قاتل، يعني فأنا أدعو هؤلاء إلى التقوى وأن يكون ذلك بالجملة يتفقوا مع بعض، ويخرجوا للانضمام لإخوانهم. الاستعانة بالناتو عثمان عثمان: مولانا بالعودة إلى أسئلة المشاهدين، جاءتني أسئلة من عدة أشخاص، تتحدث عن الاستعانة بغير المسلمين في المظاهرات التي تجري لإزالة الحكام الظالمين، أقصد الاستعانة بالناتو وغيره. يوسف القرضاوي: يعني في مصر استعان المسلمون بالأقباط وكان الجميع يقفون في ميدان التحرير والأماكن المختلفة بعضهم مع بعض يعني لأن مشكلتهم واحدة ظلم الحكام لا يقف عند مسلم ولا عند نصراني يظلم الجميع. فنحن نعمل على إصلاح الجميع وعلى إقامة العدل للجميع والتنمية للجميع ليس عندنا مسلم يعطى الحق ونصراني يحرم منه، لا. عثمان عثمان: حقوق المواطنة. يوسف القرضاوي: حقوق المواطنة لكل إنسان في البلد أما غير المسلمين فهؤلاء لا يستفاد منهم إلا في أشياء معينة زي الإخوة في ليبيا استعانوا بالناتو يعني لأن القذافي عنده أسلحة هائلة وهما ما عندهمش فاستعانوا بهم ضد هذه الأسلحة فقط ولكن هم الذين قاموا بالمقاومة والجهاد اليوم،نعم. عثمان عثمان: في بعض الأسئلة جاءت من اليمن أجبنا على بعضها ولكن يبقى سؤال فقهي؟ يقوم الثوار في اليمن بالجمع بين المغرب والعشاء والظهر والعصر بحجة وجود ناس قدموا من مكان بعيد إلى الساحات وبسب الظروف الأمنية، هل يجوز أن يجمعوا هذه الصلوات؟ يوسف القرضاوي: والله أعتقد أن الظروف تسمح وأن الإسلام قائم على اليسر لا على العسر في هذه الظروف،ظروف جهاد، والجهاد له تخفيفات يعني خاصة، الرسول عليه الصلاة والسلام سمح للمجاهدين أن يفطروا في الصيام، يعني أعتقد أن الصلاة أيضا يجوز التخفيف فيها في مثل هذه الجموع الهائلة التي ليس من السهل أن تجتمع في كل صلاة وتلتقي ويعني فالله رفيق بعباده. عثمان عثمان: كانوا يعتكفون في هذه الساحات في رمضان، كانوا يعتكفون في رمضان في هذه الساحات، هل تعتبر مكانا شرعيا للاعتكاف؟ يوسف القرضاوي: نعم، يعتكفون في هذا، هي مسجدهم الآن لا يستطيعون الذهاب إلى المساجد أصبحت مسجدا لهم، ويعني الدين قائم على التيسير لا على التعسير هناك إخوة كثيرون مهتمون بفقه هذه الثورات، ومنهم أخ مصري هو طبيب لكنه اشتغل في فقه السنة أخ أحمد محمد دكتور أحمد محمد العارف وله رسالة في إقامة الأحكام وإزالة الأوهام عن قضية الخروج على الحكام وله بحوث طيبة وأحاديث جيدة فيها نشد أزره في هذا الأمر.