بعد نضوب الثقة والإخلاص والشرف والصدق في بعض دوائر السلطة، هل نضبت الرجولة أيضا؟! وإلا فكيف نفسر انقضاض عدة وحوش غير آدمية على فتاة هي عنوان للشرف والعفة والوطنية، يدوسونها بأقدامهم وينزعون سترها ويهتكون عرضها سحقا لإنسانيتها وإبائها؟ كيف نفسر اعتداءهم على أخريات سحلوهن وداسوهن بالأقدام؟ من أي خلفية جاء هؤلاء الأفراد وليس الرجال فالرجولة تأبى انتسابهم لها، وأي تدريب مهني وأخلاقي ووطني يتلقون؟! إن ضحاياهم من النساء أكثر رجولة ومروءة وشرفا منهم، فقد اضطررن للنزول بسبب قلة الرجال في ساحات الواجب. إنهن خط الدفاع الأخير عن الأمة، عندما يتخاذل اشباه رجال لم تهتز لهم شعرة أمام هذه الانتهاكات. هل تذهب هذه الجرائم كسابقاتها من جرائم قتل الثوار وفقئ عيونهم وإحداث عاهات لهم— دون حساب وعقاب للمتورطين. وهل أضيف هتك الأعراض—للتبول على الشعب، والغازات المحرمة ضد المدنيين، وقتل الثوار وتشويههم بالقناصة والخرطوش والبلي، وملاحقتهم قضائيا— سلاحا لكسر عين الشعب المصري وإرادته ومروءته وقهر ثواره وتصفية ثورته؟ أليس هناك من يتذكر— ما ذكرنا به إخوة أقباط—أن سيدنا النبي (ص) ألغى معاهدة مع قبيلة يهودية بالمدينة، لأن أفرادها تواطؤوا على كشف عورة امرأة مسلمة؟!