"هو يريد الخروج للترفيه عن نفسه برفقة أصدقائه بعد يوم طويل وشاق من العمل، وهي لا توافق، رافضة تركها وحيدة بالمنزل، كما أنها تغار ضمنياً من خروجه مع أصدقائه، فيبدأ النقاش وتتفاقم المشاكل" سيناريو كثيرا ما يتكرر يوميا في بعض المنازل، فهناك الكثير من الأزواج الذين يحنون لأيام العزوبية، ويلجأون للسهر برفقة الأصدقاء حتى وقت متأخر من الليل، تاركين الزوجة تتحمل كل شيء، مما يجعل الزوجة تغار من أصدقاء الزوج، وتعتبرهم "ضرة" من نوع آخر، فهم يستحوذون على معظم وقت الزوج، ويجعلونه لا يقوم بواجبه تجاه زوجته وأبنائه، فتبدأ المشاكل التي لا تنتهي بين الزوج والزوجة، وإن كانت هناك بعض الزوجات اللائي يستسلمن للواقع ويحاولن التعايش معه، فهناك من يشعلن نار الحرب في كل وقت يتواجد فيه الزوج بالمنزل. " رسالة المرأة" حاولت التعرف أكثر على معاناة الزوجات من تكرار خروج الزوج برفقة أصدقائه من خلال لقائها ببعض السيدات. رضيت بالواقع تقول عائشة .م : عانيت كثيرا من خروج زوجي الدائم والمستمر مع أصدقائه، وتركي أنا وأولاده بالساعات، وما إن يدخل البيت حتى يبدأ بالتذمر والتشكي، وأنه لا يجد الراحة في المنزل، حتى يجد مبررا لخروجه المستمر مع أصدقائه، حاولت التحدث معه أكثر من مرة وإقناعه أن بيته في حاجه إليه، إلا أنه لا يقتنع، ودائما ما يتهمني بأنني أغار من أصدقائه، وأحاول التفرقة بينهم، وأنني نكدية. واستطردت قائلة: كنت أعلم أن له أصدقاء كثيرين، وأنه يجمعهم روابط قوية، ولكنني لم أشعر بتأثير ذلك إلا بعد زواجي، وحين وجدت نفسي اقضي معظم وقتي بين أربعة جدران، مشيرة إلى أنها لم تجد أمامها غير الرضا بالواقع، فحاولت التفريج عن نفسها برؤية صديقاتها، ومشاركتهن الأحاديث والنشاطات المختلفة . أما أميمة. ط فتقول: الزوجة قد ينتابها شعور بالغيرة من أصدقاء زوجها، خاصة إذا كان زوجها شديد الارتباط بأصدقائه، ويحرص دائما على الخروج معهم تاركا زوجته لفترات طويلة بالمنزل تتولى شئون الأولاد، حيث تشعر الزوجة أن زوجها يذهب للترفيه عن نفسه ولا يشاركها هذه المهام، وتبدأ تفكر فيما يفعل، وعما يتحدث، وما سر هذه الصداقة القوية، وهل حرص زوجها على الخروج بصحبة أصدقائه يعني أنها غير قادرة على ملء حياته. وأضافت قائلة: ومما يثير غضب الزوجة، ويجعلها تفتعل المشاكل هو عدم قدرتها على الجلوس مع زوجها لتتحدث معه في أمور الحياة، في حين أنه يحرص على الجلوس برفقة أصدقائه بالساعات دون ملل، الأمر الذي يحزنها كثيرا، ويشعرها أنه يفضل أصدقائه ويعطي لهم أولوية عن بيته، وطالبت الزوج أن يكون عادلا، فكما يحرص على الخروج مع أصدقائه لا بد أن يعلم أن لزوجته وأولاده عليه حقا. الصديق الصالح في حين رأت إيمان. ن أن حرص الزوج على اختيار الأصدقاء الصالحين يقلل من غيرة الزوجة من أصدقاء الزوج، بل قد يجعل الزوجة هي من تحثه على الخروج برفقتهم، حيث تكون مطمئنه إليهم، وتكون على يقين من أنهم سيراعون ربهم في أية نصيحة سيقدمونها له. وتابعت قائلة: الزوجة الذكية هي التي تدفع زوجها لمرافقة الأصدقاء الصالحين، وتقدم له النصيحة بأسلوب ذكي وهادئ وفيه احترام لخصوصيته مع أصدقائه إن خافت عليه من صديق سيئ. ومن جهتها رأت خديجة.ط أن خروج الزوج برفقة أصدقائه يجب أن يكون مقننا، وأنه على الزوج أن يحترم تواجد زوجته بالمنزل، ويقدر المشاق التي تتحملها من أعباء المنزل وتربية الأولاد، موضحة أن هناك بعض الأزواج ممن يحنون إلى أيام العزوبية، وينسون أن عليهم واجبات تجاه بيوتهم، ويلجئون للسهر برفقة الأصدقاء حتى وقت متأخر من الليل، الأمر الذي يثير حفيظة الزوجة ويجعلها دائمة الشجار معه. وبينت أن هناك بعض الأسباب التي تدفع الرجل للخروج مع أصدقائه وترك المنزل بالساعات، ومنها كثرة شكوى الزوجة وكثرة طلباتها، أو طول الحديث مع صديقاتها أثناء تواجد الزوج بالمنزل، أو خلودها للنوم لساعات طويلة وتركه يجلس منفردا. وتابعت قائلة: يجب أن تراعي الزوجة أن الزوج بحاجة إلى امرأة يلجأ إليها ويجد الطمأنينة بجوارها، وكذلك فهي تريد زوجا يحبها ويعطف عليها. الصبر الحل فيما أكدت هدى .ح على أن صبر الزوجة ومحاولة تغيير عادات زوجها بالهدوء والنصيحة هو الطريقة المثلى، فاتِّخاذ موقف عنيف لتحقيق بقائه بالمنزل سيكون له مردودٌ سلبي، لأن الزوج الشرقي بطبعه عنيد، ولا يريد أن تملي الزوجة عليه شروطها، قائلة: عانيت كثيرا في بداية زواجي من ارتباط زوجي القوي بأصدقائه، وتركه البيت ساعات طويلة، مما جعلني دائمة الغضب والشكوى لأهلي الذين نصحوني بالصبر، ومحاولة توفير كل ما يسعده بالبيت، وبالفعل فعلت ذلك، حتى وجدت أنه يقلل من خروجه برفقة أصدقائه تدريجيا، وأصبح الآن أكثر ارتباطا بي وبأولاده. في حين أبدت فاطمة.م استغرابها من غيرة الزوجة من أصحاب زوجها قائلة: الرجل ليس ملكية خاصة لعقد زواج موقع بين رجل وامرأة، فالزوجة لا بد أن تعي أن لزوجها حياة خاصة بأصدقائه وعائلته قبل أن يتزوجها، وأن لديه مشاعر وأحاسيس تجاه من حوله بالمجتمع، وأن تعلق زوجها بأصدقائه وعائلته لا يعني عدم حبه لها، أو عدم اهتمامه بها. وتابعت قائلة: إذا أعطت الزوجة الزوج الحرية في التصرف، كأن يخرج مع أصدقائه أو يخرج لزيارة عائلته، حيث يستطيع التفريج عن نفسه، وأخذ قسط من الراحة بعيدا عن أي منغصات فحتما سيعود الزوج إلى البيت أكثر نشاطا، وأكثر تفاؤلا وإقبالا على الحياة، مما سينعكس بالإيجاب على حياتهما الزوجية، موضحة أنه في مقابل ذلك لا بد أن يرشد الزوج خروجه مع أصدقائه، ويحاول أن يشعر زوجته باهتمامه. الغيرة نوعان ومن جهته أشار الدكتور هاشم بحرى أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر إلى أن الغيرة نوعان غيرة طبيعية، حيث يحرص الفرد على الاعتناء بالآخر حبا فيه، ويعطيه قدرا عاليا من حرية التصرف، وهذا النوع يحقق سعادة للزوجين؛ لأنه يخلق بينهما نوعا من الاطمئنان والحب، وهناك الغيرة المرضية، وفيها يمنع الفرد الآخر من الاختلاط بالآخرين، وهى غيرة مبنية على عدم الإحساس بالأمان، حيث يريد الشخص في هذه الحالة أن يمتلك الآخر، بل ويصر على امتلاكه، مما ينعكس بالسلب على الحياة الزوجية ، لأن الملكية الشديدة للأفراد تمنع من تولد الحب، فالمرأة في هذه الحالة تمنع الرجل من التنفس، وتحسب عليه خطواته ويضطر للعيش معها من أجل الأولاد والعشرة ، محذرا من أن هذا النوع يؤدى بالرجل إلى مرحلة متقدمة من الكبت والحرمان، مشيرا إلى أن الغيرة المرضية قد تدفع بعض الزوجات لمنع الزوج من مشاهدة التلفاز، بحسب اليوم السابع. الأسباب وعن أسباب خروج الزوج الدائم برفقة الأصدقاء، تقول الدكتورة أريج داغستاني استشارية العلاقات الزوجية والأسرية: الكثيرات من الزوجات يلاحظن بعد مرور سنوات من الزواج اهتمام الزوج الزائد بأصدقائه، وميله لمشاركتهم مختلف نشاطاتهم، الأمر الذي يشعرها بالغيرة، لأنها لا تتحمل انشغال زوجها عنها، ولا تسمح لأصدقائه بأخذه منها، مرجعة سبب ذلك إلى عدم الاقتناع التام بالشريك الآخر، حيث يلجا البعض للارتباط بالآخر دون أن يكون هناك قبول، أو دون الاقتناع به بسبب العنوسة، أو أي ظرف آخر، ككونها مطلقة، أو أرمل، مبينة أن هذا الأمر يتعلق بالنساء أكثر من الرجال، حيث تضطر الفتاة إلى الزواج من أي شخص يعرض عليها الزواج، حتى وإن كان غير مناسب لها، إلى جانب الظروف المادية الصعبة ، التي لها تأثير كبير في هذا الأمر، كأن تتزوج فتاة صغيرة من رجل كبير بسبب ظروفها المادية الصعبة، واختلاف الشخصية بين الزوجين، فقد يكون الزوج اجتماعيا والزوجة انطوائية، فيشبع رغبته في الاجتماع من خلال الأصدقاء، وعدم تعويد الأهل للزوج على الالتزامات الاجتماعية التي يحقق من خلالها التوازن بين بيئته الأسرية وبيئة الأصدقاء، فينتج عن ذلك اختلال توازن مثلث العلاقات عند الرجل نتيجة شدة التنافر بين المسؤوليات والرغبات، كما أن هناك بعض السيدات اللائي لا يجدن فن الحوار مع الرجل فتستفزه وتقتحم عزلته، والبعض منهن ممن يلجأن لفرض طريقة تفكيرها على الرجل، وتتوقع منه أن يقوم بما ترغب به، مقارنة رغباته وتفكيره برغباتها وتفكيرها فيهرب إلى من يفهمونه ويفكرون مثله، موضحة أن كل هذه الأسباب توجد عند الزوج رغبة شديدة في الانسحاب إلى الملاذ الآمن الخالي من المسؤوليات. بحسب جريدة عكاظ. نصائح ونصحت داغستاني الزوجة بأن يكون هدفها من الزواج هو تحقيق الاستقرار، فلا تجعل أيا من الأمور تبعدها عن هدفها، ولا بد أن يكون عندها نوع من المرونة والصبر في حياتها الزوجية، وينبغي أن تفهم مشاعرها الحقيقية المسببة لرفضها خروج زوجها مع أصدقائه، هل الغضب نتيجة إحساس بالظلم، لأنها عوملت معاملة غير عادلة؟ أم الخوف نتيجة شعورها أن هناك خطرا يهدد ذاتها؟ أم الشعور بالذنب لأنها كان يجب أن تقوم بشيء مطلوب فعله ولكنها لم تقم به لسبب ما؟ أو قامت بفعل كان يجب ألا تقوم به، وترتب على ذلك تقصيرها في حق الزوج؟ فتشعر أنها السبب الرئيس وراء هروب زوجها إلى الأصدقاء، لأن معرفتها للأسباب يعطيها القدرة على إدارة وتوجيه هذه الانفعالات بطريقة تسمح بالتكيف مع الموقف، وعليها أن تعرف الأسلوب الأمثل للتعامل مع الزوج من خلال معرفة شخصيته، هل هو من النوع المهاجم، أم هو من الأزواج الذين يفضلون الانسحاب عند حدوث مناقشه، أم من النوع المسالم، الذي يهمه سلامة العلاقة مهما كانت النتائج، كما نصحت الزوجة بتغيير أسلوب تناول المشكلة، واستيعاب المشكلة وحسن التعامل معها، والحرص على عدم زيادتها، بل والسعي لإيقافها، بحيث لا تثير المشكلة إلا إذا وصلت إلى مرحلة الإفراط، وعليها أن تتعلم فن الطلب، فإذا أرادت الزوجة أن تطلب من زوجها عدم الذهاب اليوم إلى أصدقائه، فلابد أن يكون طلبها بأسلوب مباشر وموجز، لأنه إن أراد أن يفهم أكثر فسيسأل، وحينها على الزوجة أن تعطيه سببا واحدا أو أكثر، وإذا كان محتاجا لمعلومات أكثر سيخبرها، وتجعله يدرك أن بإمكانه أن يرفض وحينها يكون الرد طيبا، وعليها الصبر والتحمل والمحاولة وعدم اليأس، مؤكدة أن الزوج إذا بدأ يوجه الأعذار للزوجة فهو مؤشر جيد على التغيير للأفضل. كما نصحت الزوجة بتعلم أساسيات فن الحوار الناجح مع الزوج، والحرص على مد جسور التواصل معه بالنقاش في أمور الحياة عامة وحياتهما الخاصة، ونصحت الزوجين بأن يعطي كل منهما الآخر الفرصة كي يعرب عن أفكاره ومشاعره دون أن يقاطعه الآخر، أو ينتقده أو يسخر منه، وعليهما الاستماع بهدوء وصدر رحب، وأن يعتمدا منهاج الصراحة كأساس للتعامل فيما بينهما.