ذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن الشعبية الكبيرة التي اكتسبها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين أدخلت قلقا عارما في منتمي صناعة السياحة في مصر حيث تنتابهم الهواجس من تقلد الإخوان حكم مصر عقب هيمنتهم على البرلمان المقرر انعقاده الشهر القادم. وكان الإخوان قد أعلنوا أنه ليس من الضروري أن تقترن السياحة بالخمور، في الوقت الذي أظهر فيه السلفيون موقفا أكثر تشددا برغبتهم في حظر بيع الخمور بشكل تام. وطالبوا أيضا بفصل شواطئ مصر بحسب الجنس وعدم جواز تكشف النساء على الرجال وهن مرتديات لباس البحر. وأدت الاضطرابات السياسية والعنف في إحجام العديد من السائحين عن زيارة مصر ذات الأماكن السياحية الفريدة منذ سقوط النظام السابق. حيث صرح المسؤولون ان عدد السائحين الذين قاموا بزيارة مصر في موسم الأجازة يقل بمقدار الثلث عن ذات الفترة من العام الماضي. من جهته، قال هشام زقزوق، مساعد وزير السياحة معلقا على تصريحات الإسلاميين في مصر بشأن السياحة: " إنها تصريحات غير مسؤولة على الإطلاق، وصادرة من أناس لا يفهمون في مكونات السياحة أو ديناميكيتها، حيث أن أربعة من كل خمسة سائحين يأتون لمصر بغرض الاسترخاء على الشواطئ، وليس لزيارة الأهرامات أو الأماكن التاريخية الأخرى". وأضاف زقزوق أن أكثر من ثلاثة أرباع السائحين من أوربا، ويحبون الاستمتاع على الشواطئ المصرية دون قيود كما لو كانوا في أوطانهم الأم". واستطرد زقزوق: " يجب أن يرتدي السياح لباس بحر كي يستطيعوا السباحة، كما أن جزءا من ثقافتهم يتمثل في تجرعهم للخمور مع وجبة العشاء، وهو ما لا يستطيع الإسلاميون فهمه فلن نستطيع أن نغير ثقافات الشعوب". وعلى الجانب الآخر قالت عزة الجرف المحامية الإسلامية أن المسؤولين المصريين يحتاجون لإعادة التفكير في نظرتهم للسياحة، مشيرة أن الاهتمام بزيادة السائحين المسلمين والسياحة الداخلية سوف يؤدي لازدهار السياحة، وأضافت أن الفصل بين الذكور والإناث على الشواطئ والحد من الخمور لن يؤثر سلبا على السياحة. من جانبه، قال إلهامي الزيات رئيس اتحاد السياحة وصاحب شركة متخصصة في مجال المؤتمرات السياحية أن مثل هذه التصريحات الصادرة من الإسلاميين بشأن السياحة ساذجة للغاية، وأنه تحدث مع عناصر من الإخوان والسلفيين حول عدم إمكانية تنفيذ اقتراحاتهم السياحية ، وأشار أنه إذا قدر للإسلاميين تقلد السلطة في مصر وواجهوا حقيقة الأزمات المالية في مصر سيتوقفون عن محاولة إعادة تشكيل السياحة بشكل يتناسب مع الهوية الإسلامية. واختتم الزيات: " لم يكن الإسلاميون ليجمعون كل هذه الأصوات، إذا لم يكونوا من البراغماتيين الباحثين عن مصلحتهم، ومن ذوي الدهاء الشديد، علينا أن نتذكر ذلك".