ذكرت صحية هآرتس أن رئيس الموساد تمير باردو فاجأ الكثير من سامعيه عندما ألمح في محاضرة أمام نحو 100 سفير صهيوني مؤخرا بأنه لا يعتقد بان ايران نووية ستكون بالضرورة تهديدا وجوديا على اسرائيل. وشدد باردو، بحسب ثلاثة سفراء حضروا المحاضرة، على أن اسرائيل تعمل بوسائل عديدة لإحباط البرنامج النووي الايراني، وهي ستواصل عمل ذلك، ولكن حتى اذا ما حصل الايرانيون على قنبلة نووية، فان معنى ذلك لن يكون تصفية دولة اسرائيل. سأل باردو: "ما معنى تعبير تهديد وجودي؟" هل ايران هي تهديد لإسرائيل – بالتأكيد. ولكن اذا قيل أن قنبلة نووية بيد إيران هي تهديد وجودي، فعندها معنى الامر هو أنه يجب اغلاق الدكان والذهاب إلى البيت. وهذا ليس الوضع (حاليا). لكن يجري استخدام متحرر اكثر مما ينبغي لتعبير تهديد وجودي هذا". وبحسب أحد السفراء الذين استمعوا الى المحاضرة، وأكدوا ما قاله رئيس الموساد، فانه "يفهم من اقواله بوضوح بانه لا يعتقد ان ايران نووية هي تهديد وجودي على اسرائيل". وحسب السفراء، لم يتطرق باردو في حديثه لامكانية هجوم عسكري اسرائيلي ضد المنشآت النووية في ايران. تأتي أقوال تمير باردو بعد أن جرى في الاشهر الاخيرة نقاش جماهيري يقظ حول امكانية هجوم اسرائيلي في ايران. وكان مئير دغان سلفه في المنصب أحد العناصر في مركز النقاش الجماهيري. وكان دغان ادعى أن على اسرائيل الا تستخدم القوة العسكرية الا "عندما توضع السكين على الرقبة وتبدأ بالحز باللحم الحي". وهاجم دغان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك مدعيا بانهما يحاولان الدفع نحو هجوم اسرائيلي على إيران سيؤدي الى أثار محملة بالمصائب. يذكر أن رئيس الوزراء نتنياهو منذ عدة سنوات يصف البرنامج النووي الايراني بالتهديد الوجودي لإسرائيل. بل ان نتنياهو شبه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالطاغية النازي ادولف هتلر وادعى بانه يجب التعامل مع ايران مثلما كان ينبغي التعامل مع ألمانيا النازية في 1938 عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. وتحدث وزير الدفاع باراك في نيسان 2010 مؤكدا أن ايران "ليست تهديدا وجوديا الان" ولكنها قد تصبح هكذا في المستقبل. نتنياهو وباراك يتصدران في الحكومة الخط الذي يدعم الهجوم الوقائي على المنشآت النووية الايرانية. في هذه المرحلة لم يفلح الرجلان في اقناع اغلبية الوزراء الثمانية والمجلس الوزاري بالانضمام الى موقفهما.