بدأت الشرطة الأمريكية بمدينة نيويورك في طرد المحتجين المعتصمين بشارع وول ستريت بعد ساعات من إجراء مماثل قامت به شرطة أوكلاند بولاية كاليفورنيا حيث أخلت ساحة البلدية من المعتصمين مع السماح لهم بالعودة للتظاهر بدون نصب الخيام. وأكدت مصادر رسمية أمريكية أن شرطة مدينة نيويورك بدأت اليوم الثلاثاء عملية إخلاء شارع وول ستريت من معتصمي حركة "احتلوا وول ستريت" المناهضة للشركات الكبرى وأسواق المال. وجاء في بيان رسمي صدر من مكتب عمدة المدينة مايكل بلومبيرج الذي طالب بضرورة إخلاء حديقة زاكوتي العامة التي نصب فيها المحتجون الخيام بالقرب من شارع وول ستريت. في الوقت ذاته، أكد عدد من ناشطي الحركة أن مئات من رجال الشرطة بدؤوا التجمع قرب الحديقة وإخلاءها من المعتصمين بعد شهر كامل من وجودهم فيها في خطوة كانت الشرارة التي أطلقت حركات مماثلة في عدد من المدن الأميركية منذ السابع عشر من سبتمبر. وكان عدد من أصحاب المحال التجارية قد أعربوا الاثنين عن استيائهم من استمرار وجود المحتجين المنضوين تحت شعار حركة "احتلوا وول ستريت" في المناطق القريبة من محالهم بشكل بات يهدد بإغلاقها. وذكرت مصادر إعلامية أن بعض أصحاب المحال التجارية أجروا محادثات مع قيادات في الحركة الاحتجاجية وعرضوا عليهم الآثار المترتبة على استمرار الاعتصام في وول ستريت على أصحاب المحال التجارية الصغيرة الذين يقفون مع مطالب الحركة بمحاسبة شركات المال الكبرى. وشوهد عدد من المحتجين مساء الاثنين يعيدون تجميع صفوفهم عائدين إلى ساحة بلدية أوكلاند مؤكدين مواصلة احتجاجهم في تجمع أمام المكتبة العامة بينما وقفت الشرطة لتنظيم المرور وإفساح الطريق أمام المتظاهرين الذين سمحت لهم السلطات بالعودة للتظاهر في الساحة وليس للاعتصام أو نصب الخيام فيها. وكان المشاركون والمتابعون لحركة "احتلال وول ستريت" قد أكدوا تعمد وسائل الإعلام الكبرى تجاهل تغطية نشاطاتهم، وقال الموقع الإخباري الأمريكي الذي يحمل الاسم "نيشن أوف تشانج" بأن ثمة لافتة في المركز الإعلامي التابع للحركة تقول "مرحبا بالتعتيم الإعلامي". وتزامنًا مع ذلك مارست مواقع اجتماعية على الإنترنت نوعا من التعتيم على نشاطات الحركة، فموقع "تويتر" منع إدراج عبارة "أوكيوباي وول ستريت" أو "احتلال وول ستريت" كي لا تحتل حيزا يمثل صدارة في الأحداث. وأما الانتقادات الأخرى التي يواجهها بعض منظمي الحركة فتتمثل في عدم التنسيق أو عدم إطلاعهم مراسلي وكالات الأنباء على الخطوات التالية للحركة، مما يجعل الصحفيين في حيرة من أمرهم بشأن الأشخاص الذين ينبغي إجراء مقابلات معهم.