توافد حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم أول أيام عيد الأضحى إلى مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى بعد نفرتهم مساء أمس من مزدلفة، في حين أدى الحجاج صلاة العيد بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، ودعا خطيب المسجد الحرام جموع المصلين إلى اتباع سنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في أداء مناسكهم وفي حياتهم اليومية. وبعد أن يفرغ نحو ثلاثة ملايين من حجاج بيت الله الحرام من رمي جمرة العقبة الكبرى بمشعر مِنى، يقوم الحجاج بالحلق أو التقصير والتحلل الأصغر، قبل أن يتوجهوا إلى الحرم المكي لأداء طواف الإفاضة فيتحللون التحلل الأكبر، ثم يبيتون بمنى في أيام التشريق. ونفر الحجاج بعد غروب شمس أمس السبت إلى مزدلفة بعدما أدوا ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات، حيث تضرعوا إلى الله عز وجل أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار في هذا اليوم المبارك، وصلت جموع الحجاج المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ومنهم من قضى في مزدلفة جزءا من الليل أو بات حتى الفجر. وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها الحجاج في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة السعوديين لتسهيل حركة الحشود. وكان الحجاج قد وقفوا على صعيد عرفات في ظل حرارة معتدلة لم تتعد 24 درجة مئوية, وأدوا صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا, بعد أن استمعوا إلى الخطبة التي ألقاها مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. وخلال خطبة عرفة ناشد المفتي المسلمين بعدم الوقوع في الفتن الطائفية وقال إن العالم الإسلامي يمر بأخطر مراحله داعيا الحجاج إلى صدق التوبة واللجوء إلى الله, وقال إن "الحج ليس منبرًا للمهاترات السياسية والمبادئ البغيضة وإنما لعبادة الله ووحدة الأمة المسلمة". وحذر من أن يحول الحج إلى ما يتنافى مع مقاصده "فلا دعوة إلا إلى الله وحده ولا شعار إلا شعار التوحيد والسنة". وأكد آل الشيخ على أن الحج يهدم ما قبله ذاكرًا الحديث الشريف "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، والحجة المبرورة ليس لها ثواب إلا الجنة" وقال أيضا "ما أعظم هذه الأيام وما أجلها من مواسم، واليوم عرفة يوم شريف كريم وعيد لأهل الموقف، يوم تعتق فيه الرقاب ويسمع فيه الدعاء ويجاب، وما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما ذا أراد هؤلاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، فعلى المسلمين أن يظهروا فيه التوبة والاستغفار والتذلل والانكسار طمعا في رحمة الله ومغفرته".