ابتكرت الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني مشاريع فنية وثقافية واجتماعية للتواصل مع القدسالمحتلة والمسجد الأقصى، وذلك ردا على مشاريع الاحتلال الهادفة لعزل المدينة ومقدساتها العربية والإسلامية عن محيط الجماهير. وجاءت هذه المشاريع لتعزز صمود المقدسيين في وجه مشاريع التهويد، وتتسم الفعاليات بالجانب الفني والدمج بين العقيدة والثقافة. وتنشط خمس جمعيات لتكون شريان الحياة والتواصل بين القدس وفلسطينيي 48، خصوصا في ظل الحصار المحكم للاحتلال على الضفة الغربية وغزة، مما يحول دون وصول الفلسطينيين للقدس والأقصى. وتشرف هذه الجمعيات على مشاريع متعددة ومتنوعة تحمل بين طياتها أبعادا اجتماعية وإبداعية، تهم مختلف الشرائح والفئات العمرية وخاصة الأطفال والفئات الشابة. وتتواصل مسيرة البيارق وشد الرحال للأقصى، لتحظى بزخم جماهيري عبر مهرجا ن "طفل الأقصى"، و"الرسم لأحباب الأقصى"، و"عقد القران بالأقصى"، و"مصاطب العلم"، والمعسكرات الصيفية، ومسابقة "الأقصى في قلبي". وتوجت الفعاليات بالمسابقة الشعرية العالمية "الأقصى والقدس في عيون الشعراء" التي أطلقتها مؤسسة الرسالة، وسيعلن عن نتائجها في سبتمبر/أيلول المقبل خلال مهرجان "الأقصى في خطر". وقال المشرف على المسابقة توفيق محمد، إن الهدف جمع أكبر عدد من شعراء عالمنا العربي والإسلامي والداخل الفلسطيني حول قضية القدس والأقصى، لتكون على الأجندة العالمية ومحور الحديث في كل بيت. ويرى أن الشعر والأدب، والفن والثقافة محاور مهمة لإحياء القضايا الدينية والقومية والوطنية، مؤكدا السعي والاجتهاد من خلال هذه المشاريع للمحافظة على عروبة وإسلامية القدس والأقصى. ولفت إلى أن الشعراء والأدباء كان لهم الدور المحوري بإيقاظ مشاعر الأمة وصقل الوعي الجماعي، وعليه نطمع من الأخوة ممن ينظمون الشعر أن يكون لهم الدور الريادي بالدفاع عن القضية، عسى أن تحرك قصائدهم ضمائر الأمة. تنشئة وتوعية وسيجرى بأوائل الشهر الجاري اختبار بمادة كتاب "المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك" للدكتور عبد الله معروف، ضمن مسابقة "الأقصى في قلبي" والمعدة لطلاب المدارس. وتهدف المسابقة لرفع الوعي لدى الأجيال الناشئة بمعالم الأقصى وتنشئة جيل يعي المخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى وبالقدس. كما تتواصل فرز رسومات مهرجان "الرسم لأحباب الأقصى"، الذي يهدف إلى تفعيل دور الأطفال وتعريفهم بالأقصى من خلال تعبيرهم عن ذلك بالرسم واللوحات الفنية. وضمن مشروع "مصاطب العلم بالمسجد الأقصى"، تم تخريج عشرات الطلاب والطالبات من مختلف الفئات العمرية في علوم القرآن، ومنحوا شهادة الإجازة بالتلاوة والتجويد. تفعيل وتواصل وقال مدير مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" الدكتور حكمت نعامنة، إن المشروع يهدف لتفعيل مدارس الأقصى، من خلال تشجيع طلبة علوم الشريعة للدراسة وإحياء مصاطب العلم كوسيلة للتواصل مع المدينة ومقدساتها. وأكد أن المؤسسة تتبنى أيضا مشروع المعسكرات الصيفية الطلابية، بمشاركة الآلاف من أبناء الشبيبة بهدف توثيق علاقاتهم بالأقصى وتوعيتهم بواقع الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدس. وخلص بالقول إن "مثل هذه الفعاليات من شأنها تكوين هذا الجيل الفتي، لنعتمد عليه بالمستقبل ليكون جيل النصر الحامي لمسرى رسول الله". ويلقى مشروع "عقد القران بالأقصى"، تجاوبا واسعا من قبل الأزواج الشابة وعائلاتهم، ويهدف من خلاله تعزيز التواصل الاجتماعي والديني وتنشيط الحركة الجماهيرية بالمسجد.