مذبحة قلعة جانجي فرق الموت بأفغانستان سجن أبو غريب بالعراق مجزرة قرية حديثة العراقية معتقل قاعدة جوانتانامو ساحة النسور ببغداد واغتصاب الفتيات أمام عائلاتهن . كل ما سبق ليست أسماء أفلام هوليودية، لكنها مجرد سطور في صفحات حمراء للتاريخ الدموي الأمريكي الحديث. ليست حربا على الإرهاب إذاً.. بل هي حرب على "المقدس"، وليست الانتهاكات حوادث فردية.. بل عقيدة قتالية تستولي على قلوب وعقول الجنود الذين هم في الحقيقة تروس صدئة في آلة كبرى تناهض "المقدس"، وتعادي المطلق، وتبحث دوما عن عدو جديد تقتات عليه. إن اللقطات المقززة للجنود الأمريكيين الذين يتبولون على قتلى من حركة طالبان تؤكد مجددا على أن "صناعة الإرهاب" أمريكية المنشأ، فمادتها الخام من الكراهية متوفرة بكثرة، ويصعب الاحتفاظ بها حبيسة القلب طويلا، فبها بنيت قلاع التعذيب، وبها تصدر "بول المارينز" الأخبار قبل ذلك.. بانتهاك قدسية المصحف الشريف، وبالكراهية استبيحت حرمة الحياة قتلا ودمارا وتشريدا، قبل أن تستباح حرمة الموتى. والسؤال الذي يطرح نفسه على من يشاهد هذا الفعل الأمريكي الشائن: هل اعتاد جنود المارينز أن يتبولوا لمرأى مقاتلي طالبان ذعرا.. فأرادوا أن يستعيدوا صورتهم الهوليودية، والثأر لمثانتهم المنزعجة بالتبول على جثث المقاتلين الأشاوس؟ وبالكراهية.. استقبل مرضى الخوف من الإسلام في أمريكا مشاهد تنجيس أجساد المسلمين، بعد قتلهم على يد 4 من جنود المارينز، معربين عن إعجابهم بهذا الفعل، وتهكم البعض معتبرا أن هذا جزء من الطقوس الإسلامية في الغسل قبل الدفن، وأقلهم كراهية اعتبر ما حدث ردة فعل على الأفعال الإرهابية الطالبانية، وكأن بني طالبان هم من اقتحموا حواري شيكاغو، وأزقة سان فرانسيسكو للقضاء على تجارة المخدرات فيها، أو لتحرير نسائها من العنف الأسري، وجرائم الاغتصاب، وفرض ثقافتهم عليهن. شخصية جندي المارينز قالت فرق المارينز في بيان لها: " إن هذا التصرف لا يتناسب مع قيمنا الجوهرية ولا يمثل شخصية جنود المارينز الأمريكيين"، وكأن هذا التصرف المشين جاء خارج السياق، وكأنه تبولا لا إراديا.. وكأن الحروب الأمريكية في العالم الإسلامي وخارجه.. منذ نشأة أمريكا وحتى الآن، لم تنبأ العالمين بصدق وجلاء عن قيمهم الجوهرية، وشخصية جندي المارينز! والحقيقة هي أن طلاء الكذب المعاد تدويره آلاف المرات لم يعد بوسعه مواراة سوءة حقارة الأهداف.. وبشاعة الوسائل، فلم يمض عام على إدانة جنود أمريكيين بتكوين "فرق قتل" تستهدف المدنيين الأفغان.. إنها قيم "الحرية المستديمة" تنطلق من قلعة جانجي فتتردد أصداؤها في "جوانتانامو"، و"أبو غريب". الوحشية لا تصنع نصرا.. والتسليح لا يهب أمنا.. والقاذورات لا تنجس المقدس.. إنها القيم الحقيقية التي لا تزال أمريكا تتلقاها في حربها مع المسلمين، وها هي بعد أكثر من عقد من القتل والانتهاكات والشذوذ النفسي وابتلال جنودها خوفا وحقدا.. تسعى لإجراء مفاوضات مع طالبان، وتحذف اسم الملا عمر من قائمة المطلوبين، وتعلم أن هذا هو سبيلها الأوحد للخروج من أفغانستان.