د.مازن النجار \n\nبناء على تحليل التاريخ الطبي لأطفال مصابين بالربو، خلصت دراسة كندية إلى أن الصغار الذين عولجوا -ولو مرة واحدة- بمضادات حيوية في السنة الأولى من طفولتهم، تتضاعف مخاطر إصابتهم بالربو لاحقا مقارنة بالأطفال الذين لم يعالجوا بالمضادات الحيوية.\n\nوتؤكد نتائج الدراسة المنشورة في العدد الحالي من مجلة (الصدر Chest) أن ازدياد استخدام المضادات الحيوية بمراحل الحياة المبكرة قد يكون عاملا فاعلا في زيادة انتشار وباء ربو الطفولة. كما تؤشر النتائج إلى الارتباط بين زيادة التعرض للمضادات الحيوية وتصاعد مخاطر الربو.\n\nوتشير إحصائيات مركز السيطرة على الأمراض الأميركي إلى أن واحدا من كل ثمانية أطفال بالولايات المتحدة مصاب بالربو، وأن معدلات الإصابة بالربو بين الأطفال دون الخامسة قد تزايدت خاصة بين عام 1980 ومنتصف التسعينيات.\n\nوبينما توضح نتائج مراجعة الدراسات المسحية ارتباطا بين الإصابة بالربو والتعرض المبكر للمضادات الحيوية، فإنها لم تثبت علاقة سببية مباشرة بين الأمرين. ويبدو للباحثين أن التعرض للمضادات الحيوية بالسنة الأولى من الطفولة هو –في الحد الأدنى- عامل في زيادة مخاطر الإصابة بربو الطفولة، ولكن محدوديات المراجع بهذا المجال تحتم إجراء دراسات أوسع وأفضل. \n\n\"\nكان الارتباط -بين الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية والإصابة بربو الطفولة- أقوى بوضوح بالدراسات التي اعتمدت ذاكرة الوالدين مقارنة بدراسات تابعت الأطفال عبر الوقت\n\"\n\nنتائج مختلفة\nوكان الارتباط -بين الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية والإصابة بربو الطفولة- أقوى بوضوح في الدراسات التي اعتمدت ذاكرة الوالدين، مقارنة بالدراسات التي تابعت الأطفال عبر الوقت.\n\nفالدراسات الأولى قد تكون عرضة لتحيزات وعدم دقة الذاكرة، لأن آباء وأمهات الأطفال المصابين بالربو هم أكثر تذكرا لتعرض أطفالهم مبكرا للمضادات الحيوية من آباء وأمهات الأطفال غير المصابين.\n\nويبين تحليل لخمس دراسات -تناولت أثر علاج الصغار بمجموعات جرعات متعددة من المضادات الحيوية- أن التعرض الأوسع لهذه العقاقير كان مرتبطا مع مخاطر أعلى للإصابة بربو الطفولة. ولكن هذه النتائج جاءت من دراسات اعتمدت ذاكرة الوالدين.\n\nفرضية النظافة\nورغم النتائج غير الحاسمة، يرى الباحثون أنها تقدم أقوى الأدلة المتاحة على صحة نظرية فرضية النظافة أوhygiene hypothesis ومفادها أن زيادة مستوى نظافة وتعقيم البيئة المحيطة بالطفل يجعلانه عرضة أكثر للحساسية والربو.\n\nويجيء اتهام الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية بسبب أنها تقتل بكتيريا البطن النافعة، وهذا بدوره يضعف نظام المناعة.\n\nويُظهر التحليل الأهمية الكامنة للتعرض المبكر للبيئة من أجل صحة جيدة مستقبلا، ويلفت إلى أهمية اطلاع الأطباء المعالجين الوالدين على فوائد وأضرار المضادات الحيوية. فهي مفيدة بعلاج الالتهابات البكتيرية، لكنها لا تفيد بالالتهابات الفيروسية كأعراض البرد والإنفلونزا.\n\nوبالطبع لا يمكن تصور أن يمتنع الطبيب عن وصف المضادات الحيوية لدى ضرورتها نظرا لوجود مخاطر نظرية للإصابة بالربو. بيد أن هذه الدراسة تؤكد أهمية عدم المبالغة في استخدام هذه العقاقير.