واستغرقت رحلتنا وقتها أقل من نصف ساعة. ومن سوء الحظ أن الآمال المبكرة التي امتلكناها جميعاً بخصوص خط السكة الحديدي عالي السرعة في شمال شرق الولاياتالمتحدة لم تتحقق حتى وقتنا هذا. \r\n وبدلاً من إصلاح خط حديدي آخر، يجب أن نأخذ خطوة إلى الخلف وندرس الطريقة المثلى للمساهمة في تلبية احتياجات النقل طويلة الأجل لاقتصادنا. وقد فات أوان صيانة نظام النقل في القرن الحادي والعشرين بشمال شرق الولاياتالمتحدة. ويمكن أن تقلل خطوط السكك الحديدية عالية السرعة وقت السفر بمقدار النصف، إلى جانب تقوية اقتصاديات النقل في مدن بوسطن وبروفيدنس ونيويورك وفيلادلفيا وبالتيمور وواشنطن. \r\n ويجب أن ندرس الفوائد الاقتصادية والبيئية لهذه الخطوة؛ حيث إنه خلال مرحلة البناء، سوف يوفر مشروع بهذه القوة فرص العمل لمئات الآلاف من الأميركيين. وسوف تسحب القطارات السريعة المسافرين من وسائل النقل الأخرى مثل السيارات والطيارات مثلما يحدث الآن في الدول الأوروبية والآسيوية. وقد استحوذ القطار السريع الواصل بين مدينتي لندن وباريس عبر نفق تحت القنال الإنجليزي على 70% من سوق النقل العام بين هاتين المدينتين. وسوف تقلل الطلبات المشابهة في منطقة شمال شرق الولاياتالمتحدة بشكل واضح من استهلاك البنزين، إضافة إلى الحد من ازدحام الطرق السريعة والمطارات، وسوف يحسن هذا الأمر من جودة الهواء. \r\n وحتى وقتنا هذا، يمكن القول بأن قطار أمارتاك أسيلا هو قطار فائق السرعة من حيث الاسم فقط. وتبلغ سرعة هذا القطار الواصل بين مدينتي بوسطن ونيويورك في المتوسط إلى 61 ميلا فقط في الساعة. وبالنسبة لزمن السفر بين مدينتي نيويوركوواشنطن، تصل سرعة القطار إلى 79 ميلاً في الساعة فقط. \r\n وفي المقابل، يصل متوسط سرعة قطار يوروستار السريع الذي يربط بين العاصمة البريطانية لندن والعاصمة الفرنسية باريس إلى 136 ميلا في الساعة. ويستغرق الأمر ساعتين وربع الساعة فقط لقطع المسافة بين لندن وباريس التي تبلغ 307 أميال، مقارنة بمدة 3 ساعات ونصف التي يستغرقها القطار الذي يربط بين مدينتي بوسطن ونيويورك في رحلة طولها 215 ميلاً فقط. \r\n وقد تسارعت الاستثمارات في مجال خطوط السكك الحديدية عالية السرعة خارج الولاياتالمتحدة. وفي أوروبا، نقلت مجلة السفر والترفيه أن هناك خطوط سكك حديدية يصل طولها إلى 16 ألف ميل لقطارات الخدمة عالية السرعة. وبفضل هذه الحقيقة، يتمكن الركاب من الانتقال من مدريد إلى لشبونة في ظرف ساعتين فقط. وفي قارة آسيا، تخطط الصين لإنشاء خطط سكة حديد عالي السرعة يربط بين بكين وهونج كونج بهدف تقليل وقت السفر بين المدينتين إلى النصف. \r\n وفي شمال شرق الولاياتالمتحدة، نادراً ما يمكن لقطار تارماك أسيلا السريع اختبار سرعته العليا والتي تصل إلى 150 ميلا في الساعة بين مدينتي بوسطن ونيويورك. وبسبب القيود الموجودة على طول الطريق، يكون القطار أسرع على الطريق بوقت يتراوح ما بين 20 إلى 25 دقيقة فقط مقارنة بالقطارات التقليدية السريعة. ولن يتم تحقيق الإمكانية الكاملة للسفر في القطارات عالية السرعة مطلقاً على البنية التحتية الحالية لخطوط السكك الحديدية التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرن التاسع عشر، والتي تحسنت بشكل متواضع فقط على مدار السنوات الماضية. \r\n ومن أجل تجهيز خطوط السكك الحديدية عالية السرعة، يجب أن يتم توسيع العديد من المسارات في الطريق الشمالي الشرقي بشكل مستقيم أو دائري. وإذا كانت القطارات ستسير بسرعة أكبر من 100 ميل في الساعة، سوف يتوجب علينا أن نفصل بشكل أكبر بين القطارات وبين طرق مرور المشاة والسيارات القريبة. وربما لا يمكن أن تشترك القطارات عالية السرعة التي يطلق عليها اسم \"الرصاصة\" وسيارات النقل البطيئة في نفس المسارات. وقد يتطلب الأمر إنشاء أنفاق وخنادق وجسور جديدة. وسوف يكون إنشاء نظام لسكك حديدية عالية السرعة أمراً مكلفاً، ولكن هذه ليست ظروفا عادية. وقد استلم أوباما مهام منصبه في ظل أسوأ أزمة اقتصادية منذ فترة الكساد الكبير. وتعتبر الاستثمارات العامة الكبرى والابتكارات عناصر أساسية لإعادة إحياء الاقتصاد الأميركي وإعادة العمال الذين تم تسريحهم إلى العمل مرة أخرى. وسوف تكون قطارات الخدمة عالية السرعة على الطريق الشمالي الشرقي مكاناً ممتازاً للبدء في نقل مواطنينا واقتصادنا إلى القرن الحادي والعشرين. \r\n \r\n جوزيف آر باولينو جونيور \r\n عمدة سابق لمدنية بروفيدنس، ومدير شركة رود أيلاند للتنمية الاقتصادية، وهو يمتلك ويطور الآن شركة للعقارات التجارية في ولاية رود أيلاند. \r\n خدمة واشنطن بوست، خاص ب (الوطن) \r\n \r\n