\r\n العنف الذي تشهده افغانستان حاليا هو الاعلى والاقوى منذ الاطاحة بطالبان في عام 2001، وقد صرح قائد اركان القوات الاميركية المشتركة الاديمرال مايك ملن بشزن ما يواجهه الناتو في افغانستان من مشاكل قائلا: انني لست مقتنعا بأننا نكسب هذه الحرب. \r\n \r\n احدى الوسائل اليائسة التي اخذت بها الولاياتالمتحدة ردا على تصاعد الهجمات في افغانستان هي القيام بشن هجمات على ما يعتقد انها قواعد ومراكز لطالبان في المناطق القبلية في باكستان التي يتخذها مقاتلو طالبان كنقطة ارتكاز لشن عمليات عبر الحدود، اميركا اخذت بهذا الاسلوب ردا على ما تعتبره عدم وفاء اسلام اباد بوعودها بعدم جعل اراضيها ملاذا للثوار، وقد اغضب هذا الموقف الباكستاني الجنرالات الاميركيين وقرروا بالتالي التصرف من تلقاء انفسهم دون التنسيق مع الجيش الباكستاني. \r\n \r\n ان هذا الامر ليس بالشيء السهل حيث ان شن هجمات اميركية على اهداف داخل باكستان سيكون امرا سلبيا للغاية. في الثالث من سبتمبر شن الاميركيون هجوما على جنوب وزيرستان وهو اقليم يتمتع بالاستقلال الذاتي. \r\n \r\n ادت الهجمات الاميركية الى اثارة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في باكستان، وذكرت الحكومة الباكستانية ان الهجمات قد ادت الى مقتل الكثير من المدنيين وانتقدت بشدة تلك الهجمات. ومما يثير المسؤولين الباكستانيين ان شن تلك الهجمات جاء ليتناسب في التوقيت مع بعض الاجندات السياسية لواشنطن. \r\n \r\n فالادارة الاميركية تواقة لتحقيق مفاجأة بقتل او اسر زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي يعتقد انه وجد الملجأ الآمن في منطقة القبائل على الحدود الباكستانية الافغانية. \r\n \r\n وحتى لو كانت مثل هذه الشكوك لا اساس لها من الصحة فان قيام الولاياتالمتحدة بشن هجمات احادية الجانب يعتبر فكرة سيئة كون هذه الهجمات لم تؤد الى قتل اي زعيم مرموق من قادة القاعدة بينما تسببت في قتل عشرات المدنيين. \r\n \r\n ادت الهجمات الاميركية الى رفع شعبية طالبان وفتحت لها ابوابا جديدة لتجنيد المزيد من الشباب الساخط على الولاياتالمتحدة بسبب تسببها في قتل الكثير من المدنيين وتدمير الكثير من الممتلكات، المشاعر المعادية للاميركيين على اشد ما تكون في وزيرستان كونها تحملت القسط الاوفر من هذه الهجمات. \r\n \r\n التأثير السلبي لهذه الغارات لا يقتصر على المنطقة الحدودية بل قد يتسبب في تقويض الحكومة المدنية الجديدة للرئيس اصف زرداري. وينظر للتصرف الغربي هذا على انه إظهار للازدراء والاحتقار للرئيس الباكستاني مما سيقوض من موقفه داخل البلاد ويثير في نفس الوقت عصبية الجيش وربما يدفعه ذلك للتحرك والاطاحة بالحكومة المدنية وبالتالي استلام زمام الامور بنفسه. \r\n \r\n من المفهوم ضمنا ان افغانستان لن تنعم بالسلام طالما بقيت المنطقة القبلية توفر الملاذ الآمن للثوار، وتشكل القوة جزءا من الحل ولكن زرداري يدرك جيدا ان هناك اجزاء اخرى من الحل تتمثل في وضع الخطط لتطوير وتنمية تلك المناطق من خلال تشييد الطرق وتوفير وسائل النقل وبناء المدارس والمستشفيات ودمج منطقة القبائل في الاقتصاد الباكستاني بصورة افضل. فهل بوسع زرداري ان يتولى هذه المهمة؟