وقد امتنع العديد من الأشخاص الذين يعدون علامات بارزة في الحرب على الإيدز من شتى أنحاء العالم، بالمثل، عن الحضور قائلين بأنهم لن يتمكنوا من المشاركة في الإحتفال بإنشاء برنامج صناعي لعلاج مرضى الإيدز بقيمة تتجاوز عدة مليارات من الدولارات توظف عشرات الآلاف من الأشخاص في معظم أنحاء العالم تخدم كجماعة ضغط ثابتة نيابة عن التوجه الطبي المطول تجاه الفيروس والذي يجب أن يتم استئصاله تماماً من قائمة التهديدات التي تواجه البشر. \r\n \r\n ولا تسيء فهمي .... ذلك أن كل شخص منا يشعر بسعادة حقيقية كل يوم عندما يبقى ملايين الأشخاص على قيد الحياة بفعل اختراع دواء مركب في عام 1996 لعلاج فيروس الإيدز. ويجب أن يكون كل الأشخاص الذين يحملون هذا المرض قادرين على الإشتراك في الإستفادة من فوائد هذه الوسائل العلاجية، ويجب أن يتم تهنئة الكونجرس الأميركي على تمريره لخطة الطوارئ لإنقاذ مرضى الإيدز التي تقدر قيمتها بنحو 48 مليار دولار والتي أقرها الرئيس بوش. \r\n \r\n ولكن ما يثير المشاكل هو أن النشطاء المسلحين السابقين وقادة الوكالات التابعة لمنظمة الأممالمتحدة ومسئولي الصحة الحكوميين ومؤسسة السياسة الخارجية الأميركية والقادة الدينيين والعلماء والأطباء فشلوا في النظر إلى علاج الإيدز كما هو على أنه إجراء مؤقت لمساعدة الإنسانية إلى أن نتمكن بشكل جماعي من الوصول إلى ما يمكن أن يكون هدفنا الحقيقي، وهو وقف انتشار فيروس الإيدز تماماً. \r\n \r\n وكان شعار الخمسة عشر عاماً الأولى لحملة علاج مرض الإيدز، \"حتى يكون هناك علاج!\". واليوم، يبدو أن قيادة منظمة الصحة العالمية راضية بشعار \"حتى يكون هناك علاج دوائي طويل الأمد لكل شخص، في ظل غياب استراتيجية للوقاية!\". ويسود شعور خطير في المؤسسات المعنية بمكافحة مرض الإيدز، التي تطالب بوقف كل خطط التمويل لبرامج الوقاية وأبحاث أمصال مرض الإيدز، وتحويل هذه الأموال إلى توسيع علاج فيروس الإيدز. \r\n \r\n ومن المفهوم أن الأطفال الذين سوف يولدون ويكبرون في عام 2021، أي بعد 40 عاما من اكتشاف هذا الفيروس سوف يشعرون بعدم الإمتنان تجاه قادة الوقت الحالي بسبب عدم التركيز على إجراءات الوقاية من هذا الفيروس الذي ينتشر بشكل واسع. وإذا نظرنا إلى نموذج علاج فيروس الإيدز في الوقت الحالي على أنه خطوة انتقالية، تتمثل في الإبقاء على حياة الأشخاص والعلاج واكتشاف الأمصال، فإن تمويل هذه الخطوات وتوسيعها يعطي شعورا بأن هذا الأمر لا يمثل إلتزاماً أخلاقياً فقط ولكنه يعتبر مسألة عملية للإقتصاد والسياسة الخارجية، إذا كان هناك إلتزاماً واسعاً بالتوصل إلى أبحاث لكل من أمصال وعلاج فيروس الإيدز وتعزيزها لعدة سنوات قادمة. (وحتى جماعة الضغط المتعلقة بمرض السرطان تعترف بالحاجة إلى التوصل لعلاج للأورام والأبحاث العلاجية الجارية). \r\n \r\n ولا يسعني إلا أن أقول بأن الأخبار الواردة من جبهة أبحاث مرض الإيدز غير أخلاقية. وقد فشلت كل المحاولات لتمويل أمصال الإيدز جميعاً في الشهور الأخيرة وتوقفت بفعل المخاوف الخطيرة المتعلقة بقضية السلامة. وقد حققت محاولات مبيد الميكروبات المهبلية إخفاقاً وتدهوراً كبيراً، في ظل مساهمة المركبات بالفعل في زيادة إمكانية إصابة النساء بهذه العدوى. \r\n \r\n وبالنسبة لطرق \"العلاج\" .... لم يذكر أي مسئول بارز مشارك في أبحاث علاج فيروس الإيدز بشكل علني كلمة \"العلاج\" منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي. وتركز معظم مشاريع البحث لفيروس الإيدز والتي تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات على تحسين نموذج العلاج الموجود بالفعل والبحث عن عقاقير جديدة من أجل الإضافة إلى التشكيلات القائمة. ولن تزيد التكلفة العالمية لهذه الممارسة العلاجية الضخمة بشكل قاس. \r\n \r\n \r\n وكانت جهات طبية قد حذرت من أنه مع تطبيق خطة الطوارئ لإنقاذ مرضى الإيدز، تكون الولاياتالمتحدة قد أنشأت بطريقة غير ذكية برنامج علاج الإيدز الأميركي التمويل الذي يتكلف حالياً حوالي 2 مليار دولار سنوياً، وقد يزيد إلى ما يقرب من 12 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2016، وهو ما يتجاوز نصف ما أنفقته الولاياتالمتحدة على إجمالي مساعدات التنمية الخارجية في عام 2006. وسوف يستمر برنامج علاج الإيدز في النمو لكي يعصر الإنفاق على إجراءات الوقاية من فيروس الإيدز أو على احتياجات التنمية الحساسة الأخرى. \r\n \r\n وفي نفس الوقت، بحلول عام 2016، يمكن أن يجد الأميركيون أنفسهم ملوا من الكرم. وإذا لم نتمكن من العثور على طريقة لإصلاح نظام الرعاية الصحية الأميركي، من المحتمل أن يكون لدينا وقتها أكثر من 80 مليون شخص بدون رعاية صحية، من بينهم الأشخاص الذين يعانون من فيروس الإيدز، وسوف تلتهم التكاليف الطبية 1 دولار من أصل كل 4 دولارات لإجمالي الناتج المحلي الأميركي. وسوف نزيد الدين الوطني بمليارات الدولارات في ظل دخولنا في صراع مع كل شيء بداية من تغير المناخ العالمي مروراً إلى التباين الكارثي في الوصول إلى الغذاء والطاقة والمياه. وتحتاج أحلامنا بالفعل إلى أن نكون واقعيين. \r\n \r\n لوري جاريت* \r\n * عضو بارز في منظمة الصحة العالمية ومجلس العلاقات الخارجية الأميركي. \r\n خدمة إنترناشيونال هيرالد تريبيون، خاص ب (الوطن)