\r\n فقد قرر رئيس الوزراء السابق نواز شريف سحب وزرائه من الحكومة وذلك بسبب الخلاف القائم مع منافسه اصف علي زرداري حول متى وكيف يمكن اعادة عشرات القضاة الذين سبق وان أنهيت خدماتهم من قبل رئيس البلاد مشرف. \r\n \r\n كان الجهاز القضائي في قلب معمعة العمل السياسي الباكستاني منذ عام فخلال الفترة التي كان فيها الجنرال مشرف يمارس اوج سلطاته الدكتاتورية، اقدم على إقالة 57 قاضيا منهم كبير القضاة في المحكمة العليا. ما دفع مشرف إلى ذلك هو خوفه من ان تحكم المحكمة العليا ببطلان اعادة انتخابه من قبل برلمان يمكن ان يوصف بأنه كان منتهي الصلاحية. \r\n \r\n سيطر الحزبان الكبيران اللذان يقودهما زرداري ونواز شريف على البرلمان في فبراير، ووعدا باعادة القضاة إلى وظائفهم بسرعة، ولكنهما لم يتفقا على الكيفية التي يمكن ان يتحقق بها هذا الأمر. \r\n \r\n فنواز شريف الذي سبق لمشرف ان اطاح به يريد اعادة القضاة المفصولين إلى مناصبهم فورا على امل ان يساهم وجودهم في الجهاز القضائي في تسريع الاطاحة بالجنرال السابق. \r\n \r\n زرداري يبدو راغبا في عقد صفقة مع مشرف كما كان عليه حال زوجته الراحلة بناظير بوتو فهو يريد ان يتم اعادة القضاة من خلال قانون يصدره البرلمان على ان يكون ذلك مصحوبا بإصلاحات قضائية، وهي عملية تستغرق الكثير من الوقت «ربما اشهرا» ان التنافس الشخصي بين الرجلين زاد الامور تعقيدات. \r\n \r\n حزب زرداري هو الاكبر في الائتلاف الحاكم، وسيخسر الكثير اذا نجح شريف في الاطاحة بمشرف وهناك شكوك حول مساع تبذلها ادارة بوش لحماية الجنرال السابق ولو على الأقل لفترة قصيرة. ان باكستان بحاجة لأن يعاد قضاتها إلى مناصبهم بسرعة ولكنها في نفس الوقت بحاجة لأن يستمر هذا الائتلاف سليما ومتماسكا. \r\n \r\n يتوجب الآن على القادة السياسيين ان يسعوا للتوصل إلى حلول وسط كون ذلك يصب في صالحهم وفي صالح البلاد ككل. \r\n \r\n ان إعادة القضاة إلى مناصبهم امر لابد منه وادخال اصلاحات قضائية هو ايضا على درجة كبيرة من الاهمية واتمام هذين الامرين سيساعد في سرعة البت في مستقبل مشرف. \r\n \r\n ان الحل الممكن يتمثل في اجراء انتخابات اخرى، وهي انتخابات سيخسرها مشرف بسبب كراهية الشعب له ولنظامه ولكل من وقف إلى جانبه. \r\n \r\n على الولاياتالمتحدة ان توضح بجلاء ان هدفها ليس إبقاء مشرف في منصبه، بل تمكين الحكومة المدنية من البقاء والانطلاق في اعمالها من أجل اصلاح ما سبق تخريبه، ووضع البلاد مجددا على طريق الرفاه والازدهار. \r\n \r\n ان لدى الحكومة الجديدة الكثير من المشاكل التي يتوجب عليها معالجتها ويأتي على رأسها ارتفاع اسعار المواد الغذائية وازدياد الأزمة الاقتصادية استفحالا. \r\n \r\n هناك بعض العلامات المشجعة فقد ذكر شريف أن حزبه سيستمر في دعم الحكومة، كما ان الجيش ملتزم بوعوده حتى الآن في عدم التدخل في الشأن السياسي. \r\n \r\n ان على زرداري وشريف ان يتذكرا ان المستفيد الاول من انهيار الائتلاف الحاكم هو الرجل الذي يحاولان تهميشه وهو الرئيس برويز مشرف.