فقد صرح روب ديفيز نائب وزير التجارة والصناعة في أفريقيا الجنوبية، أن أوروبا خائفة من فقدان قدمها في أفريقيا وتريد تفادى ذلك بأي ثمن. \r\n \r\n وأكد أنه ينبغي على دول أفريقية أن تركز على توثيق علاقاتها التجارية مع القوى الاقتصادية الناشئة كالصين والهند، بدلا من الالتفات إلى الاتحاد الأوروبي كأهم شريك تجارى لها. \r\n \r\n وذكر في اجتماع للشبكة الأفريقية للتجارة، المكونة من منظمات غير حكومية من كافة أنحاء القارة، بأن \"التجارة بين أفريقيا وآسيا نمت بصورة ضخمة في السنوات الأخيرة فيما انخفضت مع أوروبا\". \r\n \r\n وشرح في هذا الاجتماع المخصص لاستعراض \"اتفاقيات الشراكة الاقتصادية\" التي تضغط أوروبا لتوقيعها مع أفريقيا أن \"الصين والهند بفضل تصنيعهما، تقدمان للبلدان النامية أسعارا أعلى مقابل الموارد الطبيعية، ولا تجبرانا على خفض رسومنا الجمركية، على عكس أوروبا\". \r\n \r\n وأضاف \"علينا أن نواصل التركيز على هذه العلاقات لأهميتها بالنسبة لاقتصادينا. فالهند والصين كدولتين ناميتين، تتيحان للبلدان النامية اتفاقيات أفضل من الخيارات التي يطرحها \"الأسياد المستعمرون\" القدماء\". \r\n \r\n وحسب الاتحاد الأوروبي، فان اتفاقيات الشراكة الاقتصادية هذه هي أدوات تنمية صممت لمساعدة دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي (79 دولة) على الاندماج في الاقتصاديات العالمية ودفع عجلة تنميتها المستدامة وتقليص الفقر. \r\n \r\n لكن \"هناك ثغرة هائلة بين ما تقوله أوروبا والوضع الحقيقي\" وفقا لتأكيدات نائب وزير التجارة في حكومة أفريقيا الجنوبية في هذا الاجتماع الذي شارك فيه مسئولون حكوميون عن التجارة ومنظمات غير حكومية عالمية. \r\n \r\n \"بروكسل (المفوضية الأوروبية) تزعم أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية هذه سوف تحفز الاندماج والتنمية في المنطقة وليس لديها نوايا تجارية من ورائها. هذا ليس صحيحا. أولا لأنها قسمت أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي إلى ست فئات وهذا لا يساعد على الوحدة\". \r\n \r\n \"أضف إلى ذلك أنه داخل كل فئة، وقعت بعض الدول بالأحرف الأولى على اتفاقيات شراكة اقتصادية داخلية، بينما رفضها البعض الآخر، وهذا بدوره لا يساهم في وحدة كل من هذه المناطق\". \r\n \r\n هذا وتبرز التهديدات التي وجهها الاتحاد الأوروبي لدول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي للتوقيع على اتفاقيات الشراكة ضمن كبرى الاعتراضات على اتفاقيات الشراكة. وناميبيا مثال على هذا. \r\n \r\n فاستطرد ديفيز شارحا \"ناميبيا وقعت وسط الاحتجاجات. لفقد مارست بروكسل كمية هائلة من الضغوط عليها\". \"لو رفضت ناميبيا عرض الاتحاد الأوروبي، لعانى قطاع اللحوم الأوروبي الذي يلعب دورا رئيسيا في اقتصاديات التصدير الأوروبية، من ضربة كبرى جراء رفع الرسوم الجمركية\". \r\n \r\n يضاف إلى ما سبق أن بند \"عدم التمييز\" أو \"الدولة الأكثر تفضيلا\" يعنى أن الدول الموقعة على اتفاقيات الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، لا يسمح لها بالتفرقة بين الدول الأوروبية وغيرها من دول العالم. \r\n \r\n \"فحسب هذا البند، لا يجوز أن تتجاوز الرسوم المطبقة على منتجات الاتحاد الأوروبي تلك التي تطبق على السلع الواردة من بلدان نامية. وبالتالي، يحظر تمنع حصول البلدان النامية على أي ميزة لتصدير سلعها إلى غيرها من الدول النامية\". \r\n \r\n وأخيرا، يذكر أنه على الرغم من هذه الاعتراضات وغيرها، وقعت 31 دولة بالأحرف الأولى على اتفاقيات الشراكة هذه، وهو ما يمهد الطريق لاتفاقيات كاملة تشمل الخدمات والتجارة. (آي بي إس / 2008)