ولم يتبن طرف أميركي مسؤولية عن غارة 28 كانون الثاني (يناير)، في قرية خوشحالي توريخيل قرب بلدة مير علي، شمال وزيرستان. وتناقلت وكالات الانباء خبر مقتل 13 شخصاً، معظمهم من العرب، أو من الأزبك الموالين ل «القاعدة» و «طالبان»، وليس بينهم مدنيون. وهذا ذريعة جديدة يسع الولاياتالمتحدة التذرع بها الى حمل باكستان على إجازة عمليات أميركية في أراضيها، في مناطق مثل شمال وزيرستان وجنوبها. وهذا يقود الى الإقرار بأن قادة «القاعدة» المطلوبين يختبئون في باكستان، وأن العثور عليهم أيسر اذا تحرى عنهم الجنود الأميركيون والباكستانيون معاً. والحق أن الأميركيين على يقين من قيادات «القاعدة» الأولى، وعلى رأسها اسامة بن لادن وأيمن الظواهري، يقيمون في واحدة من مديريتي وزيرستان الشمالية أو الجنوبية، ولو من غير دليل قوي على هذا. \r\n \r\n والقول ان في مقدور الجيش الأميركي القيام بما يقوم به الجيش الباكستاني في مناطق وزيرستان القبلية الوعرة، وهي توصد بابها بوجه الأجانب، على وجه أفضل من الجيش الوطني، مسألة فيها نظر. ويثير الجنود الأميركيون المشاركون في العمليات المشاعر الوطنية في أوساط غير معادية للولايات المتحدة، ولا تؤيد المسلحين القبليين. ولا ريب في أن دخول الجنود هؤلاء مناطق باكستانية قد يقوّض الجهود الأميركية في سبيل استمالة الناس في العالم الإسلامي، قد يكون عاملاً قوياً في تطوع المسلحين والانتحاريين. \r\n \r\n وعلى الرئيس مشرف ان يدرك ان ظاهرة انتشار المسلحين تنتقل الى مناطق كانت آمنة، بدل احتوائها. وخسر الجيش الباكستاني في هذه الحرب أكثر من 1100 جندي. وهذا العدد يفوق خسائر الولاياتالمتحدة، وحلف الناتو، في الحرب بافغانستان طوال الاعوام الستة الماضية. ويلاحظ ان السلطات الباكستانية كفت عن الاحتجاج على الغارات الأميركية، وتتبنى مسؤولية العمليات التي تتولاها واشنطن داخل الاراضي الباكستانية، على رغم ان غالبية السكان ينسبونها الى الولاياتالمتحدة. والأرجح أن تواصل القوات الأميركية قصف الأراضي الباكستانية طالما بقي جنودها في الأراضي الأفغانية، وطالما لم يحسم النصر على «القاعدة» و «طالبان». ومعنى هذا توقع مدة طويلة من الاضطراب والعنف على حدودنا، وربما في بقية الأراضي الباكستانية. \r\n \r\n \r\n (مدير تحرير الصحيفة في بيشاور) \r\n \r\n \r\n عن «نيوز انترناشونال» الباكستانية،