\r\n منذ فجر جمهوريتنا, والامريكيون يؤمنون ان امتنا خلقت لهدف. وكما قال اليكسندر هاملتون, »نحن شعب ذو اقدار عظيمة«. فمن الثورة الامريكية حتى الحرب الباردة, ادرك الامريكيون ان واجبهم يتمثل في خدمة قضية اكبر من المصلحة الذاتية, والمحافظة على الايمان بالمبادىء الخالدة والكونية »لاعلان الاستقلال«. فبتجاوز الاخطار المهددة لبقاء امتنا ونمط حياتنا, وباغتنام الفرص الكبيرة للتاريخ, غيّر الامريكيون العالم. \r\n \r\n واليوم, هذا هو دور الجيل الحالي لاستعادة ايمان العالم بامتنا وبمبادئنا, ولتجديدها. وقد قال الرئيس هاري ترومان, ذات مرة, عن امريكا, »ان الله خلقنا, واوصلنا الى مكانتنا الراهنة من القوة والمنعة لهدف ما عظيم«. وكان الهدف العظيم في زمانه يتمثل في بناء هياكل السلام والازدهار التي وفرت الطريق الآمن خلال الحرب الباردة. اما في وجه الاخطار والفرص الجديدة, فيترتب على الرئيس المقبل اهمية اقامة سلام عالمي دائم على اسس من الحرية, والامن, واتاحة الفرص, والازدهار, والامل. \r\n \r\n فامريكا بحاجة الى رئيس قادر على احياء هدف بلادنا ومكانتها في العالم, وهزيمة الخصوم الارهابيين المهددين للحرية في الداخل والخارج, واقامة سلام وطيد. وهذا يتطلب عملا كبيرا. فقد كانت حربانا في العراق وافغانستان باهظتي الكلفة بالدماء والاموال, وبدرجات ادنى في جوانب اخرى ايضا. فعلى رئيسنا المقبل ان يحشد دول العالم حول القضايا المشتركة, لان امريكا هي الوحيدة القادرة على ذلك. ولن يكون هناك متسع من الوقت للتدرب اثناء القيام بالوظيفة. ذلك انه مع الاخذ بالاعتبار للاخطار الراهنة, فليس بمقدور بلادنا تحمل حالات الانقباض والانحراف والعجز التي اعقبت حرب فيتنام. وينبغي على الرئيس المقبل ان يكون مهيأ لقيادة امريكا والعالم الى النصر, واغتنام الفرص التي وفرتها الحرية والازدهار غير المسبوقين في عالم اليوم, لاقامة سلام يستتب قرنا من الزمان. \r\n \r\n كسب الحرب على الارهاب: \r\n \r\n يعتبر ايقاع الهزيمة بالمتطرفين الاسلاميين التحدي الماثل لامننا القومي في عصرنا. والعراق هو الجبهة الرئيسية المركزية لهذه الحرب, وفقا لرؤىة قائدنا الميداني الجنرال ديفيد بيترايوس, وحسب ما يقوله اعداؤنا, بمن فيهم قيادة »القاعدة«. وتبين السنوات الاخيرة من سوء الادارة والفشل في العراق, ان على امريكا الا تخوض حربا الا بعدد كاف من القوات, وبخطة واقعية وشاملة للنجاح. ولم يكن هذا ما فعلناه في العراق, فدفعت بلادنا والشعب العراقي ثمنا غاليا. ولم تتبن الولاياتالمتحدة استراتيجية للتصدي للمقاومة, مدعومة بزيادة عدد القوات, الا بعد اربع سنوات من النزاع. لكن تلك الاستراتيجية ستمنحنا فرصة حقيقية للنجاح. ليس بمقدورنا استعادة تلك السنوات; ويتمثل العمل الوحيد المسؤول اليوم, امام اي مرشح للرئاسة, في التطلع الى الامام, وتحديد الوضع الاستراتيجي في العراق, الذي من شأنه حماية المصالح القومية للولايات المتحدة وما دمنا نستطيع تحقيق النجاح في العراق - وانا اؤمن بذلك - فيجب ان ننجح. اما عواقب الفشل في ذلك فستكون وخيمة, وتتمثل في خسارة تاريخية على ايدي متطرفين اسلاميين سيصدّقون - بعد هزيمتهم للاتحاد السوفييتي في افغانستان وللولايات المتحدة في العراق - ان العالم يسير كما يشاءون, وان كل شيء ممكن; وفي فشل دولة في قلب الشرق الاوسط توفر ملاذا للارهابيين; وفي حرب اهلية ما تفتأ ان تتطور بسرعة الى ابادة او نزاع اقليميين; وفي نهاية حاسمة لافاق قيام ديمقراطية عصرية في العراق, صوتت لها الغالبية الساحقة من العراقيين اكثر من مرة; وفي دعوة ايران للهيمنة على العراق والمنطقة حتى بأوسع مما هي عليه. \r\n \r\n وسواء اقترب النصر ام بَعُد في غضون الاشهر المقبلة, فمن الواضح ان موضوع العراق سيشكل قضية مركزية للرئيس الامريكي المقبل. اذ وعد المرشحون الديمقراطيون بسحب القوات الامريكية »وانهاء الحرب« بأمر, وبصرف النظر عن العواقب. ان اتخاذ مثل هذا القرار, استنادا الى الرياح السياسية الداخلية, بدلا من الحقائق القائمة على الساحة, انما هو استدراج للكارثة. فالحرب على العراق لا يمكن العزوف عنها, وانه لحساب خاطىء ذو خطورة تاريخية كبيرة الاعتقاد ان عواقب الفشل هناك ستنحصر مسؤوليتها في ادارة واحدة او حزب واحد. فهذه حرب امريكية, ونتائجها ستطال كل مواطن فينا لسنوات عديدة مقبلة. ولهذا ادعم جهودنا المتواصلة لاحراز النصر في العراق. ولهذا ايضا اعارض استراتيجية انسحاب استباقي لا تتضمن »خطة ب« في اعقاب فشلها المحتوم, والمشاكل التي تترتب عليها. \r\n \r\n وما يحدث في العراق سيؤثر في افغانستان. فقد تحقق تقدم في افغانستان, حيث عاد مليونا لاجىء الى ديارهم, وتحسنت الاوضاع والخدمات الاجتماعية للمواطنين الافغان على نحو ملموس, واجريت انتخابات تاريخية فيه عام 2004 . ومع ذلك, فان عودة ظهور »طالبان« مؤخرا, تهدد باعادة افغانستان وقلبها الى الدور الذي ادته قبل 11 ايلول, كملاذ للارهابيين بامتداد عالمي. لذا ينبغي على التزامنا حيال افغانستان ان يتضمن زيادة في عدد قوات »الناتو« هناك, وتعليق القيود الموهنة الخاصة بكيف ومتى تستطيع هذه القوات خوض القتال, وتوسيع »الجيش الوطني الافغاني« وتدريبه وتجهيزه, من خلال مشاركة بعيدة المدى مع »الناتو«, بغاية رفع مستوى مهنيته والتعدد العرقي فيه, ونشر المزيد من المدربين الاجانب لقوات الشرطة بشكل كبير. كما على هذا الالتزام معالجة العيوب والنواقص السياسية الحالية في الاصلاح القضائي, واعادة الاعمار, والادارة, والجهود المتعلقة بمحاربة الفساد. \r\n \r\n ان النجاح في افغانستان امر بالغ الاهمية لوقف انشطة »القاعدة«, لكنه في الباكستان المجاورة على الدرجة ذاتها من الحيوية. فعلينا مواصلة العمل مع الرئيس برويز مشرف لحل الخلايا وتفكيك المعسكرات التي تحتفظ بها »طالبان« و»القاعدة« في الباكستان. فما تزال هاتان الحركتان تحتميان داخل هذا البلد, وعملية »تطليب« المجتمع الباكستاني تسير قدما. فعلى الولاياتالمتحدة مساعدة الباكستان لمقاومة قوات التطرف بالتعهد بالتزامات طويلة الاجل تجاه هذا البلد. وهذا يعني تعزيز مقدرة الباكستان على الفعل ضد الملاذات الآمنة للمسلحين, وانتظام الابناء في المدارس خارج »مدارس« المتطرفين, ودعم المعتدلين الباكستانيين. \r\n \r\n على ان جهودنا المعادية للارهاب لا يمكن لها ان تقتصر على الجماعات التي لا تنتمي الى دول وتعمل في ملاذات آمنة. فايران, التي تشكل اكبر دولة في العالم لرعاية الارهاب, تواصل سعيها الحثيث لامتلاك الاسلحة النووية وطرائق ايصالها. واذ ترى الى ذاتها محمية بترسانة نووية, فستكون حتى اقوى رغبة ومقدرة على رعاية هجمات ارهابية ضد اي عدو منظور, بما فيه الولاياتالمتحدة واسرائيل, او حتى ايصال مواد نووية الى احدى الشبكات الارهابية لحلفائها. فينبغي على الرئيس المقبل التصدي المباشر لهذا الخطر, وان يبدأ هذا الجهد بعقوبات سياسية واقتصادية اشد قسوة وصرامة. فان كانت الاممالمتحدة راغبة عن الفعل, فعلى الولاياتالمتحدة قيادة مجموعة من البلدان تحمل التفكير المماثل, لفرض عقوبات ناجعة متعددة الاطراف, كفرض القيود على الصادرات من البنزين المصفى, خارج اطار الاممالمتحدة. كما يتوجب على امريكا وشركائها خصخصة جهود فرض العقوبات ايضا, بدعم حملة عدم الاستثمار في ايران, بغاية عزل نظام طهران واسقاط شرعيته, وهو النظام الذي تلقى سياساته فعلا معارضة من العديد من المواطنين الايرانيين. واما بالنسبة للعمل العسكري, وبالرغم من انه ليس بالخيار المفضل, فلا بد ان يبقى على جدول الاعمال. اذ على حكومة طهران ان تفهم بانها لا تستطيع كسب حسم النزاع مع العالم. \r\n \r\n وفي الوقت ذاته, وفي ضوء التهديدات المتزايدة لاسرائيل - من ايران وحزب الله وحماس وغيرهم - على الرئيس الامريكي المقبل ان يواصل الدعم الامريكي الثابت لاسرائيل, بما في ذلك تزويدها بالمعدات والتقنيات العسكرية اللازمة, وضمان احتفاظ اسرائيل بتفوقها العسكري النوعي. كما لا بد للسعي المراوغ منذ زمن طويل لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ان يظل ذا اولية. لكن الهدف يجب ان يكون سلاما حقيقيا, وبالتالي يجب عزل حماس, حتى في الوقت الذي تكثف فيه الولاياتالمتحدة التزامها بايجاد تسوية دائمة. \r\n \r\n ان الحاق الهزيمة بالارهابيين الذين هددوا امريكا بالخطر فعلا امر حيوي, وعلى القدر ذاته من الحيوية والاهمية, الحيلولة دون التحاق جيل جديد منهم بالصراع. وسأوظف كرئيس كل الادوات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والقانونية والايديولوجية المتوافرة لدينا, لمساعدة المسلمين المعتدلين, مثل اصحاب حملات تأييد حقوق المرأة, والقادة العماليين, والمحامين, والصحافيين, والمعلمين, والائمة المتسامحين, وغيرهم كثيرين, الذين يعارضون حملات تمويل التطرف الذي يقسم المجتمعات الاسلامية اشتاتا. وستقوم ادارتي وشركاؤها بمساعدة الدول الاسلامية الصديقة على اقامة دعائم المجتمعات المنفتحة والمتسامحة. كما سننمّي ثقافة الامل والفرص الاقتصادية, عن طريق انشاء منطقة للتجارة الحرة من المغرب حتى افغانستان, تكون مفتوحة لجميع من لا يرعى الارهاب. \r\n