\r\n ويناقش مسؤولون إسرائيليون الآثار المحتملة لتفجر آثار هذه المسألة في الشرق الأوسط وخارجه. إلا أن المخاطر المحتملة لا تتهدد فقط العلاقات الإسرائيلية المتوترة أصلا مع سوريا، التي آثرت حتى الآن الامتناع عن الرد على إسرائيل، وإنما تتهدد أيضا قضايا أخرى مثل المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ومصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والنفوذ الغربي على الرئيس السوري بشار الأسد، والتسوية النووية الهشة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية، التي يعتقد أنها ساعدت في المنشأة النووية السرية. \r\n \r\n بالنسبة لحكومة إيهود اولمرت، كان قرار التكتم على أخبار الضربة الإسرائيلية في سبتمبر الماضي، بما في ذلك الرقابة العسكرية على الصحافة الإسرائيلية، واضحا ومباشرا. فنشر خبر الضربة الناجحة على نطاق واسع كان سيؤدي إلى إدانات عالمية لإسرائيل وربما دفع بشار الأسد على شن هجوم على مرتفعات الجولان، أو شن هجوم صاروخي على تل أبيب. والآن، بعد مرور شهرين على الهجوم الإسرائيلي لم يتغير الكثير. فباراك وأولمرت لا يزالان يشعران بقلق إزاء رد فعل عسكري سوري. كما أنهما لمّحا، إلى جانب عدد من مسؤولين إسرائيليين آخرين، إلى احتمال إجراء مفاوضات سياسية مع دمشق. يضاف إلى ذلك أن اولمرت يعلم أن الإفصاح الكامل على تفاصيل ربما يؤدي إلى إفشال لقاء السلام الإسرائيلي الفلسطيني في أنابوليس الذي تأمل وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، في عقده خلال الشهر الجاري. ضمن المشاكل الأخرى. من ضمن المشاكل الأخرى احتمال إلغاء الدول العربية، التي يأمل كل من اولمرت ورايس في مشاركتها في أنابوليس، إذا اضطرت هذه الدول إلى إبداء رد فعل تجاه الهجوم الإسرائيلي الذي ظلت تتجاهله حتى الآن. \r\n \r\n إلا أن الضغوط تتزايد حاليا بغرض إصدار تقرير رسمي بتفاصيل ما حدث. وتعتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء تحقيق بشأن المفاعل النووي المزعوم، واطلع خبراء الوكالة على الصور الجوية وطلبوا معلومات من مسؤولين اميركيين. ومن الناحية النظرية، من المحتمل أن يزيد تحقيق الوكالة من أثر الضربة على بشار الأسد بحمله على توضيح ما إذا كانت سوريا قد خرقت تعهداتها بموجب اتفاقية الحد من التسلح النووي. \r\n \r\n بعض أعضاء إدارة بوش يشعرون بخيبة أمل بسبب ما يعتبرونه عنادا من جانب وزيرة الخارجية، لعدم ربطها بين المنشأة التي اكتشفت في سوريا، والمحادثات مع كوريا الشمالية حول نزع السلاح النووي. وكان كريستوفر هيل، مساعد كوندوليزا رايس في ملف كوريا الشمالية، قد قال أمام الكونغرس الشهر الماضي إنه طلب من بيونغ يانغ الكشف عن أي تعاون لها مع سوريا، كجزء من تقرير كامل وعدت كوريا الشمالية بإعداده حول أسلحتها النووية. إذا أجابت بيونغ يانغ على الأسئلة المطروحة عليها، فإنها ستكون قد كشفت عن نوايا سوريا. ولكن ماذا إذا كذبت؟ ستتزايد الضغوط في هذه الحالة على إدارة بوش لكشف ما تعرفه حول الغارة الإسرائيلية، ليبقى صمت هذه الأطراف مجتمعة لغزا يحتاج ربما الى وقت كبير لكشفه. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» \r\n \r\n خاص ب«الشرق الأوسط» \r\n