ورغم سيطرتهم على الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الا ان محاولات الديموقراطيين لدفع الادارة لتحديد جدول زمني ملزم لسحب القوات من العراق باءت بالفشل. \r\n \r\n ولكن يجب على الديموقراطيين رص صفوفهم من جديد بعد اخفاقهم في اب/اغسطس ومطلع ايلول/سبتمبر امام البيت الابيض، وبعد الشهادة التي ادلى بها الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق الاسبوع الماضي وقال فيها ان استراتيجية زيادة عديد القوات الاميركية في العراق حققت نجاحا. \r\n \r\n ويبدو ان زعماء الديموقراطيين تخلوا عن محاولتهم اجبار الرئيس بوش على القبول بجدول زمني ملزم لسحب القوات الاميركية من العراق العام المقبل. \r\n \r\n وبدلا من ذلك فقد يلجأ الديموقراطيون الى الاكتفاء بالمطالبة بسحب عدد من الجنود مطلع العام المقبل او ترك الموعد النهائي للانسحاب مفتوحا، حسب مصادر في مجلس الشيوخ. \r\n \r\n وتعهد بعض الديموقراطيين خاصة مرشح الرئاسة لعام 2008 السناتور باراك اوباما والسناتور الليبرالي روس فاينغولد بمواصلة السعي من اجل تحديد موعد زمني ملزم لانسحاب القوات من العراق مما يشير الى احتمال حدوث خلاف حول هذه المسالة داخل الحزب الديموقراطي. \r\n \r\n وفي العديد من الخطط التي يجري بحثها خلف ابواب مغلقة في الكونغرس، يعتزم الديموقراطيون شن هجوم خلفي يستهدف سلطات بوش في مجال الحرب حسب مصادر في الكونغرس. \r\n \r\n وطبقا لاجندة الديموقراطيين فقد كان من المقرر ان يكون ايلول/سبتمبر هو الشهر الذي يتواصل فيه الضغط على اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للحصول على تاييدهم لاتخاذ اجراء يزعزع صفوف المؤيدين الجمهوريين في الكونغرس لسياسة بوش في العراق. \r\n \r\n الا ان حملة العلاقات العامة التي قام بها البيت الابيض اضافة الى شهادة بترايوس والسفير الاميركي في العراق ريان كروكر الاسبوع الماضي سمحت للبيت الابيض بالتحدث عن حدوث تقدم في العراق وزيادة دعم الجمهوريين. \r\n \r\n واصبحت فرص الديموقراطيين في اقناع ثمانية او تسعة من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ضعيفة. \r\n \r\n ويحتاج الديموقراطيون الى هذه الاصوات للوصول الى 60 صوتا في مجلس الشيوخ للتغلب على العراقيل التي يضعها الجمهوريون امامهم في اصدار اي قانون يتعلق بالحرب. \r\n \r\n كما يحتاجون الى اغلبية الثلثين لمنع الرئيس من التصويت بالاعتراض \"الفيتو\" على قراراتهم. \r\n \r\n وصرح السناتور الديموقراطي جوزف بيدن للصحافيين الجمعة ان الديموقراطيين سيبدأون حربا ذات ثلاث جبهات على استراتيجية بوش الاسبوع المقبل. \r\n \r\n فسيحاول الديموقراطيون في البداية اجبار الادارة على سحب القوات من العراق بوتيرة اسرع بكثير مما اعلنه بوش حين قال ان عديد القوات في العراق سينخفض الى 130 الف جندي بمنتصف 2008. \r\n \r\n اما الجزء الثاني من الخطة فيقضي ب\"التعهد المطلق\" بتمويل اية مبادرات من شانها ان تحمي الجنود الاميركيين المنتشرين في بغداد. \r\n \r\n والجزء الثالث والاخير هو ان الديموقراطيين سيضعون خطة باتجاه حل سياسي في العراق، حيث يفضل بيدن اقامة نظام فدرالي غير مركزي بين الشيعة والسنة والاكراد في العراق. \r\n \r\n ولا يزال من غير الواضح ما اذا كان سينجح الديموقراطيون من خلال هذه الخطة في الحصول على الستين صوتا جمهوريا اللازمة. \r\n \r\n وقال بيدن انه لا يتوقع ان تنجح كافة اجزاء الخطة الا انه قال انه يتوقع ان هذه الخطة ستنجح في النهاية الا انه لا يعرف متى. \r\n \r\n ومن المرجح ان يطرح الديموقراطيون للنقاش الاسبوع المقبل تعديلا على مشروع قرار حول الدفاع قدمه السناتور عن ولاية فيرجينيا جيم ويب -المحارب السابق في حرب فيتنام - ينص على ان يمضي الجنود الاميركيون وقتا في بلدهم يساوي الوقت نفسه الذي امضوه في اخر مهمة لهم في الخارج قبل ارسالهم من جديد الى الخارج. \r\n \r\n ومن شان ذلك عمليا ان يخفض عدد الجنود الاميركيين الذين يمكن ارسالهم الى العراق. \r\n \r\n ويشار الى ان البنتاغون تمكن حتى الان من تلبية الطلب على الجنود عن طريق تمديد فترة مهمتهم في الخارج وكذلك خفض فترة تدريبهم قبل ارسالهم في مهمات حسب ما يقول معارضون. \r\n \r\n وفي المرة الاخيرة التي طرحت فيها مسودة القرار للتصويت في مجلس الشيوخ حصل الديموقراطيون على 56 صوتا، وهي اكثر مرة يقتربون فيها من تمرير اي مشروع قرار مناهض للحرب. \r\n \r\n ووصف وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاقتراح بانه \"حسن النية\" لكنه اعتبر ان من شان هذا الاقتراح ان يزيد طول مهمة الوحدات المتواجدة حاليا في العراق، وقد يدفع الى استدعاء اعداد اضافية من الحرس الوطني وقوات الاحتياط والقيام بتعديلات اخرى \"ستضع مزيدا من الضغوط على هذه القوة وتخفف من فعاليتها القتالية\". \r\n \r\n الا ان ويب تعهد بمواصلة مساعيه وقال \"ان التعديل يهدف الى اصلاح ما افسدته سياسات الادارة الاميركية\".