\r\n وفي شهر تموز الماضي, اوقف الجيش تلك الشركة, وهي شركة \"لي دايناميكس انترناشيونال\" عن القيام بأي عمل مع الحكومة. وتبدو القضية الان في صميم فضيحة عقود احتيالية, اضطرت وزير الدفاع روبرت غيتس الى ارسال المفتش العام للتحقيق في الامر. \r\n \r\n وتقول وثائق القضية المحفوظة في المحكمة, ان الاجراء الذي اتخذه الجيش قد استند الى الاشتباه بقيام الشركة بدفع مئات الاف الدولارات لرشوة ضباط عسكريين, بغاية ضمان العقود لبناء وتشغيل وصيانة وحفظ. مستودعات في العراق, تم فيها تخزين الاسلحة والملابس العسكرية والعربات, وغيرها من المواد اللازمة للقوات العراقية, في عامي 2004 و2005 وقد نفى محامي الشركة الاتهامات. \r\n \r\n في كانون الاول ,2006 اطلقت الميجر غلوريا دي فيس النار على نفسها, وهي احد ضباط الجيش المسؤول عن ابرام العقود, ويقول مسؤولون في الحكومة, ان الانتحار وقع بعد ان اعترفت دي فيس امام المحقق العسكري بانها قبلت مبلغ 225.000 دولار على الاقل رشوة من الشركة المذكورة. وقد بدأت الولاياتالمتحدة اجراءات وضع يدها على موجودات الميجر دي فيس المالية, في حين يقف ورثتها للحكومة بالمرصاد. وتعرف الشركة باسم \"امريكان لوجيستكس سيرفيسيس\". \r\n \r\n وظهرت تفاصيل القضية الى النور بسبب تحدي الشركة لقرار الجيش بتاريخ 9 تموز, القاضي بتعليق حصولها على عقود. وهذا ما اضطر الحكومة الى كشف النقاب عن التفاصيل بشكل وثائق قضائية قدمتها للمحكمة, بما فيها افادة من سبع صفحات لاحد ضباط التحقيق. \r\n \r\n اما محامي الشركة, هاويل روجر ريغز, فنفى الاتهامات, وقال ان الشركة استأنفت قرار الجيش مطالبة برفع وقف حصولها على عقود. لكن ريغز اعترف بان الشركة كانت محل تحقيق من وزارة العدل, غير ان الوزارة لم توجه اية اتهامات للشركة او المسؤولين فيها. وقال في مقابلة هاتفية معه, \"ان كل ذلك قد استند فقط على اعلان غير موثق ولا مثبت بدليل, فان ارادوا تقديم حجج وادلة دامغة, واتهامات ثابتة, عند ذلك سيكون لكل حادث حديث\". \r\n \r\n وتعتبر القضية الان جزءا من تحقيق اوسع, اخذ فريق عسكري رفيع المستوى بمراجعة 18.000 عقد قيمتها اكثر من ثلاثة مليارات دولار, قدمها مكتب العمل في الكويت على مدى اربع سنوات. وعلق الجيش حصول 22 شركة وفردا على اعمال حكومية بسبب التحقيق في عقود احتيالية في العراق والكويت وافغانستان, على ذمة الناطق باسم الجيش. ومنع ما مجموعه 18 شركة وفردا, ولاجل محدود, من القيام باعمال حكومية, كما تنتظر سبع شركات اخرى الحرمان منه. \r\n \r\n وتبين اوراق المحكمة ان المحققين توصلوا الى نتيجة ان شركة \"لي داينا ميكس\" قد قدمت رشاوى كبيرة الى العديد من المسؤولين الامريكيين في العراق والكويت. والميجر غلوريا دي فيس مجرد واحدة من هؤلاء. وهناك ضابط اخر غيرها, عُرف في تقرير المحقق العسكري باسم \"بيرسون B\" لانه يتعاون حاليا مع هيئة التحقيق. وتقول اوراق المحكمة انه اعترف بحصوله على 50.000 دولار نقدا, على شكل رشاوى من الشركة. وقال شخصان على علم مباشر بالتحقيق, او بمكتب عقود العمل في العراق, في ذلك الوقت, ان \"بيرسون B\" هو المقدم في الجيش كي فين دي فيس, الذي عمل مع ضابط اخر برز كنقطة مركزية في التحقيق في قضية الاسلحة في العراق. \r\n \r\n كان ذلك الضابط, المقدم العسكري ليوندا جوي سيلف, في قلب الجهود الرامية الى تدعيم قوات الامن العراقية الآخذ في الاتساع في عامي 2004 و2005 وقد عملت بصورة وثيقة مع الجنرال ديفيد بترايوس, الذي كان على رأس تلك المهمة في حينه. ويعمل الجنرال بترايوس الان قائدا للقوات الامريكية في العراق وما من دليل متوافر لدى المحققين يكشف عن اي عمل آثم ارتكبه الجنرال بترايوس. \r\n \r\n وفي مقابلة هاتفية قصيرة, اكدت المقدم ليفوندا سيلف على صلتها بالمقدم ديفيس في العراق, وقالت \"لقد عملت مع المقدم كيفين ديفيس\", مضيفة بانها ستتشاور مع محاميها قبل ان تدلي بمزيد من التصريحات. ولم ترد على رسائل تالية بعثت اليها. \r\n \r\n وقالت امرأة, عرفت نفسها بزوجة كيفين ديفيس, في حديث على الهاتف, بانه كان خارج المدينة, وبالتالي لم يتم الحصول على تعليق منه. مضيفة بانه التحق بالعمل مع شركة \"لي دايناميكس\" بعد تقاعده من الجيش. ولا يعتقد بان لا صلة بغلوريا ديفيس. \r\n \r\n ومع انتشار القضية, يبحث المحققون في امكانية ان تكون مرتبطة لما ظهر سابقا كفضيحة فساد كبرى منفصلة. ففي الفترة الاخيرة, ادين الميجر جون كوكرهام, احد ضباط ابرام العقود السابق في الكويت, وزوجته وشقيقته بتهم قبول رشاوى وصلت قيمتها الى 9.6 ملايين دولار, لقاء عقود مع وزارة الدفاع, وذلك في وثائق مثبتة لدى المحكمة تقول ان الميجر ديفيس عمل ايضا كضابط عقود في معسكر \"عرفجان\" في الكويت, من عام 2003 حتى عام ,2004 واكسب شركة لوجيستكس والشركات التابعة لها عقودا بملايين الدولارات الامر الذي يثير التساؤل عن العلاقة بين القضيتين. \r\n \r\n وتبدو شركة \"لي دايناميكس\" رمزا لعشرات الشركات التي تشكلت منذ سقوط النظام العراقي, التي افادت من مليارات الدولارات من عقود توفير الالبسة والاغذية والاسلحة للقوات الامريكية في الكويت, ولتدعيم قوات الامن في العراق. وحسب افادة لاري مورلاند, في 9 تموز, وهو عميل مخابرات في \"قيادة التحقيق الجنائي العسكرية\", فان مؤسس الشركة, جورج لي, وشخصا اخر لم يذكر اسمه, شكلا شركة \"امريكان لوجيستكس سيرفيسيس\", ومقرها الكويت, لتوفير الدعم اللوجيستي للقوات الامريكية. \r\n \r\n وفي عام ,2004 منحت هذه الشركة 11.7 مليون دولار, هي قيمة عقود لبناء وتشغيل وصيانة عدد من المستودعات في العراق. وتؤكد اوراق المحكمة بانه نتيجة للرشاوى, حصلت الشركة بطرق غير مشروعة على معلومات مسبقة عن العقود. \r\n \r\n وفي ايار ,2005 قالت وثائق المحكمة ان لي وابنه جوستين حولا الموجودات والعقود الى شركة لي دايناميكس, كما تجدد عقد صيانة المستودعات في تموز ,2007 بالرغم من عدم سبر غور ادائها, كما قال المسؤولان الامريكيان اللذان كانا في العراق في حينه. \r\n \r\n ففي ذلك الشهر, وبعد انتقال الميجر ديفيس الى البنتاغون, حصلت شركة لي دايناميكس على عقد المستودعات بقيمة 12 مليون دولار. وقبل ارساء العطاء, قالت الميجر ديفيس لجورج لي بان شركته ستحصل على \"تقرير لامع\" في المناقصة, كما ورد في اوراق المحكمة في قضية الحكومة لوضع يدها على موجودات الميجر ديفيس. \r\n \r\n وبين شهر آب 2005 ونيسان ,2006 حولت الشركة اكثر من 220.900 دولار, في ثلاثة ايداعات منفصلة, لحسابات مصرفية تشرف عليها الميجر ديفيس, وفقا لاوراق المحكمة. \r\n \r\n وحسب الموقع الالكتروني لشركة لي دايناميكس, فان مستودعاتها في: تاجي وام قصر والرمادي والموصل وتكريت, وجميعها في العراق, \"حصلت واودعت وتصرفت بما قيمته اكثر من مليار دولار, لقاء مواد ومعدات طلبت لاعادة اعمار العراق\".0 \r\n