\r\n \r\n إن جون إدواردز وباراك أوباما لن يأخذا أموالا من جماعة ضغط؛ بينما ستأخذ هيلاري كلينتون. وجون إدواردز الذي يستقطب الانتباه في الانتخابات الأولية للحزب قال بما لم يقله أحد غيره. فهو يدعو كل الديمقراطيين لرفض الإسهامات المالية من جماعات الضغط، ويدعو أوباما إلى الانضمام إليه في تلك الدعوة. \r\n فقد أعلن إدواردز في تجمع \"يرلي كوس\" قائلا: لا لأي سنتٍ من جماعة ضغط في واشنطن. إن أموالهم ليست جيدة لنا. \r\n وبالطبع فإن الناس الذين سيكونون أكثر سرورا بهذه المحصلة هم جماعات الضغط، هدف الخطب الرنانة التي لا تكل من أجل أموال الحملات الانتخابية. وبالطبع، فإن ذلك لن يحدث: فالديمقراطيون الذين عادوا إلى القوة والسلطة الجزئية ويستميتون للحفاظ عليها ليسوا على وشك التخلي عن سنت من أي مصدر ( قانوني). \r\n وكما قد تكونوا خمنتم من لهجة وأسلوب كلامي، فأنا لا أعتقد أنه سيهم كثيرا إذا كان الديمقراطيون سيعيشون في العالم الذي من صنع إدواردز الذي لم يأخذ أموالا قط من جماعة ضغط. رمزية لطيفة، ربما، ولكن كيف يستقيم أن يحتقر المرشحون شيكات من جماعات ضغط في نفس الوقت الذي يقبلون فيه إسهامات مادية من الصناعات المختلفة التي تمثلها جماعات الضغط؟ \r\n وإدواردز ليس أقل وصمةًً من الأموال التي يلقاها بطريقة أو بأخرى عن الإسهامات المالية من جماعة ضغط. وأوباما ليس أكثر أخلاقيةً الآن عما كان عندما كان مرشحا غير معروف لمجلس الشيوخ يدعو بجد جماعات الضغط ويسألها مالا مترجيا إياها. \r\n لقد أظهرت هيلاري كلينتون ردة فعلها على هذا، مخبرة المجتمعين في تجمع \"يرلي كوس\" بأن جماعات الضغط تمثل \"الأميركيين الحقيقيين\" أيضا وألم يكونوا متشككين فيها بما يكفي بالفعل؟ وقد بلورت حجتها في الوقت المناسب في مناقشة يوم الأحد بمحطة \"ايه بي سي\"، مشيرةً إلى \"هذا الفارق والتمييز المصطنع الذي يحاول الناس صنعه: قائلة \"لا تأخذوا أموالا من جماعات الضغط، ولكن خذوا أموالا من الناس الذين يستخدمون ويشغلون ويعينون أفراد جماعات الضغط ويعطونهم أوامر التحرك\". \r\n وفي الواقع، فإن مسألة من الذي يأخذ أموالا من جماعات الضغط والمصالح؟ هو السؤال الخطأ في موضوع جوهري مهم. ولكن بدلا من ذلك، فإن الناخبين الذين يهتمون وأنا أعتقد أن الناخبين يجب أن يهتموا لا بد أن يسألوا السؤال التالي: ما تاريخ المرشح فيما يتعلق بإصلاح حملة التمويل وقواعد التكتل والضغط والأخلاقيات وأصول الحكم المنفتح عموما؟ وما مدى شفافية العضو بشأن التمويلات الانتخابية والشخصية؟ وما الخطوات التي سيتخذها المرشح للحد من نفوذ وتأثير المال خلال الحملة الانتخابية الجارية؟ \r\n وحول هذا، هناك اختلافات كاشفة بين المرشحين الرئيسيين الديمقراطيين. \r\n كان إدواردز طرفا في فريق تشريعي يعمل على تمرير قانون تمويل الحملات الانتخابية المقترح من ماكين فينغولد، ولكن التكتل والضغط وحملة الإصلاح لم تكن قريبةً من قمة أجندته في مجلس الشيوخ. \r\n وخلال حملة عام 2004، ألقى إدواردز خطبة مفيدة مبرزا خطته لتقييد تأثير جماعات الضغط. ولكنه، على العكس من المرشحين الديمقراطيين الآخرين، رفض طلباتٍ بكشف هويات مموليه الكبار. وفي هذا الوقت، وبعد حض وحث معتبر، وافق إدواردز على التصريح بأسماء جامعي أمواله وكل جامعي الأموال له ليس هناك دقائق وتفاصيل عن مقدار ما جمعوا من أموال. ويدفع مسؤولو حملته الانتخابية بقوة بأن الحملة يجب أن تُمتدح لهذا الكم من المعلومات، لا أن تُعاب. ولكن المرشح يعرف من الذي تبرع بمبلغ 1.000 دولار ومن الذي تبرع بمبلغ 100.000 دولار. فلماذا لا ينبغي أن يعرف الناخبون؟ \r\n إن هيلاري كلينتون لم تبد حماسة أو حتى اهتماما خاصا بالمسألة في مجلس الشيوخ؛ كما لم تفعل وقت أن كانت في البيت الأبيض (مع زوجها بيل كلينتون). وفي الواقع، وكما يبين تعاملها مع اللجنة المنوط بها الرعاية الصحية ووثائق \"وايتووتر\"، فإن فطرة كلينتون تميل إلى السرية، وموقفها المعيب هو كشف فقط الحد الأدنى من المطلوب قانونا. وهي قد وافقت على الكشف عن جامعي الأموال الكبار لها فقط بعد الهجوم المتكرر من الصحافة وفقط بعد أن وافق كل المتنافسين الديمقراطيين البارزين. \r\n وحول هذه المسألة، يتقدم أوباما في الكلام عن الممولين، ولكنه (وإدواردز) لا يأخذ شيكاتهم أيضا. وهو قد ساعد في تمرير قانون أخلاقيات وتمويل حملات انتخابية في مجلس شيوخ إلليوني وجعل المسألة أولوية للوصول إلى واشنطن. وقد دعم أوباما على غير رضا من زملائه لجنة خارجية (من خارج الإدارة) للتعامل مع شكاوى أخلاقيات مجلس الشيوخ. \r\n وقد شارك في مشروع قانون لإصلاح التكتل والضغط الانتخابي الذي ينتظر توقيع الرئيس بوش ودفع مرة أخرى على غير رغبة من بعض زملائه لتضمين فقرة تطالب المشرعين بالإبلاغ عن أسماء جامعي الأموال لهم من جماعات الضغط. \r\n وقد شارك في دعم ومناصرة مشاريع قوانين لإصلاح نظام التمويل العام للحملات الرئاسية الانتخابية والتمويل العام لحملات مجلس الشيوخ. من الرائع أن نسمع حديث هيلاري كلينتون عن كيف \"أننا تحركنا نحو تمويل عام\" ويدعم إدواردز ذلك أيضا ولكني لا أرى اسمها (أي هيلاري) في تلك الإجراءات. \r\n لقد وافق أوباما على تحديد هوية جامعي الأموال له. وعلى العكس من هيلاري كلينتون وإدواردز، هو قد نشر وأفصح عن عوائد ضريبة دخله. وربما الأهم، أن أوباما تعهد بأخذ التمويل العام للانتخابات العامة إذا كان هو مرشح الديمقراطيين للرئاسة وفعل خصمه الجمهوري نفس الشيء. \r\n إن أي مرشح ديمقراطي يريد أن \"يحصل على الأموال من الأميركيين عن طريق السياسة الأميركية\" (هيلاري كلينتون) أو يظهر أن \"الحزب الديمقراطي هو حزب الشعب\" (إدواردز) يجب أن يستغل هذه الفرصة. إن صمت المرشحين على اقتراح التمويل العام المقترح من أوباما هم \"سيدرسونه\" إنما يشي بأشياء أكثر مما قالوه بالفعل. \r\n \r\n روث ماركوس \r\n عضو هيئة تحرير صحيفة \"واشنطن بوست \" \r\n خدمة \"واشنطن بوست\" خاص ب\"الوطن\"