\r\n \r\n على مدى الشهور الماضية قلص تحالف عشائري العنف بشكل كبير في محافظة الانبار المنطقة السنية التي كانت تستضيف تنظيم القاعدة. وتذكر روايات اخبارية ان هذا التحالف ينهار. غير ان هناك تحالفات عشائرية جديدة يتم تشكيلها بغية محاربة القاعدة وعناصر المقاومة البعثية المتشددة التي تعرف بالصداميين. \r\n هذا الى حد ما مما يعد من احسن الاخبار من العراق في وقت يندر فيه سماع اخبار طيبة منه. \r\n تظهر التحالفات الجديدة هذه ليس في الانبار فقط بل ايضا في مناطق مضطربة حول بغداد فر اليها عناصر القاعدة والصداميون بعد اخراجهم من الانبار. \r\n احد الامثلة على ذلك هو ان عناصر شيعية في عشيرة بني تميم يتم تعبئتهم في محافظة ديالي شرق بغداد بتعاون مع عشائر سنية. وتلك هي المنطقة التي تقوم فيها القوات الاميركية بعملية الان. ولزعماء عشيرة بني تميم 5 الاف اسم من ابناء العشيرة الذين يرغبون في القتال وحماية انابيب النفط الحيوية. وهم يريدون مساعدة الاميركيين من اجل القيام بهذه المهمة. \r\n مثال اخر مهم. حيث التقيت مؤخرا بالشيخ علي حاتم سليمان القائم بعمل رئيس اتحاد دليم وهو اكبر تجمع عشائري في الانبار. وفي الاسبوع الماضي كان قد اجتمع مع 200 من زعماء العشائر في الرمادي حيث شكلوا مجلس المشايخ في الانبار الذي يرغب في العمل مع الاميركيين ضد القاعدة. وفي لقائي به قال \"كانت الانبار ملاذا امنا للقاعدة لكنها فقدت الاشخاص المهمين الذين كانوا يدعمونها. ولا يمكننا العمل مع هؤلاء الاشخاص بعد ذلك.\" \r\n لماذا تسامحت العشائر فيما سبق مع القاعدة؟ كانت الاجابة القصيرة: أخطاء جسيمة من قبل ادارة بوش. ففي 2003 صنف المسئولون الاميركيون العشائر العراقية على انها حجر عثرة امام الديمقراطية. وعجزوا عن ادراك ان العشائر توفر شبكة اجتماعية اساسية لكثير من العراقيين. وبدلا من استغلال هذه الشبكة لفظ الاميركيون زعماء العشائر. \r\n كما صارت العشائر في الانبار اكثر غضبا عندما سرح الاميركيون الجيش العراقي الذي كان ينخرط فيه كثير من ابنائها. ويقول علي حاتم\"بسبب تصرفات الاميركيين سمح اهالي الانبار للقاعدة بالمجيء.\" \r\n غير ان القاعدة في النهاية جعلت العشائر تنفر منها على الرغم من الاموال التي انفقتها. حيث اغتالت علماء ومشايخ وطلبت نساءها كعرائس وحاولت فرض تصورها المتطرف للدين. وبما ان التنظيم يتشكل في الاساس من مقاتلين اجانب فلا غرابة اذن ان قام بتجنيد اسوأ العناصر في العشائر. \r\n ومن ثم فإنه على مدى العام الماضي شرعت العشائر في قتاله تساعدها في ذلك الاموال والاسلحة الاميركية. وبالطبع فإن هذا الامر لا يخلو من المشاكل. \r\n حيث ان البعض قلق بأن العشائر ربما تشرع في التقاتل فيما بينها. وكان قد تم تشكيل مجلس مشايخ جديد في الانبار الى حد كبير كرد فعل مضاد لزعيم مجموعة عشائرية اخرى يطلق عليها مجلس انقاذ الانبار. \r\n ويتهم علي حاتم ذلك الرجل وهو عبد الستار ابو ريشة بأنه يرتكب اعمال اجرامية ويعتقل الاشخاص عن طريق الخطأ. وينكر ابو ريشة هذه الاتهامات ويبدو انه يحظى بدعم عسكري اميركي في الانبار. ويمكن ان يكون المسئولون الاميركيون حكماء حال توسطهم وليس اتخاذهم مواقف انحيازية وتبين مدى صحة هذه الادعاءات من عدمها. \r\n اخرون قلقون بأن تسليح العشائر يمكن ان يخلق ميليشيات سنية جديدة. وثمة امل بأن يتم تفادي ذلك من خلال ادخال مقاتلي العشائر في فرق الشرطة الاضافية تحت السيطرة الهشة للحكومة العراقية. \r\n ولعل الامر الاكثر اهمية هو ان علي حاتم وغيره من زعماء العشائر يدعون جماعات المقاومة السنية الى الانضمام الى معركتهم. هل يمكن لهذه الجماعات ان تقاوم الاميركيين او الحكومة العراقية عندما تضعف قوة القاعدة؟ يرفض الشيخ ذلك تماما. ويقول\"سوف نقول للمقاومين: نحن القبائل سنتوصل الى حل مع الاميركيين والحكومة العراقية. واذا حاربتم الولاياتالمتحدة فإن مشاكلنا ستعود مجددا.\" \r\n بالتأكيد انها مخاطرة ان يتم دعم زعماء العشائر. لكن في الغالب فإنه يبدو انهم يقاتلون من اجل البقاء وليس لمجرد مساعدة الاميركيين. وهم يعرفون طبيعة ارضهم الوعرة ويريدون ان يجعلوا اقليمهم امنا بما فيه الكفاية. \r\n اذا كان هدف الولاياتالمتحدة هو تحطيم القاعدة وسحق الصداميين فإن مساعدة العراقيين تكون مطلوبة بشكل ملح ولا تزال قوات الامن العراقية لا تستطيع القيام بذلك. وهذا يعني انه من الاهمية بمكان تشجيع العشائر. \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة التحرير في فيلادلفيا انكويرر.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).