ولكن لكي ينجح التفاوض مع طهران, لن تجدي التهديدات نفعا. ذلك لأن التهديدات إنما ستعزز يد فصيل إيراني قوي معارض للمحادثات . \r\n وتحتاج واشنطن إلى فهم واستيعاب حقائق ووقائع السياسة الداخلية الإيرانية. ليس هناك مناصرون لأميركا في الحكومة الإيرانية, ولكن هناك ثلاثة فصائل من المحافظين الذين تهم وجهات نظرهم المختلفة. \r\n أولأ هناك المحافظون المتشددون برئاسة الرئيس محمود أحمدي نجاد, وهو فصيل يشمل رئيس الحرس الثوري يحيى رحيم؛ ورئيس قوات \" البسيج \" شبه العسكرية محمد حجازي, وعلماء الدين الرديكاليين. وهؤلاء الناس الأقوياء لا يريدون محادثات مع الولاياتالمتحدة ولا أي شئ يمت بصلة للتقارب في العلاقات. وهؤلاء الرجال - المخضرمين في الحرب مع العراق - لا يثقون بشدة في الولاياتالمتحدة ويمكن أن يقوضوا المحادثات أو يستخدموها لإحباط المصالح الأميركية . ولذا فهم من المرجح أن يستخدموا التهديدات العسكرية الأميركية أو شبح العقوبات الاقتصادية الإضافية للزعم بأن واشنطن ليست جادة بشأن الدبلوماسية وبأن إشاراتها للمرونة موجهة إلى أوروبا أكثر من إيران . \r\n وثانيا هناك المحافظون التقليديون وهم حتى الفصيل الأكثر نفوذا , برئاسة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على خامئني , الذي يوازن بين الجماعات المختلفة. وهذه الجماعة أو الفصيل لها القول الفصل في مسائل رئيسة, تشمل بالتأكيد المحادثات مع الولاياتالمتحدة. وهي حذرة وحازقة ولكنها مؤيدة الآن للمحادثات؛ وذلك الموقف يمكن أن يحدث فيه تحول إذا ألقت واشنطن بمزيد من التهديدات ضد طهران . \r\n وأخيرا هناك المحافظون البراغماتيون ( النفعيون ) , برئاسة الرئيس الإيراني السابق هاشمي رافسانجاني , وحسن روحاني والمعتثل مؤخرا حسين موسفيان . وهم يؤيدون المحادثات مع الولاياتالمتحدة , ويدعون إلى سياسة نووية وخارجية أقل إندفاعا وجرأة ويشددون على أهمية التكامل والاندماج في الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات الأجنبية . وهذه المجموعة ليست طرفا في مؤسسة صنع السياسة, غير أن أفرادا مثل رافاسنجاني يحتفظون بالنفوذ. والحديث الرسمي من واشنطن بشأن إجراء عسكري يقوض هذا الفصيل , وهو الفصيل الوحيد الملتزم بإعطاء الدبلوماسية فرصة . \r\n وفي أحسن الظروف, سيقف أي انخراط سياسي على أساس مهتز. فالمحادثات الثنائية المباشرة لها تاريخ طويل من الفرص الضائعة, وأحدث مثال على ذلك هو عندما حضرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الإيرانية منوشهر متقي نفس المؤتمر حول العراق الشهر الماضي . فالولاياتالمتحدةوإيران لديهما تاريخ مدته 28 سنة من الصراع والانتقاد اللاذع ؛ والمحادثات المباشرة ستكون مثيرة للجدل في كلا البلدين . \r\n وفضلا عن وقف التهديدات, يجب أن تنشئ واشنطن بيئة بناءة مساعدة ومفضية إلى الدبلوماسية . وكان قرار رايس الأخير بزيارة معرض فني إيراني في واشنطن خطوة في الاتجاه الصحيح . إن اتحاد كرة السلة الوطني الأميركي على وشك تتويج بطل جديد؛ فلما لا يتم تشجيع تبادلات بين اتحاد كرة السلة الأميركي واتحاد كرة السلة الإيراني فإيران دولة مغرمة بالسلة. وهذا الشهر , بدأت مجموعة من المشرعين الإيرانيين تكوين لجنة صداقة أميركية-إيرانية ؛ ويجب المبادرة والبدء بالتبادلات . \r\n وسيحاج البعض بأن الدبلوماسية ذات المسار الواحد - بدون تهديدات - ستشير إلى ضعف الولاياتالمتحدة . وهذه الحجة غير ذات جدارة وجدوى . فطهران تعرف جيدا أن الرئيس بوش قد قال إن كل الخيارات , بما فيها العسكرية , مطروحة وقائمة . إن فترة زمنية بدون تباهي وزهو بالقوة لا تمنع العودة للدبلوماسية القسرية لاحقا عند الضرورة . \r\n وحتى المحادثات الخالية من التهديد قد لا تجدي نفعا. فبخصوص الشأن العراقي, ستريد الولاياتالمتحدة من إيران التوقف عن تسليح الميليشيات الشيعية وتشجيع زعيمي الشيعة عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر على المصالحة . وقد لا تتعاون إيران. وستطلب الولاياتالمتحدة بالتأكيد تعليقا لتخصيب اليورانيوم , ولكن لا أحد في طهران سيوافق على ذلك . \r\n على أنه ليس هناك وقت لنضيعه . فبرنامج إيران النووي يتقدم بسرعة , وهذا أبرزه إعلان يوم الأربعاء الماضي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأن إيران تسارع فعليا من وتيرة برنامجها النووي . إن العراق يحمل الولاياتالمتحدة عبئا ثقيلا كبيرا . كما أن صبر إسرائيل حيال التقدم النووي والدبلوماسي لطهران آخذ في النفاد . ولكن التهديدات الأميركية تمكن وتقوي بالضبط أولئك الذين يتحدون مصالحنا الحيوية. ولذا فبينما تكون الدبلوماسية الخالية من التهديد ذات مدى طويل , فإنها هي فرصتنا الأخيرة والأفضل ويجب أن نحاولها ونجربها . \r\n \r\n كليفورد كوبتشان وراي تاكي \r\n كليفورد كوبتشان مدير مجموعة \" أوروآسيا \" , وهي مؤسسة استشارية في المخاطر السياسية , وهو أيضا مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية . وراي تاكي كبير باحثين ب\" مجلس العلاقات الخارجية \" الأميركي . \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز \" - خاص ب\" الوطن