منذ قيام الدولة اليهودية في عام 1948 والدول العربية ترفض وجودها والاعتراف بها ثم جاءت حرب 1967 التي مكنت اسرائيل من السيطرة على كامل فلسطين وكان العالم ينظر لاسرائيل على انها باحثة عن السلام وضحية للسياسات العربية الرافضة للسلام. \r\n \r\n وكان العالم ينظر للدول العربية على أنها دول ترفض السلام وتروج للحرب، هذا الانطباع ازداد رسوخا في الاذهان بعد اللاءات العربية الثلاث التي اطلقت في الخرطوم في عام 1967 والتي تقول «لا سلام ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل» بقي هذا الانطباع سائدا حتى الثمانينينيات خلال هذه الفترة تجاهلت اسرائيل تحت قيادة رئيسة الوزراء غولدا مائير مبادرة الرئيس السادات وهو ما كلفها غاليا في حرب اكتوبر 1973 كذلك تجاهلت «خطة فهد» التي أقرتها الجامعة العربية في عام 1981، مع كل هذا الرفض بقيت صورة اسرائيل هي الساعية للسلام والعرب هم الرافضون له. \r\n \r\n بعد اتفاقيات اوسلو للسلام ومؤتمرات فيينا الاقتصادية التي نظمتها العديد من الدول العربية ودعت اسرائيل لحضورها نجد ان الرفض العربي لشرعية اسرائيل بدأ يتآكل. \r\n \r\n ان ايهود اولمرت وحكومته يرفضون اي عرض عربي للسلام سواء جاء من السعودية او من الجامعة العربية او من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. في عهد شارون واولمرت الممتد حتى الان على مدار سبع سنوات اصبح لاسرائيل لاءاتها الخاصة بها على غرار لاءات الخرطوم وهذه اللاءات هي «لا مفاوضات سلام مع سوريا ولا قبول للمبادرة العربية ولا محادثات سلام مع الفلسطينيين». \r\n \r\n ان اولمرت ومن يحيطون به يستخدمون مهاراتهم في قتل واعاقة وتدمير اي فرصة لصنع السلام ويبدون الاستهانة بالعرب كشركاء للسلام، الهدف من كل ذلك هو منع انطلاق العملية السلمية التي ستعني وقف التوسع الاستيطاني الاسرائيلي والاستمرار في عزل القدسالشرقية عن محيطها الفلسطيني. \r\n \r\n عمليات الخداع هذه لا تزال تجد من يأخذ بها ومنهم الرئيس الاميركي جورج بوش، لقد فقدت اسرائيل الاسس الاخلاقية التي كانت تقف عليها باعتبارها ساعية للسلام والعرب رافضين له ولن يكون بوسع اسرائيل اعادة كسب هذه الاسس الاخلاقية الا اذا انتخبت حكومة جديدة تدرك ان هناك ثمنا للسلام يتوجب دفعه. \r\n