فبينما أعربت حكومتا براغ ووارسو عن ترحيبهما بنظام الصواريخ الأمريكي، وهدفه المعلن حماية أوروبا من \"القوى المعادية\"، حذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك من خطر أن يخلق \"انقسامات جديدة في أوروبا\"، ونبه وزير الخارجية الألماني، فرانك ولتر شتيانميير، إلى خطر قيام سباق تسلح جديد. وتتخذ ايطاليا وأسبانيا مواقف مشابهة. \r\n \r\n وبدوره، أدان البرلمان الأوكراني خطة الصواريخ الأمريكية، لكن الحكومة ترى أن أوكرانيا ينبغي أن تشارك بصورة نشطة في التفاوض بشأن نظرا لموقعها بين الغرب وروسيا. \r\n \r\n وفيما يتوقع المحللون الروس والأوكرانيون أن ينجح رئيس وزراء أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، في ضم روسيا إلى مائدة للتفاوض حول الخطة، صرح الرئيس الأوكراني فيكتور يوشتشينكو، الموالى للغرب، صرح أن القاعدة (المقرر إقامتها في بولندا) أمر يخص الدول المعنية وحدها، ونوه إلى أن الخطة سوف تفيد أمن أوروبا الجماعي. \r\n \r\n أما روسيا، فتصدر عنها ردود فعل حادة اللهجة. ويرى بعض الخبراء، مثل سفلتوزار أندريف، بمعهد الدراسات السياسية والدستورية بمدريد، \"أن الروس ربما يتأهبون للتعامل مع أوروبا مختلفة\". \r\n \r\n وفى حديث ل \"آي بى اس\"، قال أندريف \"الروس يتطلعون إلى استغلال خطط تطوير القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، كتبرير لتطوير نظامها العسكري بدورها أيضا، والتشكيك في قدرة أمريكا كقوة عظمى مهيمنة\". \r\n \r\n وفى نفس الوقت، خلق تكتم وارسو وبراغ وواشنطن على تفاصيل الخطة، موجة من الانتقادات حتى بين أنصارها. ففي تروكافيتش، القرية التشيكية المقرر إقامة الرادار بالقرب منها، رفض السكان في استفتاء شعبي إنشاء الرادار فيها بسبب انعدام المعلومات والمخاطر الصحية والخوف من أن يصبحوا هدفا عسكريا في حال وقوع حرب. \r\n \r\n وكشفت حملات استطلاع الرأي عن رفض غالبية المواطنين التشيك والبولنديون إقامة قاعدة الصواريخ الأمريكية في أراضى بولندا، مطالبين باستفتاء بشأنها، بينما أعربت جمعية تضم فنانين مشهورين وساسة سابقين عن تأييدها لها لتعويض الجهود لأمريكية \"للدفاع عن الحرية في أوروبا\" في الماضي. \r\n \r\n وأوضحت الاستطلاعات أيضا أن غالبية اليمينيين يعتبرون التواجد الأمريكي في المنطقة أمرا ايجابيا لموازنة \"الهيمنة\" الألمانية والروسية في مجالي الاقتصاد والطاقة، وثقتهم في دور أمريكا \"النشط\" في الشئون الدولية أكثر منهم في مواقف أوروبا \"السلبية\". وأقر الكثيرون بأن الرادار المقرر إقامته في الجمهورية التشيكية قد يرصد تحركات القوات في أنحاء واسعة من روسيا. \r\n \r\n هذا ويرى الخبراء الروس أن القاعدة الأمريكية سوف تخلل بتوازن القوة بين روسيا والولايات المتحدة وأن الغاية ربما تكون جر روسيا نحو سباق تسلح باهظ التكلفة. \r\n \r\n لكن تصريحات لقادة عسكريين روس مؤخرا بأن القاعدة الأمريكية قد تستخدم ضد بلادهم، عززت المواقف المناهضة لروسيا بين أنصار اليمين في بولندا والجمهورية التشيكية وشرق أوروبا عامة، وهم الذين يحذرون من زيادة الميزانية العسكرية الروسية وما يسمونه بمطامح موسكو الامبريالية. (آي بي إس / 2007)