سجل الادارة الاميركية الحالية في هذا الامر لا يجعلنا نشعر بالارتياح في عام 2003 رفضت ادارة بوش مقترحا ايرانيا شاملا يعالج كافة القضايا العالقة بين طهرانوواشنطن بدءا بالطموحات النووية مرورا بالارهاب والامن والاستقرار في الشرق الاوسط واعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة في يونيو العام الماضي وذكرت واشنطن انها راغبة في اجراء محادثات مع طهران ولكنها وضعت مسبقا شرطا قاتلا وهو انه يتوجب على طهران ان توقف جميع انشطتها النووية وهي تدرك سلفا انه ليس بوسع ايران قبول شرط كهذا. \r\n \r\n انه أمر سيىء للغاية ان تصل الامور بين اميركا وايران الى هذا المستوى غير المقبول من الشد والتجاذب في الوقت الذي استطاعت فيه واشنطن التعامل مع قضايا اشد تعقيدا مثل كوريا الشمالية وابعاد ليبيا عن رعاية الارهاب ناهيك عن التعامل مع الامبراطورية الشيوعية فوق كل ذلك تقول واشنطن انه ليس بوسعها التحادث مع طهران. \r\n \r\n نعرف جميعا الخطأ الذي ارتكبته ادارة بوش بتحويلها انتباه العالم كله الى العراق ولم تكتف بذلك بل جعلت ايران جزءا مما اطلق عليه محور الشر. ان الادارة الاميركية تدرك ان سياساتها في العراق وفي افغانستان صعبت الامور كثيرا عليها وليس من المنطق في شيء ان تدير ظهرها لكل من ايران وسوريا طالما ان بإمكان هذين البلدين جعل الامور افضل لها هناك. ما نراه ان ادارة بوش تعمل ضد المنطق وتسير عكس التيار. \r\n \r\n الغزو الاميركي للعراق وسع من النفوذ الايراني والشيعي وتعمل الولاياتالمتحدة جاهدة على احتواء ما زرعته وبدأت تحصده من خلال التعاون مع الدول العربية السنية من اجل اقامة تحالف يقف في وجه طهران وحلفائها الاقليميين. \r\n \r\n التحركات الاميركية جلبت ردود افعال من ايران ومن حلفائها مثل حزب الله وتعمل ايران الآن على اقامة تحالف جديد بينها وبين مقتدى الصدر الذي يمتلك «جيش المهدي» الذي يقدر عدد عناصره بأكثر من 60 الف عنصر. \r\n \r\n لنأمل ان تكون الادارة الاميركية التي تسببت بكوارث في الشرق الاوسط قادرة على الخروج بسياسة جديدة تكون اكثر فاعلية واكثر قبولا لدى الاطراف ذات العلاقة. \r\n