\r\n \r\n \r\n ولم يخف شافيز أيضاً تصميمه على تعزيز سلطته من خلال إجراء التغييرات القانونية والشخصية المناسبة لضمان بقائه لفترة أطول في سدة الحكم. وفي هذا الإطار تحدث شافيز مثلاً عن توحيد مؤيديه عبر ضمهم في حزب سياسي واحد، وتعديل التشريعات للسماح له بالبقاء في السلطة حتى بعد انتهاء فترته الرئاسية وفق ما ينص عليه الدستور الفنزويلي. وقد لا يكون من الصعب على شافيز تحقيق أهدافه في بلد يسيطر فيه حلفاؤه على السلطة التشريعية والمحكمة العليا، فضلاً عن الحكومات المحلية في جميع الولايات ماعدا اثنتين ظلتا خارج سيطرته. وحتى المؤسسة العسكرية وشركة النفط الرئيسية لم تنجوا من اكتساح رجال شافيز واستبعاد المعارضين من هياكلهما الإدارية. \r\n \r\n وفي مواجهة معارضة ضعيفة عجزت عن الفوز بأي من الولايات الثلاث والعشرين التي تشكل فنزويلا يتوقع المراقبون أن يضاعف شافيز من تضييق قبضته على البلاد، وكذلك على مؤيديه لقطع الطريق أمام أي محاولة لتحدي حكمه في المستقبل. وفي هذا السياق يقول \"ستيف إلنير\"، أستاذ في إحدى الجامعات الفنزويلية \"إن أولوية شافيز في هذه المرحلة هي القيام بثورة ضمن الثورة، وهو ما يعني التخلص من العناصر المتورطة في الفساد، أو المفرط في بيروقراطيتها. لذا من المتوقع أن يشهد شهر يناير المقبل الإطاحة ببعض الرؤوس في المؤسسات الحكومية المختلفة\". وفي يوم الإثنين الماضي نشرت الصحف الفنزويلية الرئيسية خريطة تظهر فيها البلاد وقد توشحت باللون الأحمر القاني، وهو اللون الذي تبناه شافيز أثناء حملته الانتخابية دلالة على انتصاره المؤزر. ولم يقتصر اللون الأحمر على الإعلانات الترويجية لحملة شافيز الانتخابية، بل امتد أيضاً إلى شركة النفط الوطنية التي نعتها وزير الطاقة \"رافائيل راميريز بأنها \"حمراء بالكامل\". وقد نقل عنه شريط فيديو مصور قوله لعمال الشركة بأن لا مكان لهم ما لم يؤيدوا الحكومة. \r\n \r\n تلك العبارة التي تبناها شافيز فوراً تشير إلى حدة الاستقطاب الذي يجتاح المجتمع الفنزويلي بين من هم مع الرئيس وبين من هم ضده. وتخشى المعارضة في فنزويلا من أي يؤدي هذا الاستقطاب إلى تشجيع الحكومة على تكريس الممارسات غير الديمقراطية. وفي هذا السياق يقول \"تيودورو بتكوف\"، المحرر في صحيفة \"تالكوال\" وأحد المستشارين لخصم شافيز في الانتخابات الرئيسية \"ليس شافيز ديكتاتوراً، ولكن في الوقت نفسه ليس توماس جفرسون\". فحقيقة الديمقراطية في فنزويلا هي أكثر تعقيداً في بلد يعتبر من الدول المصدرة للبترول ويشهد أيضاً انتعاشاً في معدلات الاستهلاك. ولعل ما يوضح الطبيعة المعقدة للديمقراطية الفنزويلية هو المرشح المنافس لشافيز السيد \"روزاليس\"، حاكم ولاية \"زوليا\" الذي صعد فجأة دون ظهور سابق في الساحة السياسية ليقود حملة انتخابية حصل من خلالها على 40% من الأصوات على الصعيد الوطني. ورغم أن وسائل الإعلام في العاصمة \"كاركاس\" هبت لمساندة خصم شافيز في تغطيتها للحملة الانتخابية، فإن تأييدها هذه المرة للمعارضة كان أقل حماسة من تغطيتها في الانتخابات السابقة. \r\n \r\n ولا يقتصر طموح شافيز على السيطرة على الساحة الداخلية، بل يمتد إلى حيازة النفوذ في عموم أميركا اللاتينية. وقد شكل مرض الزعيم التقليدي فيديل كاسترو واحتجابه عن الأنظار في احتفالات عيد ميلاده الثمانين فرصة سانحة لشافيز كي يعزز موقفه في أميركا اللاتينية ويروج لنفسه كزعيم للتيار \"اليساري\" الذي تقوى نفوذه مؤخراً في بلدان مثل البرازيل والإكوادور ونيكاراجوا. \r\n \r\n \r\n \r\n سيمون روميرو \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في كاراكاس \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n