\r\n \r\n وتؤكد هاتان الزيارتان على الانتفاء التدريجي للحدود بين نقاط الوميض الشرق اوسطية-من بغداد الى بيروت الى غزة. وفي الواقع, فان زيارتي الاداراة الامريكية الى المنطقة تأتيان في خضم نقاش متعاظم حول الحاجة الى ايجاد حل شامل. \r\n \r\n وقد ايد عدد متزايد من المراقبين, وعلى نحو بارز رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير, والعاهل الاردني الملك عبدالله, فكرة ان حل الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني من شأنه ان يعزز الاستقرار. غير ان آخرين يقولون ان تنامي الاسلام الراديكالي, واندفاع ايران لان تصبح دولة نووية وقوة اقليمية, والمبادرة الامريكية لنشر الديمقراطية, خلقت جميعها شبكة معقدة من القوى التي تسهم في الصراع الجاري في انحاء الشرق الاوسط. \r\n \r\n في هذا الخصوص, يقول يوسي علفر, المحرر المشارك في مجلة ميدل ايست اون لاين, »بيتر ليمونز« (الليمون المرّ), »ان التقدم على المسار الاسرائيلي-الفلسطيني مفيد بالنسبة لجهود التعامل مع نزاعات اخرى في الشرق الاوسط. فمما لا شك فيه انها نزاعات متشابكة. لكنني حذر جدا من الجدال الذي نسمعه باستمرار, وهو ان الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني يشكل مفتاح كل شيء. وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة. فهناك الكثير من حلقات الربط التي لم تكن قائمة في الماضي, ومع هذا فيمكن تفسيرها بطريقتين«. \r\n \r\n وصرح الرئيس بوش, يوم الخميس الفائت, بان الولاياتالمتحدة ستسرع عملية تسليم المسؤولية الامنية للقوات العراقية, كما اكد لنوري المالكي بان واشنطن لا تتطلع الى »خروج مشرف« من حرب قطعت قسما كبيرا من عامها الرابع. وقال بوش »ان احد الاحباطات التي عبر عنها اليّ, تتمثل في اعتقاده باننا متباطئون في تسليمه الادوات الضرورية لحماية الشعب العراقي. ان المالكي لا يملك المقدرة على الرد. لهذا سنسرع في وتيرة امتلاك هذه المقدرة. \r\n \r\n ادى التوصل الى وقف اطلاق النار الاخير بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى التهدئة بعد خمسة اشهر من العنف في غزة, الذي خلف 375 قتيلا, وكانت اسرائيل على شفا الاعلان عن شن غزو شامل للقطاع بهدف وقف الهجمات الصاروخية عليها عبر الحدود. \r\n \r\n جاءت مسحة تفاؤل بتحقيق نقطة تحول بعد يوم واحد, عندما القى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت خطابا تصالحيا, عرض فيه على الفلسطينيين احتمال اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وفي هذا الشأن. قال رايس في ختام زيارتها للرئيس الفلسطيني محمود عباس, »انني موافقة على ان خطاب رئيس الوزراء اولمرت يشكل تطورا ايجابيا كبيرا. ومن المؤمل ان نغتنم هذه الفرصة لتسريع وتيرة مساعينا«. \r\n \r\n ويقول مراقبون ان الامل بعقد مباحثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستكون له اصداء ايجابية في جميع انحاء المنطقة, ويقوي مواقف الدول العربية المتحالفة مع الغرب على حساب القوى المجاهدة. كما انه سيساعد ايضا الولاياتالمتحدة على حشد ائتلاف اوسع لعزل ايران في مسعاها الحثيث لامتلاك القوة النووية. ويذكر في هذا الصدد, ان فيليب جيليكوف, احد كبار مستشاري رايس, وصف الصراع الاسرئيلي- الفلسطيني, في شهر ايلول الماضي, بانه »الصمغ الاساس الذي يلصق الكثير من هذه القضايا مع بعضها البعض«. \r\n \r\n اما محمد الدجاني, استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس, فوصف هذا الصراع بالقضية التاريخية في العالم العربي, وان قسما كبيرا من الغضب والسخط القائم حاليا ازاء السياسة الامريكية, ناجم عن موقفها من هذه القضية. فجميع الانظمة والحركات الراديكالية تستخدم هذه المشكلة, لان الجماهير العربية تتعاطف تعاطفا كبيرا مع الفلسطينيين في معاناتهم« ومع هذا, يجادل كثيرون ويقولون ان حل الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني لن يكون بالضرورة النقطة التي تنحو الى انهاء النزاع الطائفي في العراق ولبنان. \r\n \r\n دعا حزب الله الى احتجاج جماهيري وسط العاصمة بيروت, يوم السبت الفائت, في محاولة لاسقاط الحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب. وقال زعيم الحزب الشيخ حسن نصر الله, ان هذه الحكومة فشلت في اداء واجباتها, ويجب اجبارها على الاستقالة بالاحتجاجات السلمية. \r\n \r\n ومن ناحية اخرى, بيّن خبراء أيضاً بأن وقف اطلاق النار الهشّ في غزة يتوقف الى حدّ كبير على مدى اهتمام سورية وايران, القادرتين على التأثير السياسي والعسكري في المناطق الفلسطينية, من خلال رعايتهما لحماس والجهاد الاسلامي. \r\n \r\n وقال الرئيس محمود عباس, في مؤتمر صحافي مشترك مع كوندوليزا رايس, ان المباحثات مع حماس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية, قد وصلت الى طريق مسدود. ذلك ان التشارك في حكومة السلطة, بين حماس (التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة ارهابية - وبين فتح, يشكل شرطا اساسيا لتقدم المفاوضات مع اسرائيل. وفي هذا الصدد, قال محلّل فلسطيني, شريطة عدم ذكر اسمه, »ان التصلب في موقف حماس ناجم عن عوامل خارجية«, مشيرا بذلك الى نفوذ كل من ايران وسورية. مضيفاً: »هناك اناس من الخارج يُمْلون ما يجري هنا«. \r\n \r\n على ان الارتباطات الاقليمية غدت امرا يزداد الاعتراف الاسرائيلي به. وكانت اسرائيل في السابق تفضل المفاوضات الثنائية, كوسيلة وحيدة لحل النزاعات مع جيرانها. وقال اولمرت في خطابه المذكور, انه يخطط للتواصل مع الدول العربية المعتدلة بغاية دفع عملية السلام الى الامام, حتى انه اثنى على خطة السلام السعودية قبل اربعة اعوام \r\n \r\n ويذكر هنا ايضا ان مجموعة من الضباط الحمائم السابقين نشروا مؤخرا بيانا يقترحون فيه فتح حوار استراتيجي مع المعتدلين العرب. ويقول شاؤول جيفولي, الناطق باسم مجلس السلام والأمن, »اننا نعتقد انه ينبغي علينا التعاون مع الدول العربية المعتدلة للوصول الى السلام مع سورية ولبنان والفلسطينيين. اذ يتزايد عدد الناس الذين يدركون ان انتشار الاصولية الاسلامية, المسنودة بالاسلحة النووية, هو الخطر الحقيقي على المنطقة بأكملها, وليست صواريخ القسّام على سديروت«. \r\n