\r\n نحن الاميركيين نخون الاصدقاء منذ اول صراع خارجي لنا ضد القراصنة الهمجيين الذين استولوا على سفن قبالة الساحل الافريقي واستعبدوا طاقمها. وبغية هزيمة باشا طرابلس ابرمت اميركا اتفاقا مع شقيقه حامد كارمانلي.وفي 1804 قاد المبعوث الاميركي ويليام اياتون قوة من عناصر مختلفة من المرتزقة ومشاة البحرية إلى شمال افريقيا لتولية كارمانلي العرش.لكن تم وقف الهجوم قبل الاوان عندما توصل مبعوث الرئيس جيفرسون الى اتفاق مع الباشا يقضي بالإفراج عن المعتقلين الاميركيين مقابل 60 ألف دولار.وتم اجلاء كارمانلي الى الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تم فيه التخلي عن افراد عائلته ليصبحوا رهائن.وغضب اياتون وقال\"هل تؤدي السياسة إلى التضحية بصديقنا شديد السذاجة وكيف يمكن ان يمحى من الذاكرة التخلي عن الشرف وترك البعد الانساني ينزف دما.\" \r\n ويمكن ذكر شيء مشابه لذلك بشان التصرف الاميركي بعد الحرب العالمية الاولى.حيث كان الرئيس ويلسون المناصر البارز لحق تقرير المصير الوطني في مؤتمر السلام في باريس في 1919 ومع ذلك فان الولاياتالمتحدة لم تعمل شيء لنصرة الدول التي ارادت تحقيق هذه المبدأ.على سبيل المثال فقد وقفنا موقف المتفرج عندما كان النازيون يحتلون تشيكوسلوفاكيا وبولندا. وتم تكرار هذه اللامبالة القاسية بعد الحرب العالمية الثانية عندما لم نعمل الكثير من اجل انقاذ الاوروبيين الشرقيين من الاحتلال الروسي. \r\n ان الادارة الاميركية في فترة مابعد الحروب قبلت بهذه الازدواجية عندما كانت تحتج بان الشعوب الحبيسة خلف الستار الحديدي عليها ان تسعى من اجل الحصول على حريتها ومع ذلك فانها لم تفعل شيء لمساعدة الالمان الشرقيين في انتفاضتهم في 1953 والمجريين في 1956 والتشيكيين في 1968.ولا يقترح أحد ان على واشنطن ان تخاطر بحرب عالمية ثالثة بل انه كان علينا ان نمارس مزيدا من الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الاتحاد السوفيتي لتخفيف حدة اجراءاته القمعية.واذا لم نكن نريد فعل ذلك على الاقل فانه لم يكن علينا ان نحرض على الانتفاضات من الأساس. \r\n غالبا ما يسافر المناهضون للشيوعية في كوبا كفقراء الى الولاياتالمتحدة ويكونوا مساكين في ايدي السلطات الاميركية. وفي 17ابريل 1961 حط 1500 من المنفيين الكوبيين المنظمين من قبل وكالة المخابرات المركزية في خليج الخنازير.وقام الجيش الكوبي بشن هجوم مضاد وتم قتل واعتقال المتمردين. وكان يمكن ان تكون النتيجة مختلفة عن ذلك لو رغبت الولاياتالمتحدة في توفير غطاء جوي لكن الرئيس كنيدي رفض عمل ذلك لانه كان يريد اخفاء ضلوع الولاياتالمتحدة فيها . \r\n في السنوات التالية شنت الولاياتالمتحدة حربا شاملة لوقف استيلاء الشيوعيين على فيتنام الجنوبية.وبحلول 1973 كنا قد تعبنا ومللنا من الصراع ومن ثم تم ترك الفيتناميين الجنوبيين يواجهون مصيرهم بانفسهم.وقتل الآلاف منهم.واصيب كثير آخرون في معسكرات إعادة التثقيف الوحشية او تم إغراقهم في البحر. \r\n وكانت الولاياتالمتحدة متقلبة بشكل موازي في دعمها للمتمردين الذين يحاربون حكومة الساندينيستا في نيكاراغوا في الثمانينات.فقد انتقلنا من دعم ثوار الكونترا الى التوقف عن دعمهم متغافلين عما بذله هؤلاء المقاتلون الذين كانوا يخاطرون بارواحهم من اجل محاربة نظام قمعي.ثم كان هناك شاه ايران الذي كان قد تم تنصيبه من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية وجهاز المخابرات البريطاني ام16 ثم تخلت عنه الولاياتالمتحدة في 1979 وعلى خلاف حامد كارمانلي لم يتم منحه حتى ملجأ على شواطئنا. \r\n لكن ذلك لا يمثل شيئا مقارنة بخيانة الاكراد والشيعة العراقيين في 1991. حيث حض الرئيس جورج بوش الاب العراقيين على ان يتولوا امرهم بانفسهم ويطيحوا بصدام حسين ومع ذلك فقد وقفت اميركا موقف المتفرج في الوقت الذي كان يقمع فيه صدام الانتفاضتين. بل ان الولاياتالمتحدة لم تطلق النار على السفن الحربية العراقية الامر الذي كان يمكن عمله بمخاطرة ضئيلة على القوات الاميركية. \r\n لهذا الطريق الطويل من الخيانة الاميركية عواقب وخيمة على سياستنا الخارجية.حيث انه يزيد من جرأة اعدائنا(خليج الخنازير ادى الى ازمة الصواريخ الكوبية على سبيل المثال) ويثبط همة اصدقائنا ويجعل من الصعب تحقيق اهدافنا. ومع معرفة تاريخنا هذا فان قليل من الزعماء العراقيين يعولون على الدعم الاميركي في المستقبل.بل ان العراقيين يتحالفون مع الشيطان سواء تمثل ذلك في بلدان مجاورة او ميليشيات طائفية.واذا خرجنا بسرعة من العراق قبل الاوان فان الافغان وغيرهم الذين نسعى الى دعمهم ستصلهم هذه الرسالة مجددا:لاتثقوا في العم سام . \r\n \r\n ان اقل ما يمكننا عمله هو ان نضمن للعراقيين الذين يعملون بشكل وثيق مع القوات الاميركية- سواء كانوا بوابين او مترجمين او جنود او موظفين-اننا اذا غادرنا فان هؤلاء وعائلاتهم يمكن ان يحصلون على حق اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدة.ان علينا الا نضحي بحليف اخر شديد السذاجة على مذبح سياسة غير شريفة وغير انسانية . \r\n *باحث بارز في مجلس العلاقات الخارجية الاميركي.خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n ماكس بووت*