\r\n \r\n \r\n \r\n وجاء توصيف التحذير في كتاب بعنوان »حالة الانكار« المقرر نشره قريباً في مطبعة سايمون وشوستر. ويقول الكتاب ان كبار مستشاري الرئيس بوش كانوا على خلاف فيما بينهم في غالب الاحيان, وفي احيان اخرى نادراً ما تحدثوا بلغة واحدة, لكنهم كانوا متفقين على اتجاه واحد هو رفض التقييم المتشائم لضباط قياديين امريكيين وغيرهم للوضع في العراق. \r\n \r\n ففي اواخر تشرين الثاني من عام ,2003 نقل عن الرئيس بوش قوله عن الوضع في العراق: »لا اريد ان اسمع من اي عضو في الحكومة ينطق بانها حركة مقاومة. ولا اعتقد اننا وصلنا الى تلك النقطة بعد«. \r\n \r\n ويصف الكتاب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بانه كان غير منخرط في تفاصيل احتلال العراق وباعادة اعماره - وهي مهمة يفترض اولا ان تجري باشراف البنتاغون وتوجيهاتها - وانه كان ذا موقف عدائي من كوندوليزا رايس, مستشارة الامن القومي في ذلك الوقت, لدرجة اضطرت الرئيس بوش ان يبلغه بضرورة الردّ على مكالماتها الهاتفية. ويذكر في الكتاب ان قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط, الجنرال جون ابي زيد, ابلغ زوار مقر قيادته في قطر. في خريف عام ,2005 بان »رامسفيلد لم يعد ذا مصداقية بعد الآن« لان يجعل من الاستراتيجية الامريكية للانتصار في العراق قضية عامة. \r\n \r\n ويعتبر هذا الكتاب, الذي حصل عليه احد صحافيي نيويورك تايمز بسعر التجزئة, وقبل نشره رسميا, الكتاب الثالث لوود ويرد, وجميعها تؤرخ للحوارات الداخلية في البيت الابيض بعد هجمات 11ايلول, وغزو افغانستان, وقرار غزو العراق فيما بعد. ومثل الكتابين السابقين, يتضمن هذا الكتاب اقتباسات حرفية من محادثات, ويصف ما يدور في اذهان كبار المسؤولين في مختلف الاوقات, من دون التعريف بمصادر المعلومات. \r\n \r\n ويقول وود ويرد عن كتابه انه يستند الى »مقابلات اجريت مع اعضاء فريق الامن القومي للرئيس بوش, ونوابهم, ومع آخرين من كبار اللاعبين الرئيسيين في الادارة, المسؤولين عن شؤون الجيش والديلبوماسية والاستخبارات الخاصة بالعراق«. ويعرِّف بعض الذين تمت مقابلتهم بالاسم, مثل رامسفيلد, لكنه لا الرئيس بوش, ولا نائبه ديك تشيني, وافقا على المقابلة, كما يقول الكتاب. \r\n \r\n ويذكر في الكتاب ان روبرت بلاكويل, كبير المستشارين في الشؤون العراقية لدى مجلس الامن القومي, في ذلك الوقت, قد اصدر تحذيره من الحاجة الى المزيد من القوات الامريكية, في مذكرة مطولة بعثها الى كوندوليزا رايس, وتضمنت المذكرة في ختامها ان ما يصل الى حوالي 40000 جندي امريكي تحتاجهم الحملة بشكل ملحّ. ويقول الكتاب ان بلاكويل وبول بريمر, المفوض الامريكي في العراق, في حينه, اوجزا, في وقت لاحق لرايس ونائبها ستيفان هادلي, عن الحاجة الماسة لمزيد من القوات, وذلك في لقاء مصور معها على الهواء من العراق. لكن البيت الابيض لم يتجاوب مع ذلك الطلب ابدا. \r\n \r\n ويصف الكتاب الصّدع العميق بين وزير الخارجية كولن باول ورامسفيلد, ويقول انه عندما اريح باول من منصبه بعد انتخابات عام ,2004 ابلغ كبير مسؤولي العاملين في البيت الابيض, اندرو كارد, قائلا: ان غادرت البيت الابيض, فعلى دونْ مغادرته ايضا, مشيرا بذلك الى دونْ رامسفيلد. \r\n \r\n وقد قام كارد بعد ذلك بجهود منسقة لاقصاء رامسفيلد في نهاية عام ,2005 كما جاء في الكتاب. لكن الرئيس بوش رفض ذلك, خشية ان يؤدي الى تعطيل الانتخابات في العراق والعمليات في البنتاغون. \r\n \r\n اما نائب الرئيس ديك تشيني فيوصف في الكتاب بالشخص المصمّم على ايجاد الدليل على ان زعمه حول اسلحة الدمار الشامل في العراق كان صحيحا, وان معاونيه اتصلوا بكبير مفتشي الاسلحة, ديفيد كاي, مع منسقين معينين للاقمار الصناعية, لتحديد مواقع لمخابئ محتملة للاسلحة, وذلك في صيف عام .2003 لكنه لم يتمخض عن هذه البحوث ايه نتيجة. \r\n \r\n ويصف التقرير اثنين من اعضاء الدائرة الداخلية للرئيس بوش بالتردد, هما باول ومدير وكالة المخابرات المركزية, جورج تينت, حول قرار غزو العراق. وعندما وافق باول كارها, في كاون الثاني 2003 على الغزو, قال له بوش في اجتماع عقد في المكتب البيضاوي, بانه »آن الاوان لك بارتداء بزّتك العسكرية« في اشارة الى عمله في الجيش سنوات طوال. \r\n \r\n اما تينت, الذي ابلغ الرئيس بوش ذات مرة بان وجود اسلحة دمار شامل في العراق مجرد »ضجة غامرة«, لم يُشْرك الرئيس بوش مباشرة بمشاعره الداخلية حيال غزو العراق, وفق ما يقول وود ويرد في الكتاب. \r\n \r\n لقد صور كتابا وود ويرد الاولاّن: »بوش في الحرب« و»خطة الهجوم« عن ادارة الرئيس بوش, رئيسا متحكما في القيادة, وفريقا مواليا حسن الادارة يرد على الضربة المفاجئة, والقيام بالثأر فيما بعد. لكن الكتاب الثالث, وكما يدل عنوانه »حالة انكار« ينهج اسلوب سرد مختلف كثيرا عن سابقيه, عن ادارة بدت لا تحمل الا فكرة ضبابية عن ان الانتصار العسكري المبكر في العراق قد فتح الطريق امام الاستياء من المحتلين له. \r\n \r\n يصف هذا الكتاب, الذي يقع في 537 صفحة, حدّة التوترات القائمة بين كبار المسؤولين منذ بداية تسلم الادارة للسلطة. ويقول وود ويرد انه في الاسابيع السابقة لهجمات 11 ايلول, كان تينت يعتقد بان رامسفيلد يعيق جهود وضع استراتيجية متماسكة لالقاء القبض على اسامة بن لادن او قتله. فقد تفحص رامسفيلد الاشارات الالكترونية المرسلة من المشتبه بهم بالارهاب, التي اعترضتها وكالة الامن القومي, وتساءل فيما اذا كانت تشكل جزءا من خطة خداع مرسومة من جانب »القاعدة«. \r\n \r\n جاء في الكتاب ان تينت ورئيس دائرة مناهضة الارهاب, كوفر بلاك, التقيا رايس بتاريخ 10 تموز 2001 في البيت الابيض, لاقناعها بخطورة المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الوكالة حول هجوم متوقع وشيك. غير ان هذين المسؤولين خرجا بانطباع ان رايس لم تأخذ تحذيراتهما على محمل الجدّ. \r\n \r\n وقبل بداية الحرب على العراق باسابيع, لم يكن والدا بوش يشاركان ابنهما ثقته بان غزو العراق هو الخطوة الصحيحة, كما يقول الكتاب. ويروي وود ويرد حديثا خاصا متبادلا. جرى في شهر كانون الثاني, عام ,2003 بين والدة بوش, بارباره, وبين دي يد بورين, الرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ, وصديق عائلة بوش. ويقول الكتاب ان بارباره بوش سألت بورين ان كان سليما القلق من غزو محتمل للعراق, ثم اسرّت له بان والد الرئيس بوش »قلق بالتأكيد, ولا ينام الليل بسبب ذلك, وينهض من فراشه ليلا من هذا القلق«. \r\n \r\n كما يصف الكتاب تبادلا للرأي بين الفريق جاي غارنر, الضابط المتقاعد الذي عينه الرئيس بوش لادارة عراق ما بعد الحرب, وبين الرئيس بوش وآخرين في حجرة اجتماعات خاصة بالبيت الابيض, وذلك اوائل عام .2003 وجاء في الكتاب ان كبار مخططي الحرب لم يكونوا مهتمين اهتماما عميقا بتفاصيل مهمة ما بعد الحرب. فبعد ان انهى الفريق غارنر عرضه على الشاشة - الذي تضمن خطة استخدام 300000 جندي من قوات الجيش العراقي للمساعدة في ضمان الامن في عراق ما بعد الحرب, كما جاء في الكتاب. ولم يطرح اي من الحاضرين اي سؤال في تلك الحجرة. فصرفه الرئيس بوادع مؤثر. لكن غارنر هو الذي اعفي من المهمة بعد ذلك بوقت قصير, وكلف بريمر بالمهمة, وهو الذي ادت اجراءاته بحل الجيش العراقي, واقصاء البعثيين من مواقعهم المسؤولة, الى الاستخفاف بها داخل الحكومة في نهاية المطاف. \r\n \r\n ويوحي الكتاب بان كبار المسؤولين في اجهزة المخابرات اخذوا على حين غزة, خلال الايام الاولى للحرب, من قيام مقاتلين مدنيين بهجمات انتحارية ضد القوات الامريكية المسلحة, الامر الذي كان اول اشارات المقاومة الضارية التي تلت لاحقا. \r\n \r\n وفي لقاء جمع مدير وكالة المخابرات المركزية, جورج تينت, وعددا من المسؤولين في البنتاغون, تحدث الاخيرون عن تلك الهجمات, كما يقول الكتاب. وقد اعترف تينت بانه لا يعرف ما سيستخلص منها. \r\n \r\n دخل رامسفيلد على الشؤون السياسية ضمن حدود مسؤولياته, كما جاء في الكتاب وعند مرحلة معينة, سافر الرئيس بوش الى اوهايو, حيث صُنِعَتْ الدبابة المقاتلة »ابرامز«. فاتصل رامسفيلد هاتفياً بكارد, متذمراً, من انه ما كان على الرئيس بوش القيام بتلك الزيارة, لان رامسفيلداعتقد ان تلك الدبابة الثقيلة لا تتماشى مع رؤيته لجيش خفيف وسريع الحركة في المستقبل, وكتب وود ويرد عن ذلك بأن كارد اعتقد ان رامسفيلد كان »خارج دائرة الاشراف«. \r\n \r\n ادى البحث العقيم عن الاسلحة غير التقليدية الى التوتر في العلاقات بين مكتب نائب الرئيس ديك تشيني وبين مسؤولي وكالة المخابرات المركزية في العراق. فقال وودويرد ان كبير مفتشي الاسلحة, كاي, بعث الى مسؤولي الوكالة رسالة مباشرة بالبريد الالكتروني في صيف عام ,2003 يخبرهم فيها عن اهم النتائج الاولى التي توصل اليها. \r\n \r\n وعند نقطة معينة, ولما حذر كاي من احتمال ان كانت لدى العراقيين القدرة على صناعة مثل هذه الاسلحة, ولكنهم لم ينتجوها, في الواقع, منتظرين فرصة الحاجة اليها, يقول الكتاب بأن جون ماكلوغلين, نائب مدير »سي.آي.إيه« ابلغه بما يلي: »لا تبلغ احداً بذلك فقد يحدث هذا الامر الى حالة من الاضطراب, وعليك ان تكون حذراً. فليس بامكاننا نشر هذا الخبر الى ان نتأكد منه«. \r\n \r\n كان تشيني معنياً بتفاصيل البحث عن اسلحة محظورة, كما يقول الكتاب. فيذكر وودويرث ان كاي اوقظ من نومه ذات ليلة, عند الساعة الثالثة صباحاً, بمكالمة هاتفية من احد المعاونين, ابلغه فيها ان مكتب تشيني على الجانب الآخر من المكالمة. وان نائب الرئيس يريد التأكد من اتصالات سرية للغايات اطلع عليها, ووصلته من سورية عبر عملية اعتراض تكنولوجية, تشير الى وجود مواقع لاسلحة كيميائية محتملة. \r\n \r\n لقد سبق للكاتب وود ويرد وزميله كارل بيرنشتاين ان توليا كتابة التقارير لصحيفة الواشنطن بوست خلال فترة فضيحة ووترغيت ومنذ ذلك الحين, كتب وود ويرد سلسلة من افضل مبيعات المواد عن واشنطن. وفي الفترة الاخيرة, كشف النقاب عن هوية مصدر معلومات وود ويرد في فضيحة ووترغيت, المعروف باسم »ديب ثروت« »الحنجرة العميقة«, بانه مارك فيلت, احد كبار المسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي »اف. بي. آي«. \r\n \r\n واواخر عام ,2005 استدعي وود ويرد من المدعى العام الخاص بشأن قضية التسريب من »سي. آي. ايه«. وقد اعتذر وود ويرد لمدير التحرير التنفيذي في الواشنطن بوست على اخفائه تورطه في الفضيحة مدة عامين كاملين. \r\n