لقاء ترامب المرتقب بنظيره الصينى يدعم ارتفاع بيتكوين إلى 111,410 دولار    انخفاض سعر الفراخ .. أسعار الدواجن والبيض اليوم 24-10-2025 بالأقصر    إزالة أدوار مخالفة لتراخيص البناء فى عدد من العقارات بحى الزيتون بالقاهرة    الوزير: افتتاح مصنع جديد في صناعة الضفائر الكهربائية للمركبات قريبا    «القومي للمرأة» ينظم تدريب حول الشمول المالي والقروض البنكية والاستثمار    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 24 أكتوبر    مساء اليوم.. حركة «حماس» تسلّم جثتي إسرائيليين    الجيش الروسي يعلن سيطرته على أربع قرى في شرق أوكرانيا    قمة في لندن تبحث تزويد كييف المزيد من الصواريخ البعيدة المدى    16 مركزا يضم نقاط لتسليم السلاح.. تفاصيل خطة حزام أمريكا الإنسانى فى غزة    رئيس فنزويلا يتحدى ترامب: أنا الشعب    جيروزاليم بوست: حماس قادرة على تحديد مكان 10 جثامين بدون مساعدة    الزمالك يواجه ديكيداها الصومالي الليلة في إياب دور ال32 من الكونفدرالية الأفريقية    موعد مباراتى بيراميدز والتأمين الإثيوبى فى دورى أبطال أفريقيا    أوسكار رويز يطير للإمارات 4 نوفمبر لحضور مباريات السوبر المصرى    3 مصريين يتأهلون إلى نصف نهائى بطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش    طقس الإسكندرية مشمس نهارا مائل للبرودة آخر الليل.. فيديو    ضبط 2 طن صابون سائل المجهول المصدر بحملة تموينية بشبين القناطر    أمن الجيزة يحدد هوية الشاب ضحية حريق غرفة بالعياط    إحباط تهريب هواتف ومستحضرات تجميل بمطار الإسكندرية الدولي    ضبط 1340 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    القبض على تشكيل عصابي بحوزته كمية من الأسلحة غير المرخصة في قنا    المايسترو تامر فيظى يقود الليلة قبل الختامية لمهرجان الموسيقى العربية    دياب وأحمد زاهر ومصطفى قمر يدعمون تامر حسني بعد خضوعه لعملية جراحية    500 قطعة من مكتشفات مقبرة توت عنخ آمون تزين المتحف المصرى الكبير    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وحكم الاستماع إليها من الهاتف    سر ساعة الإجابة يوم الجمعة وفضل الدعاء في هذا الوقت المبارك    دعاء الفجر.. اللهم اجعل لنا نصيبًا فى سعة الأرزاق وقضاء الحاجات    وزارة الصحة تعلن محاور المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية البشرية    مجلة فوربس: رئيس الرعاية الصحية ضمن أبرز 10 قادة حكوميين بالشرق الأوسط لعام 2025    سر قرمشة المطاعم في مطبخك| طريقة سهلة عمل الدجاج الكرسبي الذهبي    حملات توعوية لطلاب المدارس في سيناء بمبادرة "مصر خالية من السعار 2030"    هل تم دعوة محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يحسم الجدل    «النيابة الإدارية» تشرف على انتخابات «الزهور» بالتصويت الإلكتروني    القائمة النهائية للمرشحين لانتخابات مجلس النواب 2025 في الإسكندرية    قبل مواجهة إيجل البوروندي.. توروب يعالج الثغرات الدفاعية للأهلي    الأزهر يجيب.. ما حكم صلاة المرأة بالبنطلون ؟    وزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    البابا تواضروس يفتتح المؤتمر العالمي السادس للإيمان والنظام في وادي النطرون    جامعة القاهرة: إقبال كثيف من الطلاب على ندوة الداعية مصطفى حسنى.. صور    «ديمية السباع».. حين تتحدث حجارة الفيوم بلغة الإغريق والرومان    فرق سلامة المرضى تواصل جولاتها الميدانية داخل الوحدات الصحية ببني سويف    التوبة لا تغلق.. عالم أزهري يوضح رسالة ربانية في أول آية في القرآن    آخر فرصة للتقديم لوظائف بشركة في السويس برواتب تصل ل 17 ألف جنيه    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2025.. تعرف على تفاصيل تغيير الساعة وخطوات ضبطها    قيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي الفلسطيني: الحضور الدولي في شرم الشيخ يعزز فرص الاستقرار    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    سعر الدولار الأمريكي مقابل بقية العملات الأجنبية اليوم الجمعة 24-10-2025 عالميًا    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    «مش بيكشفوا أوراقهم بسهولة».. رجال 5 أبراج بيميلوا للغموض والكتمان    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    مدرب بيراميدز يتغنى بحسام حسن ويرشح 3 نجوم للاحتراف في أوروبا    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    إصابة 10 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولفويتز الأكثر حماساً لاطاحة صدام، المحافظون الجدد يقرعون الطبول وباول يدعو للتم
نشر في التغيير يوم 11 - 03 - 2005

وفي الداخل، ومثل المؤتمر القومي العراقي الذي يتولى رئاسته احمد الجلبي المثير للجدل والذي يصفه الكتاب بأنه كان محبوب كبار المسئولين في وزارة الدفاع الذين كانوا يعتبرونه هو ومنظمته في لندن قوة تمرد مسلح محتملة، غير ان وزارة الخارجية الاميركية وال «سي. آي. ايه» كانتا تنظران اليه بارتياب وتعتبرانه شخصا مخادعاً .
\r\n
\r\n
ومثيراً للشقاق ومنقطع الصلة ببشاعة الحياة تحت حكم صدام حسين، فضلا عن انه كان مطلوباً في الاردن في قضايا جنائية وكان من بين أعضاء لجنة النواب بول ولفوتيز نائب وزير الدفاع، وريتشارد ارميتاج الرجل الثاني في وزارة الخارجية، وكان الجدال ساخنا في اجتماعات اللجنة حول اسئلة مطروحة منها: الى اي مدى وبأية سرعة يجب الاستعانة بالمعارضة؟ عند اية نقطة تقوم الولايات المتحدة بتزويدها بالاسلحة؟
\r\n
\r\n
وعند اية نقطة يدعمون عمليات مهلكة داخل العراق اذا ارادت المعارضة الذهاب الى داخل البلاد وشن عمليات هناك؟ هل يجري تدريب المعارضة بواسطة وزارة الدفاع ام ال «سي. آي. ايه» وعلى الرغم من ان ارميتاج كان يشجع فكرة اعادة تسليح المعارضة في افغانستان الا انه لم يبد تحمسا لاحمد الجلبي.
\r\n
\r\n
وفي الفترة مابين 31 مايو و 26 يوليو 2001 دعا ستيفن هادلي نائب مستشارة الامن القومي لجنة النواب الى الاجتماع اربع مرات لبحث السياسة الخاصة بالعراق، وقد تولى رئاسة اللجنة باعتباره نائباً لكوندوليزا رايس، وفي اول اغسطس قدمت المجموعة ورقة بالغة السرية الى لجنة من كبار المسئولين، وكان عنوانها «استراتيجية التحرير» وتضمنت اقتراحاً باتباع استراتيجية مرحلية للضغط على صدام، وتطوير الادوات وانتهاز الفرص لزيادة هذاالضغط، وكيفية الاستفادة وقد اعتمدت الخطة على المعارضة العراقية اعتمادا كبيرا.
\r\n
\r\n
الأرض المحصورة
\r\n
\r\n
يقول بوب وودوارد ان ولفوتيز كان الأب الروحي لفكرة الاطاحة بصدام حسين واشرس المدافعين عنها. وكانت اسبابه للخلاص من صدام مجرد انه امر ضروري وان انجازه يعد سهلا نسبياً وكان نائب وزير الدفاع يعتقد ان من الممكن ارسال القوات المسلحة الى العراق لاجتياحه والسيطرة على آبار النفط في الجنوب البالغ عددها الف بئر تحتوي على ثلثي انتاج النفط العراقي، ومن ثم يصبح للقوات المسلحة موطيء قدم، وتقع جميع الآبار على مسافة 60 كيلومترا من الحدود الكويتية ولذلك في رأى وولفويتز انه لا يوجد عائق يحول دون السيطرة عليها.
\r\n
\r\n
وقد اطلق على هذا الاقتراح «استراتيجية الارض المحصورة». وجاء في هذا الاقتراح ان من الممكن تقديم المساعدة للمعارضة المعادية لصدام حسين من تلك «الارض المحصورة» بحيث تحشد بقية البلاد وتطيح بالدكتاتور.
\r\n
\r\n
ورأى كولن باول، وزير الخارجية الاميركي ان ولفويتز يتحدث وكأن خمسة وعشرين مليون عراقي سوف يندفعون الى جانب معارضة تؤيدها الولايات المتحدة، وكان رأى باول ان اقتراحات ولفويتز اسخف ما سمعه واضعف من الناحية الاستراتيجية ويعلق وودوارد قائلا: لكن ولفويتز كان كالطبلة التي لا تتوقف، وظل هو وجماعته من المحافظين الجدد يقرعون الطبول لفرض الافكار التي قدمت باعتبارها «مشروع خطط»، وظل باول يهز رأسه قائلا: «هذا جنون» وقرر انتهاز الفرصة للتحدث الى الرئيس مباشرة.
\r\n
\r\n
وهنا يحكى وودوارد قصة الحوار الذي دار بينهما، فعندما حانت الفرصة نصحه باول قائلا: «لاتدع احدا يدفعك الى اي شيء حتى تصبح مستعدا له، أوحتى تفكر في وجود سبب حقيقي وراءه، فالامر لا يبدو سهلا، كما صور لك خذ وقتك، ولا تدع اي شخص يورطك».
\r\n
\r\n
ورد بوش قائلا: «لا تقلق بشأن هذا الامر، انه تخطيط جيد للطواريء وانا اعرف ماذا يفعلون ولست في عجلة من امري للذهاب والبحث عن المتاعب».
\r\n
\r\n
ومع ذلك ظل باول متخوفا من ان تنال خطة كهذه دفعة لتمريرها، فأثار مع الرئيس مرة اخرى مسألة توجيه ضربة سريعة او غزو العراق قائلا له: «انت لست مضطرا لدفعك الى هذا» واخذ يحث بوش على التمهل فأجابه الرئيس بقوله: «فهمت .. انني اعرف هذا».
\r\n
\r\n
وقد توقف معظم العمل في مسألة العراق بقية شهر اغسطس لقيام بوش وكبار مستشاريه باجازاتهم، ولم يتم رسم سياسة حقيقية الى ان يعود الرئيس او ان تضطره الظروف الى ذلك، ويرى وودوارد ان السبب ايضا هو الخلافات العميقة والتوتر الشديد في مجلس الحرب بين باول المفاوض المعتدل، ورامسفيلد الناشط المتشدد. وفي فصل آخر من الكتاب يتحدث المؤلف عن ان تشيني ادرك ما يضمره بوش وعرف من خلال احاديثهما اليومية انه قد اتخذ قراره.
\r\n
\r\n
وكان تشيني يعتقد ان الحكومات الاخرى قد لا تكون مستعدة للانضمام اليهم، مالم تقتنع بان الولايات المتحدة جادة في شن الحرب، كما انه يتفق مع رامسفيلد على ضرورة التحدث مباشرة الى المسئولين في تلك الحكومات. كذلك رأى تشيني انهم اذا لم يتابعوا الامر بمجرد اعلان الرئيس الاميركي هدف اسقاط النظام العراقي وبدء عملية انتشار القوات ونشاط ال «سي. آي. ايه» فسوف يصبحون مثل كلينتون، كثير من الكلام الشجاع وقليل من العمل.
\r\n
\r\n
ويقول بوب وودوارد ان المملكة العربية السعوددية كانت من بين الدول الرئيسية التي يجب ابلاغها وكان الجنرال فرانكس قد اشار قبل ذلك بأيام الى ان احتمال فقدان تأييدها سيكون امرا مزعجا للغاية وقال انها بشكل خاص في موقف دقيق في العالم الاسلامي.
\r\n
\r\n
وان استمرار تعاون السعودية مع الاميركيين سوف يغضب العناصر المتشددة في المنطقة واذا اشتركت المملكة في حرب الخليج الثانية ضد صدام، ولم تؤد هذه الحرب الى اسقاطه، فسوف يكون اشتراكها مخاطرة هائلة..
\r\n
\r\n
واراد ديك تشيني القيام شخصيا بنقل القرار الى الرياض، حيث كانت له تجربة سابقة في هذا الشأن قبل اكثر من اثنتي عشرة سنة، وبالتحديد يوم الجمعة 3 اغسطس 1990 عقب قيام صدام حسين بغزو الكويت مباشرة وتهديده بالتحرك نحو السعودية، وفي ذلك الوقت كان تشيني وزيرا للدفاع في ادارة بوش الاب، ويومها استدعى الامير بندر السفير السعودي لدى واشنطن الى مكتبه في البنتاغون، حيث انضم اليهما، باول الذي كان رئيسا لهيئة الاركان المشتركة، وبول ولفوويتز الذي كان وكيلا لوزارة الدفاع آنذاك.
\r\n
\r\n
وكان الرئيس بوش الاب قد كلف تشيني بإبلاغ الامير بندر بخطة اميركا لاخراج صدام من الكويت، واخبر تشيني السفير السعودي ان الاميركيين جادون، واطلعه على نسخ من صور سرية للغاية تبين فرقا عراقية متوجهة نحو السعودية، وقام باول بتلخيص خطة الحرب الاميركية التي تتضمن اكثر من اربع فرق وثلاث حاملات طائرات، بالاضافة الى اسراب كثيرة من الطائرات الهجومية التابعة لسلاح الجو الاميركي، وقوة تتراوح بين 100 الف و 200 الف جندي في بداية الامر، وقال السفير «حسناً ..
\r\n
\r\n
على الاقل هذا يوضح انكم جادون بالفعل» واراد تشيني وباول تصريحا بنشر القوات عبر المملكة، فوعد الامير بندر بانه سيؤيد هذا الطلب لدى الرياض وبعد مغادرة السفير اقترح ولفويتز اصدار الامر للقوات المسلحة الاميركية بالتأهب ولكن باول حثه على الانتظار.
\r\n
\r\n
وبعد ذلك بفترة قصيرة انتشرت القوات الاميركية في السعودية.
\r\n
\r\n
في الجناح الغربي
\r\n
\r\n
يعود وودوارد مرة اخرى الى الحديث عن الاجتماع الاخير فيقول ان تشيني دعا الامير بندر الى الاجتماع في مكتبه بالجناح الغربي يوم السبت 11 يناير 2003، وحضر الاجتماع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي والجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة، وكان بندر يعتبر رامسفيلد اكثر وزراء الدفاع الاميركية صرامة، بمن فيهم تشيني نفسه، وكان الهدف من ذلك الاجتماع اقناع السفير السعودي بضرورة ارسال القوات الاميركية عبر الاراضي السعودية .
\r\n
\r\n
ومنها الى العراق، من بين الدول الخمس الاخرى الواقعة على الحدود العراقية وافقت الكويت والاردن فحسب على تأييد العملية العسكرية الوشيكة وكانت الحدود السورية العراقية الممتدة الى نحو خمسمئة ميل بالغة الاهمية، وبدونها تكون هناك فجوة هائلة في منتصف المسافة بين الحدود الكويتية الصغيرة التي تبلغ 150 ميلا مع العراق والحدود الاردنية الاصغر البالغة 100 ميل.
\r\n
\r\n
وامسك الجنرال مايرز بخريطة كبيرة كتبت عليها عبارة «سري للغاية لا اجانب» اي ان من غير المسموح ان يطلع عليها اي شخص اجنبي او دولة اجنبية. وقال مايرز ان الجزء الاول من خطة المعركة سوف يتضمن شن حملة قصف جوي مكثف تستمر عدة ايام تستخدم فيها متفجرات تزيد بمقدار ثلاثة او اربعة اضعاف على تلك التي استخدمت في حرب الخليج لمدة 42 يوما وسوف تشمل الاهداف الرئيسية فرق الحرس الجمهوري وادارات الامن ومراكز القيادة .
\r\n
\r\n
والسيطرة لقوات صدام حسين، ثم يتبع الحملة هجوم بري من الكويت اضافة الى جبهة شمالية عبر تركيا مع فرقة المشاة الرابعة، اذا وافقت تركيا، كذلك تضمنت الخطة استخداما مكثفا للقوات الخاصة، وفرق المخابرات شبه العسكرية، لتأمين كل مكان في العراق قد يستخدمه صدام حسين لاطلاق صاروخ او طائرة ضد السعودية او الاردن او اسرائيل.
\r\n
\r\n
وقال الجنرال مايرز: «انت تعرف ايها الامير، ان لنا بالفعل قوات هناك» وكان مايرز يشير بذلك الى وجود فرق المخابرات شبه العسكرية في العراق، ورد عليه بندر قائلا: «نعم، لقد أخبرت بذلك».
\r\n
\r\n
وكان على القوات الخاصة وفرق المخابرات توزيع 300 مليون دولار على زعماء القبائل العراقية وضباط القوات المسلحة العراقية. واضاف مايرز قوله ان الاميركيين خسروا عنصر المفاجأة الاستراتيجية، بعد ان تورطوا في عملية الامم المتحدة، وانهم يخسرون الآن عنصر المفاجآت التكتيكية، ومع ذلك فان الجنرال فرانكس لديه افكار سوف تجعل المفاجأة شيئا مختلفاً، ولابد من تغطية الخمسمئة ميل على الحدود السعودية العراقية ومن هناك سوف توجه ضربات من القوات الخاصة وفرق المخابرات وغيرها ثم اردف مايرز قائلا: «لو كانت هناك بدائل فلن نطلب شيئا من الرياض».
\r\n
\r\n
ويعقب بوب وودودارد على ذلك بقوله ان الامير بندر كان يعرف ان بلاده قد تستطيع عمل غطاء على وصول القوات الاميركية باغلاق مطار الجوف المدني في شمال الصحراء، وتحليق طائرات هليكوبتر سعودية نهارا وليلا باعتبارها دوريات روتينية على الحدود لمدة اسبوع ثم تنسحب الطائرات.
\r\n
\r\n
وتقوم القوات الخاصة الاميركية باقامة قاعدة هناك لا تلفت الانتباه اليها وبعد ان القي الامير بندر الذي كان طيارا حربيا سابقا نظرة متأملة على الخارطة بالغة السرية التي بلغ حجمها 2 x3 اقدام، طرح بضعة اسئلة عن العمليات الجوية، ثم سأل: «هل يمكن ان احصل على نسخة من الخارطة الكبيرة حتى استطيع اطلاع المسئولين في الرياض على الموضوع؟ فرد مايرز بقوله ان ذلك فوق قدرته، وهنا قال رامسفيلد للسفير:
\r\n
\r\n
«سوف نعطيك كل المعلومات التي تريدها، اما بالنسبة للخارطة فافضل الا نعطيها لك، ولكنك تستطيع تدوين ملاحظات اذا اردت» فقال السفير السعودي: «لا لا ليس هذا مهما، دعني القي نظرة عليها فقط وحاول الالمام بكل مواقع القوات الخاصة وفرق المخابرات وتحركاتها الواسعة على الارض والتي كانت جميعها محددة على الخارطة».
\r\n
\r\n
وسأل بندر: «ما هي فرصة صدام للنجاة؟» وكان يعتقد ان صدام ينوي قتل كل شخص اشترك على مستوى رفيع في حرب الخليج 1991 بمن فيهم هو نفسه، ولم يجب رامسفيلد ومايرز على السؤال، فقال بندر: «هذه المرة سيكون صدام خارج الحكم» ثم سأل متشككا: «ماذا سيحدث له؟» فاجاب تشيني بهدوئه المعتاد: «ايها الامير» بمجرد ان نبدأ سيكون صدام محمصا وعندما هم بندر بالوقوف مغادرا قال لتشيني:
\r\n
\r\n
«هذا يذكرني باجتماعنا انا وانت وباول» وضحك تشيني وقال الامير بندر: «انا مقتنع الآن بأن هذا امر يمكن ان احمله الى سمو الامير عبدالله واعتقد انني استطيع اقناعه ولكنني لا استطيع ان اقول له ان مايرز ورامسفيلد وانت قالوا لي، لابد ان احمل رسالة من الرئيس» فأجاب تشيني: «سوف اعود اليك مرة اخرى».
\r\n
\r\n
ويقول وودوارد: لقد غادر بندر من دون ان يخامره اي شك في انهم التزموا امامه بان الحرب آتية، ولكنه كان قد سمع وعودا كثيرة من قبل من دون ان تتحقق ولذلك فقد اراد ضمانا وهو ان يسمع ذلك من بوش مباشرة.
\r\n
\r\n
ويعود المؤلف الى مكتب ديك تشيني ليروي لنا ان رامسفيلد اعرب عن بعض القلق من ملاحظة نائب الرئيس في حديثه عن «تحميص صدام» مع الامير بندر قائلا له: لماذا كل هذا يا ديك؟» فقال تشيني: «لم اكن اريد ان يراوده اي شك فيما خططنا له وكان نائب الرئيس الاميركي يريد ان يعرف السفير السعودي ان الخطة حقيقية ولن يكون صريحا مع اي شخص آخر غيره، لانه في كل الاحوال يعرف بندر منذ وقت بعيد.
\r\n
\r\n
وفي سيارته كتب السفير ملاحظات سريعة عن بعض التفاصيل مما رآه على الخارطة، وعندما عاد الى بيته امسك خارطة كبيرة للمنطقة وبدأ في اعادة رسم الخطة عليها جزءا وراء آخر.
\r\n
\r\n
موعد مع الرئيس
\r\n
\r\n
في صباح يوم الاحد الذي تلا ذلك الاجتماع اتصلت به كوندوليزا رايس لتدعوه الى لقاء مع الرئيس في اليوم التالي، وهو يوم الاثنين 13 يناير ويقول وودوارد ان الاوروبيين وما يثيرونه من «عقبات» كانوا يلحون بشدة على عقل كل من بوش والامير بندر وكانت فرنسا والمانيا وروسيا منهمكين في مباراة كرة سلة في الامم المتحدة ويناقشون مغزى وتوقعات وتوقيت عمليات التفتيش، وكانت الدول الثلاث تحث على اعطاء هانز بليكس مزيدا من الوقت، وقال الامير بندر للرئيس بوش:
\r\n
\r\n
هؤلاء الناس لا يستطيعون المساعدة ولا يملكون الايذاء ويضيف وودوارد ما معناه ان هذه الدول تحاول ان تلعب دوراً أكبر من حجمها، ثم يوضح ان هذا التقويم كان كأنغام الموسيقى في أذني بوش، ولكنه قال للسفير السعودي انه تلقى نصائح وتقارير من البعض في إدارته تفيد انه إذا شن الحرب فإنه سوف يواجه رد فعل عربياً وإسلامياً هائلاً قد يعرض المصالح الأميركية للخطر، ويدعى مؤلف الكتاب ان بندر قال له:
\r\n
\r\n
«السيد الرئيس، ان الحديث يدور عن صدام حسين، ولن يذرف الناس الدموع عليه، ولكنه إذا هوجم مرة أخرى من أميركا وبقي على قيد الحياة، فإنه سيكون أقوى بكثير وإذا بقي حياً وظل في الحكم بعد انتهائكم من الحرب أياً كانت نتيجتها، فسوف يتبع الجميع ما يقوله، فإذا قال لهم: هاجموا السفارة الأميركية فسوف يتوجهون إليها ويهاجمونها.
\r\n
\r\n
وذكّر بندر الرئيس الأميركي بما حدث قبل حرب الخليج 1991 قائلاً: «عد إلى الماضي وانظر ماذا قيل لوالدك: ان العالم العربي سوف يثور من المحيط الأطلنطي إلى الخليج... ولم يحدث هذا آنذاك ولن يحدث هذه المرة، وستنشأ المشكلة إذا بقى صدام. وهناك حاجة إلى تأكيدات بأن صدام سوف يصبح محمصا». وسأله بوش: «هل أطلعك ديك ورامسفيلد والجنرال مايرز على الأمر؟
\r\n
\r\n
قال بندر: «نعم»
\r\n
\r\n
فسأل بوش: «هل هناك أية أسئلة تريد طرحها عليّ؟».
\r\n
\r\n
قال بندر: «لا أيها السيد الرئيس».
\r\n
\r\n
قال بوش: «هذه هي الرسالة التي اريدك ان تحملها مني إلى ولي العهد.. الرسالة التي تلقيتها هي رسالتي يابندر!».
\r\n
\r\n
قال بندر: «حسن، أيها السيد الرئيس»!
\r\n
\r\n
وكان بندر يعتقد ان ذلك بالضبط ما لقّنه تشيني لبوش لكي يقوله.
\r\n
\r\n
وقال بوش: «هل تريد أي شيء آخر مني؟»
\r\n
\r\n
أجاب بندر: «لا، أيها السيد الرئيس».
\r\n
\r\n
وأصبح في استطاعة الأمير بندر بعد ذلك ان يعود إلى الرياض ليطلع المسئولين هناك على كل شيء شاهده وسمعه من تشيني ورامسفيلد، كما لو أنه صدر عن الرئيس الأميركي نفسه مباشرة. وسرعان ما حظى السفير بلقاء خاص مع ولي العهد وقدم له التفاصيل والخارطة.
\r\n
\r\n
رايس تقرأ الوزيرين
\r\n
\r\n
يتناول الكتاب، بعد ذلك جانباً مما دار بين كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي وبين بوش. ويذكر الكتاب ان أحد مهامها هو ما تصفه هي بقولها: «ان أقرأ الوزيرين» أي باول ورامسفيلد، وما دام الرئيس قد أخبر رامسفيلد بقرار الحرب فمن الأفضل ان يخبر باول أيضاً وعلى وجه السرعة لأنه يرتبط بصداقة مع الأمير بندر الذي علم هو أيضاً بالقرار.
\r\n
\r\n
وقالت كوندوليزا للرئيس بوش انه يحتاج إلى استدعاء كولن باول والتحدث إليه فهو يتحمل مسئولية أصعب الأعمال وهو ابقاء المسار الدبلوماسي نشيطاً. وهكذا اجتمع بوش وباول يوم الاثنين 13 يناير في المكتب البيضاوي من دون أن يكون تشيني أو رايس حاضرين هذه المرة. وبعد ان حيا بوش جهود باول على الجبهة الدبلوماسية قال له انه استقر على شن الحرب على العراق ويرى ان على أميركا ان تتجه إلى الحرب. وسأله باول: «هل أنت متأكد».
\r\n
\r\n
وأجاب بوش: نعم
\r\n
\r\n
وقال باول فيما يشبه نصف سؤال: «انك تتفهم النتائج».
\r\n
\r\n
وكان باول قد ظل نحو ستة أشهر يلح على هذا الموضوع، وهو ان الولايات المتحدة قد تسقط النظام وان عليها ان تحكم العراق، وان من الصعب التنبؤ بموجة الآثار المترتبة في الشرق الأوسط والعالم.
\r\n
\r\n
ورد عليه بوش بقوله: «نعم اتفهم النتائج».
\r\n
\r\n
فقال باول: وهل تعلم انك مقبل على امتلاك ذلك المكان؟
\r\n
\r\n
ولم يكن باول متأكدا مما إذا كان بوش قد تفهم تماماً معنى ونتائج التملك الشامل لبلد كالعراق.
\r\n
\r\n
وقال بوش: «لكنني استطيع ان أفعل هذا، ولكني أريد فقط ان اخبرك».
\r\n
\r\n
وكان بوش بقوله هذا يريد ان يوضح انه لا يجري مناقشة لقراره، ولكنه فقط يخبر واحداً من أعضاء حكومته بذلك القرار، وقد كان باول الوحيد في دائرة المقربين من بوش الذي كان يضغط باخلاص ونشاط لاتباع المسار الدبلوماسي، ولذلك شعر بأن الرئيس اراد التأكد من انه يؤيد الحرب، أي أن حديثه كان نوعاً من اختبار ولاء باول له.
\r\n
\r\n
ووجه بوش إليه سؤالاً مباشراً: «هل أنت معي في هذا الأمر؟ اعتقد انني لابد ان أعلن الحرب وأريدك ان تكون معي».
\r\n
\r\n
وكانت تلك لحظة فريدة فرئيس الجمهورية يتقدم بطلب من وزير خارجيته، بل الغالب أنه يسبر غور أبرز شخصية في إدارته وأهم عضو في مجلس حربه إلى درجة أكبر من الرئيس نفسه.
\r\n
\r\n
ولم تكن مسألة مساومة في بيع أو شراء بل مجرد سؤال هو: نعم أم لا؟
\r\n
\r\n
وأجاب باول: «سأبذل قصارى جهدي. نعم ياسيدي سوف أؤيدك.. أنا معك سيدي الرئيس»!
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.